(( حنين واحتلال فلسطين ))
** فتاة في السابعة من عمرها ، اسمها (( حنين )) ، تعيش في فلسطين مع أمها وأخيها الصغير حسان ، في منطقة (( غزة )) ..
استشهد والدها أثناء القصف الإسرائيلي ، أما أمها فهي في عز شبابها ، وأخاها الصغير حسان في الثالثة من عمره .
في أحد الأيام قررت أمها الذهاب إلى زيارة أقاربهم في (( القدس )) ، ولكنها لم تشأ أن تترك حنين وحسان في المنزل خوفا عليهما من اليهود ، فأخذتهم معها .
لكن الصدمة كانت عندما عادوا من زيارتهم ، رأوا منزلهم مهدم كأنه فتات من الخبز ، ومن صدمة الأم أغشي عليها ووقعت على الأرض ، فركضت حنين إليها وهي تصرخ وأخاها الصغير يبكي ، وظلت حنين تصرخ وتبكي وتنادي ولكن !!
لا فائدة .. لا حياة لمن تنادي ، فظلت تبكي في حضن أمها وهي تمسك بأخيها حسان خوفا عليه ، ومن كثرت بكائها نامت وهي تبكي وتحضن أمها وأخيها ، وعندما أفاقت من نومها ، عرفت أنه لا فائدة من بكائها وصراخها ، فحملت أخاها وأخذت تمشي في حيها ، وتركت جثة أمها هامدة على الأرض ، وظلت حنين تمشي وهي تحضن أخاها الصغير وعيناها مليئة بالدموع الحارقة ، وكل دمعة تنزل من عينها تسبب لها ألم حاد في قلبها ، وفجأة لمحت من بعيد دبابات الإحتلال متجهة نحوها ، فشدت أخاها نحوها ، وهي صامدة لا تخاف ولا تهاب شيء بعد فقدانها والدها العزيز وأمها الغالية ، فظلت تمشي وتوجه بصرها نحو الدبابات ، لكنها توقفت فجأة لبكاء أخيها الصغير ولكنها لم تعرف سبب بكائه ، ولكنها عرفت أنه يريد النزول على الأرض ، فعندما أنزلته أفلتها ، وذهب وجمع عدد كبير من الحجارة ، فاعطى عددا منها لأخته وأخذ هو الباقي ليقذفه على الدبابة ، فإذا بأحد الحجارة تضرب رأس جندي فيقع صريعا على الأرض (( فسبحان الله )) ، طفل في الثالثة من عمره يعي ويفهم ما يحدث من حوله .
ولكن فجأة !! خرج جندي آخر من الدبابة وتوجه نحو حنين وأخيها ، ونظر إليهما نظرة استهزاء وغضب وسخرية ، فأخذ الصغير يكلم اليهودي ، ولكن بكلمات غير مفهومة ممزوجة بدموع حارقة ، فأخذ اليهودي بندقيته وضرب بها حسان على رأسه الصغير ، فوقع من بين يدي أخته التي أخذت تحمل جثة أخيها الصغير وهي تبكي وتشتم الجندي ، ولكن بعد دقائق من بكائها ، وقفت على قدميها الصغيرتين وجمعت عدد من الصخور الصغيرة وأخذت ترمي بها على الدبابة واليهودي ، وفجأة !! انفجرت الدبابة لدخول صخرة صغيرة في الفوهة التي يخرج منها الدخان ، واختنق الدخان ، فانفجرت ووقع جميع اليهوديين جثث هامدة ، ولكن حنين لم تصب إلا بجروح بسيطة ، وحملت جثة أخيها وذهبت إلى المكان الذي تركت جثة أمها فيه ، ووضعت جثة أخيها في حضن أمها ، ومضت هي لتلقى حتفها في أحد مناطق غزة ، ووقعت الصدفة أن رآها الفلسطينيون فأخذوها ودفنوها بالقرب من أمها وأخيها الشهيدين .
هذه قصة وعبرة لكل مستهتر ومقصر في حق أطفال فلسطين ، وأرجو من الجميع التوجه إلى الخالق والرحيم بالدعاء لجميع أهالي وأطفال فلسطين .