امرأةٌ تستمدُ
من بلادِ الرافدينِ
شموخَ النخيلْ ..
ومن أرضِ الكنانةِ
غضبَ النيلْ ..
فإن تراخَ شالها
هزمتْ الليلَ
بعتمةِ شعرها
ذاكَ الأسودِ الطويلْ ..
وإن رمتْ
بسهامِ رمشها
كان نظرُها
بقتل ألفَ ألفٍ كفيلْ ..
أمرأةٌ تصيّرُ
من زهورِ الدفلى
تاجاً وإكليلْ ..
ومن خيوطِ الشمسِ
تحيكُ منديلْ ..
تتبعها الرياحُ
تستريحُ على كفها
وتتمايلُ مع جسدها
حيثُ يميلْ ..
ومدُّ البحرِ
يُسرعُ شوقاً لَها
يُداعبُ أناملَها
وفيّاً وخليلْ ..
امرأةٌ تختارُ
من العشقِ والهوى
درباً وسبيلْ ..
ومن نبضِ القلبِ
هديةً ودليلْ ..
يشرقُ الصبحُ
ينثرُ أشعتهُ على محياها
ويشعُ من جبينها
سنا قنديلْ ..
ومن ثغرِها
تفتحُ زهورٌ
ويتساقطُ شهدٌ
جيلٌ بعد جيلْ ..
إمرأةٌ ليسَ
في قصصِ السلاطينِ
لها ندٌّ أو مثيلْ ..
ولا في دواوينِ الشعرِ
بيتاً في وصفها قيلْ ..
إن حضرتْ يغدو
كلَ جمالِ النساءْ
وكلَ فاتنةٍ وحسناءْ
كذبةَ إبريلْ ..
وما همني إن
بعدَ حبها
وعذابِ عشقها
كنتُ حياً أو قتيلْ