إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه
أشياء عادية في حياة كلٍ منا ولكن، عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد
كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى
على الإطلاق عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس
القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو
دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع.
و يعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في
معالجة المعلومات التي تصل المخ. وليست الاصابة بهذا المرض خطأ أو نتيجة
لكون الشخصية ضعيفة أو غير مستقرة. فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة
والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل
للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على
الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض
الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك
وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية.