كتاب القواصم في الرد على فيصل القاسم لأبن جرمل
كتاب القواصم في الرد على فيصل القاسم لأبن جرمل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]روى أن أبن جرمل حين بلغه ماقاله المذيع المشاكس في برنامج الاتجاه المعاكس ، ازبد وارعد وهدد وتوعد ، ثم ربط عمامته وخرج ليثأر لكرامته فتوجه نحو السوق ، وهو يفكر كيف يسكت هذا البوق ، وهناك لف سبع لفات ، ليختار أجود القات ، فالأمر جلل ، ولا يحتاج إعداد على مهل ، فاشترى ربطتين قطل ، ثم قفل للبيت راجع ، وقد اعدت له زوجته المتاكي والمتافل والمنافل والمدائع ، وبدأ يخطط للكتابة في الوقت الضائع ، للرد على ما قيل من نقد لاذع ، أقض لليمنيين المضاجع ، وقلب عليهم المواجع ، وأجرى في عيونهم المدامع ، ففرش أمامه القات ونصب الشيشة ، وأخذ الدواة والقرطاس والريشة ، وبدأ يسطر أول الحروف ، و يسن لمعركته السيوف .. ويقرع الطبول والدفوف.. وما إن امتلأ فمه بالقات حتى انتفخت الأوداج ، وتدفق ماء القات في فمه كالأمواج ، وبدأ يحس باعتدال المزاج ، فكتب العنوان " القواصم في الرد على فيصل القاسم " ثم فكر ودبر وأقبل في متكئه وادبر ، ومارس فيه الكر والفر ، يريد أن يكتب بعد العنوان ولو صفحة ، ليرد هذه الصفعة فلم يسعفه القلم ، فاستبد به الألم ، فأطرق واجما وأخذ يفتل الشنب ، فما زاد على أن كتب ، نحن يا فيصل أصل العرب ثم رمى قلمه و اراق مداده ، وقال رافعا صوته إلى متى سيظل اليمني يمجد أجداده ، خدرتنا هذه الشجرة ، فتولى علينا ذلك النكرة ، فأبقانا في الجهل والفقر والمرض ، وما منا من اعترض ، ولا هو الذي اعتبر واتعض ، جتى صرنا في ذيل الأمم ، قد سبقنا اهل الابل والغنم ، فتحولنا في بلدانهم عمالا وخدم ، و في ارضنا عبيدا للصنم ، فأصبحنا للتخلف مثال ، جهل وأمية ومرض وقلة مال ، يقودنا دجال محتال ، فنهرب من حالنا الى اسوأ حال .. الى مجالس القات والقيل والقال ، ثم نلوم الآخرين إن قالوا فينا ما فينا ..
وهكذا فالكتاب قد انتهى ، إلى عنوان وكلمة في المحتوى ، ولكن ابن جرمل وصل الى نتيجة هي اللب والنوى ، العالم يرانا كما نحن لا كما نريد ، وهذا هو الكلام السديد ، فلا نزيد ولا نعيد ، وإننا لن نستعيد اليمن السعيد ،حتى نسوغ شعبنا من جديد ، ونقيم اركان الحكم الرشيد ونتخلص من هذا السم الذي خالط الدم في الشريان والوريد ، أو فلنتحمل إهانة القريب والبعيد