مقال ثقافة الذبح بالسكين سلوى الوفائي
شام | مقالة | ثقافة الذبح بالسكين ( بابا عمرو تترحم على أيام القصف )
مقال ثقافة الذبح بالسكين سلوى الوفائي
(صورة من سورية و ليست من فيلم مغربي)
أن يمطر المجرم قذائف حقده على ضحاياه ليس لسبب منطقي، إلا لحقده الدفين عليهم وهو يرى في هذه الضحايا عدواً له دون إثم ارتكبوه، لهو جرم أقذر من أن يوصف بلغة البشر. لكن القذائف تبقى أرحم من القتل ذبحاً و من الاغتصاب الحيواني المهين لروح البشرية.
تتوالى المذابح الجماعية في سورية و المجتمع الدولي مازال يفكر أيدين أم لا يدين؟ و لقد سمعنا من أفواه الغرب عجباً حين أدانوا مجزرة الحمير في سورية في بداية أيام الثورة و اعتبروها مخلة بالشرف و الأخلاق الإنسانية و أقاموا للحمير منصباً تذكارياً و جعلوا من قبورهم مزاراً لكلّ آثم بحق الحيوانات ليكفر عن ذنبه و يسكب دموع التوبة. أمّا المذبحة التي نفذت على شباب بابا عمرو و التي راح ضحيتها 64 شاباً ذبحوا بالسكاكين بدم بارد كما تذبح الخراف على أيدي عصابات الأسد المجرمة على مرأى ذويهم فتمرّ مرور الكرام على شريط الأنباء. وهي - في إطاريها القانوني والإنساني - جريمة حرب، من جرائم التطهير على الهوية، ومن الجرائم ضد الإنسانية ، لكن يبدو أنّ العالم لا يعتبر ضحايا سورية من فصيلة البشر و لا حتى من فصيلة الحيوانات و إلا لكنّا سمعنا استنكاراً أسوة باستنكار قتل الحمير .
والكلّ يدرك أنّ هذه الجريمة النكراء حلقة في سياق وتعبير عن نهج ما زال هذا النظام يتبعه مع أبناء شعبنا في سوريا منذ ما يقرب من عام و هي في صيغتها الأخيرة أكبر من أي إدانة ومن أي استنكار. بل هي جريمة لها استحقاقاتها الوطنية والدولية والإنسانية.
وهي إحدى مناهج البعثين والتكفيريين والصفويين الذي يحاولون تصفية أبناء الطائفة السنية كونهم يعتبرونها من أعداء آل البيت حسب تصريحات ولاية الفقيه و من ولاه، و تضامناً مع نهج عبدة الشيطان من الماسونية اليهودية أعداء الإسلام. و قد لا يكون مصادفة أنّ حزب البعث السوري استعار لقب ( رفيق) من طبقة الماسونية الوسطى و التي تضم حاخامات اليهود بدرجة (رفيق) !!! ويتحاشى اليهود الماسون مواجهة الضحية و الحرب المعلنة ويفضلون الحرب الباردة و يسخرون لذلك غيرهم في محافلهم الماسونية في جميع أنحاء العالم لتحقيق أغراضهم في نشر الفساد و التصفية البشرية من خلال جمعيات اجتماعية أو سياسية مثل " الليونز و الروتاري وشهود يهوه و …الخ " وجمعيات دينية في ديار المسلمين مثل البابية و البهائية و الأحمدية …الخ و كل الفرق الضالة مثل النصيرية و المرشدية والشيعية الصفوية .
أولئك الذين جحدوا النور الإلهي و خلدوا إلى الظلام ففقدوا البصيرة والبصر. وكلّ المصائب التي تحلّ علينا في هذا العالم، يخطط لها في الأقبية المظلمة. ومن الصعب على من يعيش في الظلام، أن ينتقل إلى النور، لأنّه يخيفه بل ويرعبه...إلى درجة تجعله يحمل سكيناً ليذبحه و يعبّر عن الحقد بأبشع صوره.
ويذكر جورجي زيدان بأنّ أصل الماسونية هم الفراعنة في مصر وبعد نهاية عهد الفراعنة تولى المجوس الفرس قيادة المذهب الشيطاني ويدلّ على ذلك بالقران في الآية " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنّه لفسسق وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون " الأنعام 121
حيث قال الطبرانى في تفسير هذه الآية :أنّه لما نزلت آية تحريم الميتة أرسلت كهنة فارس إلى كهنة قريش : أن خاصموا محمداً وقولوا له: ما تذبح أنت بيدك بسكين حلال وما ذبح الله بشمشير(سكين بالفارسية) من ذهب فهو حرام (يعنون الميتة) ؟!!! وقال ابن عباس:الشياطين من فارس و من أطاعهم من منافقي قريش.
و قد شهد التاريخ مفاسد في الأرض سببها الشيعة الصفوية و تفننوا في اختراع وسائل تعذيب يندى لها جبين البشرية كالحرق و الصعق الطهربائي و الذبح و لهم براءة اختراع في استخدام المثقاب و غيره.
و ما زلت أتساءل ألم يفهم العالم بعد حجم المؤامرة الصفوية الفارسية و أبعادها و امتدادها؟ ألم يفكر حكام دول الخليج خاصة أنّ الفرس إذا انتصروا في سورية فلن يقفوا عند حدودها لأنّ أحلامهم التوسعية الشيطانية ستمتد إليهم في طريقها إلى العالم بأسره؟ ألم يتضح السياريو لهم بعد أنّ عروشهم بدأت تهزها أيادي المد الصفوي؟ و أنهم لو دانت سورية لحكمهم كما يخططون فلن تقوم للعرب قائمة بعد الآن؟ و لن يبقى من يعبد الله في بلاد الشام؟
إنْ لم ينتصر حكام دول الخليج حصرياً اليوم للشعب السوري و يهبوا لنجدته فعلى العرب السلام.... ستبقى آلة القتل تعمل في أهل السنة حتى تقضي عليهم عن بكرة أبيهم كي ترتاح عظام كسرى في قبره، فهل من مبصر يا حكام أمتنا ؟؟؟
لا تنتصروا لعشرة آلاف شهيد سوري و عشرات الآلاف من المعتقلين المعذبين في السجون الأسدية، و آلاف النساء المغتصبات و آلاف الأطفال المنكوبين و الأيتام، و عشرات الأسر اللواتي تمت تصفيتهم تصفية جماعية ذبحاً بالسكاكين، لا تنتصروا لكلّ أولئلك ... انتصروا لعروشكم قبل أن تدكها جحافل كسرى.