في كتاب ''جراح التاريخ وعاهاته''
دعوة للاعتبار من مختلف المراحل لتحقيق التغيير
يدعو الدكتور أحمد الرفاعي شرفي، في كتابه ''جراح التاريخ وعاهاته''، الصادر عن مؤسسة البلاد للنشر والاتصال، إلى ضرورة الاعتبار من مختلف مراحل تاريخ الكيان الإسلامي الذي ''عرف منذ أوائل العهد الأموي الانحراف والتآكل والتفكك المتزايد، ما جعله يصبح مجرد أطلال لكيان لم يعد له وجود حقيقي''.
ويوضح أحمد الرفاعي، وهو أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة قسنطينة، أن ''الاعتبار الذي لم ينجزه المسلمون بعد، هو أحد الشروط الأساسية لإنجاز عملية التغيير المؤدية إلى التطور، حسب سنن الله عز وجل القائل ''إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''.
وفي توطئة لكتابه، اعتبرها منطلقات ومداخل، يوضح المؤلف أن المقصود من مؤلفه تجاوز الجمود واللامبالاة في الحديث عن قضايانا دون وصاية أو خلفية غير وصاية العلم والدين، الحوار مع الغير والبحث معه عن الإجابات الصحيحة لكل ما تطرحه أوضاعنا من قضايا وكذا تجاوز الإقصاء والتهميش والوصاية السياسية المتمثلة في تسييس القضايا وفصلها عن الإرادة الاجتماعية وفتح حوار اجتماعي إسلامي عن قضايانا وأخطائنا وذنوبنا وفسادنا ومظالمنا القديمة والحديثة. وحسب الدكتور أحمد الرفاعي شرفي، فإن ''أمة محمد ليست بخير، وإنما هي بشرّ مستطير، شرّ الخلافات والانقسامات، شر الجمود والفساد والظلم، شر مئات الملايين من جياع المسلمين وعراتهم، وملايين دولارات التجار والأغنياء ولصوص المال في بنوك اليهود والنصارى، تصنع رخاءهم وتقدمهم، وتعينهم على تكريس تخلفنا وفقرنا ونشر الفساد والظلم في مجتمعات المسلمين ونشر الاستبداد والقهر''.
وبرأي الكاتب، فإن مستقبل المسلمين وصحوتهم ''تكتنفه إرادات شتى وليس إرادة واحدة، فهناك إرادة الملوك والرؤساء، إرادة المنحرفين والانتهازيين وإرادة المفسدين، وإرادة القلة من الخيرين الذين لا حول لهم ولا قوة وإرادة المجتمع الذي يدعي الجميع تمثيلها بغير إرادة المجتمع ولا موافقته''. للإشارة، فقد صدر لأحمد الرفاعي شرفي وعن نفس الدار، كتاب آخر بعنوان ''مفهوم جماعة المسلمين عند الإمام أبي يعلى الزواوي ومقتضياته''.