نص بيان منصف المرزوقي حول قضية التكفير و الزيتونة
نص بيان منصف المرزوقي حول قضية التكفير و الزيتونة
المرزوقي يندد بالتكفير بعد قضية "الزيتونة"
أصدر الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، بياناً دعا فيه إلى "الكف عن استعمال لغة التكفير" بين المواطنين، وحذر من تأثيره على "السلم الأهلي" بعد جدل واسع حول تكفير أحد الدعاة للأكاديمية إقبال الغربي، على خلفية مواقفها من قضايا دينية.
وقال بيان المرزوقي الصادر مساء السبت إن التكفير "أسلوب خطير في التعبير عن الاختلافات الفكرية لما يمثله من تهديد للسلم بين مواطني البلد الواحد وبث الفتنة بينهم."
كما دعا المروزقي رئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، وأعضاء المجلس إلى "البت في هذه المسألة عن طريق الإسراع بسن قانون يجرم التكفير ويجعل من يستعمله عرضة للتتبعات القانونية ويحفظ تعايش التونسيين وتوادهم وتراحمهم."
وعبرت الرئاسة التونسية في هذا البيان عن "انشغالها الشديد" بتعمد بعض الأشخاص تكفير الآخرين، مؤكدة أنه "ليس من حق أي أحد أن يكفر مواطنا آخر بالنظر إلى أن ذلك يمكن أن يشكل مقدمة للعنف"، وهو ما اعتبرته "أمرا مرفوضا ومدانا بصفة مبدأية ومطلقة،" وفقاً لوكالة الأنباء التونسية الرسمية.
وتأتي هذه الدعوات من المرزوقي بعد الجدل الواسع في البلاد بسبب مجموعة من القضايا التي برزت بعد فوز القوى الإسلامية بالانتخابات، ووصولها إلى مراكز القرار مؤخراً، في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي.
وكان آخر تلك القضايا المقابلة التي نشرتها صحيفة "الصباح" الواسعة الانتشار مع عادل العلمي، مؤسس جمعية ""الوسطية للتوعية والإصلاح" ذات الطابع الإسلامي، والذي تعهد فيه بـ"التصدي لكل قانون يتعارض مع الشريعة الإسلامية."
وقال العلمي خلال المقابلة التي نشرت الجمعة، إن جمعيته ستعمل وفق أسلوب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،" وإن كانت قد تجنبت استخدام هذه التسمية.
ولدى سؤاله عن حقيقة تدخله في قضية تعيين الأكاديمية إقبال الغربي على رأس إذاعة الزيتونة للقرآن، واعتبارها "غير مؤهلة" للمهمة، قال العلمي إنه اعترض على اختيار الغربي لأنه ليس لديها الكفاءة "في مسألة قراءة القرآن،" رغم امتلاكها لشهادة دكتوراه في الحضارة الإسلامية.
واعتبر العلمي أن الغربي "ذهبت في عدد من كتاباتها إلى قول أخرجها من ملة (النبي) محمد،" واتهمها بكتابات "ضد منهج القرآن الكريم وضد منهج رسول الله وعلماء الإسلام."
ولدى استفهام الصحيفة حول هذا الموقف، وماذا إذا كان يكفر عبره الأكاديمية المعروفة، قال العلمي: "نعم وأنا أتحمل مسؤوليتي في ذلك وأعي ذلك."
وكان رئيس الوزراء التونسي السابق، الباجي قائد السبسي، قد عين الغربي في إدارة الإذاعة الدينية الطابع ضمن حملة تعيينات واسعة أجراها قبل تسلم حركة النهضة الإسلامية للسلطة، حيث أثار الأمر آنذاك حفيظة التيار الديني نظراً لمواقفها حول قضايا الحجاب والنقاب وفهم الآيات القرآنية.
وقام أنصار التيار الديني باحتجاجات ضد الغربي، كما أشارت تقارير إلى اعتراضات داخل الإذاعة نفسها، واستمر الخلاف حول القضية ووصل إلى القضاء، حتى جرى تنحيتها عن منصبها مؤخراً وتعيين رشيد طباخ على رأس الإذاعة.