تكيس المبايض والسمنة

تكيس المبايض والسمنة
تكيس المبايض والسمنة

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 15 عاما، ووزني 84 كج، وطولي 160 سم، والدورة الشهرية منقطعة منذ ستة أشهر، ودائماً يحصل لي هذا الأمر، فذهبت إلى الدكتورة وأجرت لي تحاليل، ووجدت عندي تكيساً في المبايض، وقالت أن السبب هو السمنة، وقالت أن هذا طبيعي حتى سن 17 عاما، وأقوم الآن برياضة المشي لمدة (50 دقيقة)، فهل يوجد علاج لهذا المرض؟ وما هو؟ وكم سأفقد من الوزن خلال ثلاثة أشهر ونصف؟ وهل طولي عادي؟!

وقد سمعت أن عشبة بذر الكتان تنحف، فهل هذا صحيح؟ وهل سأطول بعد أن أفقد من الوزن؟!

علما أن شعري لا يطول وأصبح خشناً من الأمام، وسمعت أن (عشبة الأس) تطيل الشعر، فهل هذا صحيح؟ وأريد شيئا يطيل الشعر وينعمه وأنا أستخدم حبوب كبد الحوت، فهل تطيل الشعر؟!

وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تكيس المبايض تبدأ بوجه عام عند البلوغ، وتؤثر على نسبة 3-10% من الفتيات، ويُعتبر من الأمراض المقلقة للنساء والمزعجة، حيث تنشأ عنه اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاعها وظهور الشعر الخشن في مناطق مختلفة من جسم المرأة والسمنة وتنتج هذه الأشياء بسبب اضطراب في استقلاب هرموِن الأندروجين والأستروجين، واضطراب في إفراز هرمون الأندروجين.

والسبب الرئيسي لهذه الحالة المرضية ليس معروفاً بعد، ولكن يعتقد أنها تتطور عندما يتزايد إفراز المبايض لهرمون الأندروجين بسبب الإفراز المتزايد لهرمون (LH) الذي يفرز بواسطة الغدة النخامية الذي يؤدي إلى انخفاض في هرمون الأستروجين الذي يجعل استجابة الأكياس الموجودة في المبيض استجابة عشوائية وغير منتظمة.

والمصابون بهذه الحالة يكون لديهم قصور في الاستفادة من الأنسولين، وتسمى هذه الحالة بمقاومة للأنسولين وتحدث بكثرة في المرضى البدناء.

كما أن تزايد معدل الأنسولين يكون له تأثير على وظيفة المبيض، وتوجد عدة علامات مرتبطة بهذا المرض:
غياب وعدم انتظام مواعيد الدورة الشهرية، عدم انتظام أو غياب التبويض مما يسبب عدم الإخصاب، تكيس أو تضخم المبايض، السمنة وتحدث لـ 50% من المرضى، نمو مبكر لشعر العانة - قبل ثمانية سنوات في البنات -، ارتفاع معدل هرمون الأندروجين، تزايد معدلات هرمون الذكورة وينتج عنه نمو متزايد لشعر الوجه والصدر والبطن والأصابع، حالة صلع ذكوري وتساقط في الشعر أو شعر خفيف (الصلع الناتج عن الأندروجين)، زوائد جلدية في الإبطين وتحت الثديين أو في مناطق ثنايا الجسم، وفي الحالات الشديدة يحدث خشونة في الصوت مع ازدياد كتلة العضلات.

وكذلك يعاني المصابون من تكون حبوب الشباب وبشرة دهنية، وتكون بقع داكنة ملساء أو بارزة تعرف بالشواك الأسود، وتكثر في العنق وتحت الإبطين والمنطقة تحت الثديين والمناطق المكشوفة مثل الركبتين والمرافق.

وأما علاجه فيكون بإشراف الطبيب وبشكل عام فإنها تعتمد على ما يلي:

1- الحمية والتمارين الرياضية: إن إنقاص الوزن في المرضى البدناء يؤدي إلى انخفاض مقاومة الأنسولين وهبوط معدلات التستيسترون، وقد يحصل تحسن شامل وانخفاض الشعر وعودة الدورة الشهرية في بعض النساء، لذلك فإنه مهم جداً الاستمرار على المشي والحمية الغذائية لمتابعة تنزيل الوزن عندك.

2- أدوية السكري مثل الميتفورمين تخفض مقاومة الأنسولين وتضبط مقدار الأنسولين في الدم وقد تنظم التبويض.

بالإضافة لما سبق فإن هناك طرقاً تستخدم للحصول على سيطرة شاملة على الأعراض، منها:

- حبوب منع الحمل مثل (Diane) مع مضاد للأندروجين تسيطر على النمو المتزايد للشعر وحب الشباب وفي الوقت نفسه تحسن انتظام الطمث.

- سبيرو نولاكتون هو مضاد قوي للأندروجين، ويقلل من حب الشباب ونمو الشعر في الجسم، ولكنه أقل فاعلية مع الصلع، ولا يمكن استخدامها بواسطة النسوة اللاتي يحاولن الحمل.

- استخدام الكريمات الشمعية لإزالة الشعر وكذا المواد الكيميائية، وقد يلجأ أحياناً للعلاج الجراحي لأكياس المبايض.

وأما عن طولك فهو فوق العادي، فمعظم النساء في الشرق الوسط أطوالهم في مثل طولك أو أقل، والفتاة تستمر بزيادة الطول حتى سن 18 سنة، وبالنسبة للوزن فعليك بالاستمرار بالمشي دون كلل، وتصغير وجباتك الغذائية.

ولا بأس بأن يكون النزول تدريجياً ولو كيلو كل أسبوع فالمهم المحافظة على الأوزان الجديدة والذي يكون صعباً فكثيراً ما يعود الوزن للارتفاع متى توقفت الفتاة عن الحمية والمشي.

وأما بذور الكتان فإن شرب كأسين من الماء مباشرة بعد تناول بذور الكتان يساعد في تقليل الشهية للوجبة التالية، لأنها تعمل كالإسفنج، إذ يمتص الماء بسرعة، فتملأ المعدة، وتساعد على الشعور بالشبع، ولهذه البذور تأثيرات مليِنة، لذلك ينصح بعدم الإفراط في تناولها.

والله الموفق.

==============
ولإكمال الإجابة فقد تم تحويل سؤالك على الدكتور/ أحمد حازم فأجاب بالتالي:

فإن المشكلة الهرمونية والبدانة أمران متداخلان وبالتخلص منهما تحل الأمور الثانوية الناتجة عنهما، ومن الأمور الثانوية المتعلقة بالجلدية والتالية لتكيس المبيضين حب الشباب وتساقط شعر الرأس بحيث يبدو مخلخلا مع تفرغ قمة الرأس جزئيا متصاحبة بفراغ في الجانبين عند الصدغين، كما أن الشعر الخشن قد يظهر في المواضع غير المرغوب فيها عند الإناث مثل الشنب واللحية.

وإذا كان تساقط شعر الرأس من الأعلى والجانبين وظهور ما يشبه اللحية والشنب تعطي نموذجا ذكريا لمظاهر الاضطرابات الهرمونية عند الإناث فإن الخطوة الأولى في العلاج هي إصلاح الهرمونات (وذلك بالمتابعة عند طبيبة الأمراض النسائية أو طبيب الغدد الصماء) وإنقاص الوزن، وهذان على الأغلب كفيلان بحل معظم مشكلة الشعر سواء الزائد أو الناقص، فالناقص سيرجع من ذاته، والزائد قد يحتاج التدخلات الأخرى مثل الليزر أو التخثير الكهربائي أو غير ذلك.

وأعتقد أن أي علاج خارجي سيكون تأثيره مؤقتا إذا استمر السبب الأصلي من بدانة وتكيس المبيضين، ومن أفضل العلاجات للشعر بعد حل المشكلة الأصلية هو استعمال أحد المستحضرات التالية حسب توفرها والقدرة على شرائها: (المينوكسيديل وهو مكلف ولكنه مفيد) و(الريفايفوجين) و(مستحضرات البيانثين الموضعية أو المحقونة بالعضل)، ولا داعي لاستعمال حبوب كبد الحوت لأنها قد تؤدي إلى تساقط الشعر إن أعطيت بكميات كبيرة.

يسلمو يا ياسمين على التوضيح وابدعتي