يعتبر الأمن ضرورة ومطلب رئيس من أجل استمرارية الحياة,ويعتير حجر الزاوية الذي ترتكزعليه الحياة بمختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, فلا يمكن لنا أن نتخيل اي نشاط أو نمو أو تطور بدون وجود الأمن , فالأمن رسالة ومبدأ وهدف , فكل من يعيش على تراب هذا الوطن ويتفيأ ظلاله وينتفع من خيراته فهو مسؤول عن أمنه ,فأمن الوطن واجب مقدس ورسالة سامية , فالأمن مسؤولية الداعية والمعلم والمثقف والكاتب والشاعروالطبيب والمهندس والمحامي والموظف والمسؤول فلنتقي الله في هذا الوطن ولنتقي الله قي نتاجنا ,وأن نحافظ على قدسية الرسالة الخالدة وأمن الوطن وتأليف القلوب .
أكثر من تسع شهور ونحن نسمع ونرى ما يسمى بالحراك الشعبي المطالب بالاصلاح ومكافحة الفساد والفاسدين فكلنا نطالب بالاصلاح ومحاربة الفاسدين واحقاق الحق ولكن هذا لا يعني أن يتحول الأردن الذي نحب الى ساحة من المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات التي لا طعم لها ولا لون , فأبناء الاردن على درجة كبيرة من الوعي والادراك تجعله قادرا على أن يميز الخبيث من الطيب والغث من السمين فأبناء الأردن لن يكونوا سلما يرتقي عليه الآخرون ولن يركبوا موجات التغرير والدفع بهم الى مزالق الفتنة والفرقة والشتات وحرق الاطارات في الشوارع وقطع الطرق الدولية وتخريب الممتلكات العامة وتدمير مكتسبات الوطن .
علينا أن نتنبه الى أن الظروف الاقليمية التي تحيط بنا خطرة وحرجة جدا وان هنالك من ينتهز هذه الظروف فيطلق شعارات جذابة ويطرح أهدافا براقة يسيل بهل لعاب الشباب من اجل استمالتهم واثارتهم ليصل بهم الى مرحلة الغضب وبعدها يتحول هذا الغضب الى انتقاد السلطة وربما النظام وكل ذلك قد يكون ثمنه تحقيق مطلب شخصي لا يساوي ذرة من ذرات تراب الوطن العزيز .
نحرق الاطارات ونعتدي على الممتلكات العامة ونرفع شعارات لا طعم لها ولا لون ونعتدي على رجل الأمن اذا ما حاول منعنا من ذلك فما فائدة الأنظمة وما فائدة القوانين إن لم يوجد سلطة تنفيذية قوية تقوم بتنفيذ الأوامر وتطبيق الأنظمة والقوانين ...فلننظر حولنا قليلا وننظر الى دول شقيقة بالأمس كانت آمنة مطمئنة على نفسها وشعوبها ومكتسباتها فعندما كثرت بها الثورات والمسيرات الاحتجاجية الفوضوية وارتفع سقف مطالبها عمت بها الفوضى وانتشرت بها الجرائم وساد بها الفلتان الأمني فأصبح الناس لا يأمنون على حياتهم ولا على أموالهم ولا على أعراضهم فكيف يهنئون بطعام وشراب في ظل فقدان الأمن والأمان .
فالأمن يصبح مسؤولية الجميع اذا عرف كل منا واجبه قبل أن يطالب بحقوقه وعندما تصبح المدرسة دار تربية لتقويم السلوك وتعليم المبادئ والقيم النبيلة ..يصبح الأمن مسؤولية الجميع عندما نلبس جميعا ثوب المسؤولية ونحمل سلاح الوعي والايجابية..يصبح الأمن مسؤولية الجميع عندما نرى رجال الأمن أنهم أخوتنا وابنائنا وأنهم جزء منا وعندما نشعر بأن التعاون معهم وتحقيق الظروف المناسبة للقيام بدورهم واجبا وطنيا ..يصبح الأمن مسؤولية الجميع عندما لا ننظر الى الأمن من ثقب الباب وانما نراه من نافذة الحياة التي يجب ان نشترك بها جميعا في اظهار وجهها حضاريا مشرقا وأكثر أمنا وسلامة ورخاءا
حمى الله الأردن قيادة وأرضا وشعبا ..والله من وراء القصد.