من هو رمضان الرواشدة , السيرة الذاتية لرمضان الرواشدة , رمضان الرواشدة ويكيبيديا , صورة رمضان الرواشدة
من هو رمضان الرواشدة , السيرة الذاتية لرمضان الرواشدة , رمضان الرواشدة ويكيبيديا , صورة رمضان الرواشدة
من هو رمضان الرواشدة , السيرة الذاتية لرمضان الرواشدة , رمضان الرواشدة ويكيبيديا , صورة رمضان الرواشدة
رمضان الرواشدة
ولد رمضان إسماعيل محمد الرواشدة في اربد عام 1964، حصل على بكالوريوس أدب إنجليزي من جامعة اليرموك عام 1988، عمل خلال السنوات 1989-1994 في عدة صحف يومية وأسبوعية، ويعمل منذ عام 1994 صحفياً متفرغاً في صحيفة الرأي اليومية، ومراسلاً سياسياً لصحيفة المستقبل اليومية اللبنانية، ومراسلاً لإذاعة الشرق الباريسية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ونقابة الصحفيين الأردنيين، والجمعية الأردنية لحقوق الإنسان، والهيئة العربية للتواصل الثقافي (بيت الأنباط)، وعضو مؤسس في الحركة العالمية لديمقراطية (إعلان نيودلهي عام 1998) حصل على المركز الأول في جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 1994 التي منحها المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وتمت ترجمة روايته (الحمراوي) إلى الغة الإنجليزية ضمن رسالة دكتوراه حول الأدب الأردني في جامعة أركنسو في الولايات المتحدة الأمريكية.
مؤلفاته:
انتفاضة وقصص أخرى (مجموعة قصصية) دار الكرمل، عمان، 1989.
الحمراوي (رواية) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1992.
تلك الليلة (قصص) دار الينابيع، عمان، 1995.
أغنية الرعاة (رواية) المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1998.
جنوبي
رمضان الرواشدة
جاء من أقصى الجنوب يسعى.
كان يحمل هماً بحجم هذا العالم اللعين، و "بقجة" ملابس قديمة، أعطته إياها أمه قبل وداعه، تمتمت ببعض العبارات ودَعَتْ له أن يفرّج الله كربته ويمنحه ما يستحق.
ومن مجمع السفريات في الوحدات، حتى قاع المدينة، بهرته المدينة بنسائها ومبانيها وسياراتها، وهو الذي يدخلها، أول مرة، بعد أن قضى وقتاً طويلاً من عمره، في رعي العنب وحرث الأبيض والحصيدة. كل ما يحفظه بعض أغنيات جنوبية يلوح من ثناياها البؤس والشوق لمحبوبة غير موجودة إلا في الأحلام، لم يلمسُ امرأة قط، كان يريد أن يجرب كل شيء في هذه المدينة، في وسط البلد، صادفه محل تقف على بابه امرأة بمنتهى الجمال، عرفت سره، دعته فاستجاب بلا تردد، كان يحمل دنانير قليلة، لتعينه ريثما يجد عملاً في ورشة أو كراج أو أي شيء. كانت المدينة حلمه الأزلي، أجلسته على إحدى طاولات البار، جاءته بكأس، شربه فكادت أمعاؤه تخرج من فمه من شدة القرف، ضحكت برنة حادة. "بعد قليل ستتعود وستشعر باللذة".. الكأس الثاني كان أفضل، أحسّ بالدفء يسري في عروقه، والمرأة بجانبه، جعلت كل ما فيه ينتصب، الكأس الثالث، غابت المرأة.. الكأس الرابع غابت الرؤية، جاءه نادل بالحساب، ولمّا لم يجدوا معه ما يكفي أخذوا بقجته أيضاً وطردوه شرّ طرده، سار في الشواريع يترنح، الليل يرخي سدوله.. والناس في عجلة من أمرهم. حتى السماء ما احتملته، فقد انهمر المطر غزيراً، ومادت الأرض تحته... بحث عن مكان يتقي به غضبة السماء.. فلم يجد، سار في زقاق كثيرة، وفجأة، لاحت له حاوية حديدية، فكّر أنها ساعات وينتهي الأمر، وجد كرتونة قديمة، احتمى بها من المطر ودخل إلى الحاوية ونام نوماً عميقاً، حلم أنه تزوج من جنية فائقة الجمال وأن لديه ما لذّ وطاب من الشراب والأكل.. كان ثمة جنيات أخريات يَحُمنَ حوله في رقصة تثير.
... في الصباح، اقبلت طاحنة ضخمة، شَبَك العامل الحاوية بالطاحنة، ارتفعت، ارتفعت.. ثم.. قذفت ما فيها إلى جوف الطاحنة العملاقة.. لم يصح.. سارت الطاحنة، ومع اهتزازها المخيف صحا بعضه، نظر فوجد أنه وسط آلاف من بقايا الأكل المعفن والأوراق التالفة وحفاظات نسائية مليئةة بالدم والقيح، حاول أن يصرخ، لكن صراخه ذهب مع صوت الطاحنة الكئيب..
بكى كثيراً، "خرمش" بيديه على بوابة الطاحنة حتى سال دمه كثيراً فتهاوى ينهكه التعب والخوف، رأى الراقصات الجنيات وقد تحولن إلى جنيات بشعات بملابس سوداء تقطر منها الدماء السوداء.
وبعيداً عن المدينة، قام سائق الطاحنة بتشغيلها فبدأت أسنانها تطحن كل ما فيها من بقايا الطعام والأواق ومخلفات الناس وحفاظات الأطفال المتسخة والفوط النسائية المليئة بالدم المتجمد.. حاول أن يصرخ، لكن... فات الأوان، فقد تعالى أزيز أسنان الطاحنة مع صوته المخنوق ثم سكت كل شيء.
قذفت الطاحنة بحمولتها في المكبّ. اشعل السائق سيجارة و "شفط" منها عميقاً بلذة، ومضى.
.. ما زال بعض أهل الجنوب يرددون أغنية حزينة عن فتى ضاع منذ زمن وهم يخبطون أقدامهم بالأرض في دبكات الأفراح والأعراس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]