وقع الموثق جوزف الياس كتابه "كي لا ننسى" في قاعة القديسة ماري ماكيلوب في دير مار شربل، برعاية التجمع المسيحي اللبناني - الاوسترالي برئاسة والي وهبه وحضور عدد من الشخصيات والمهتمين في الشؤون الفكرية والثقافية.
وشارك في رئيس دير مار شربل الأب انطوان طربيه، الخوري جان حرب، مسؤول الانتشار في القوات اللبنانية انطوان بارد، رئيس بلدية بانكستاون كارل عصفور، المنسق العام لتيار المستقبل في استراليا عبد الله المير، رئيس مقاطعة اوستراليا في القوات اللبنانية طوني عبيد، مدير المؤسسة الاعلامية للشرق الاوسط ريمي وهبه، عن حركة الاستقلال في اوستراليا اسعد بركات وسعيد الدويهي، عدد من رؤساء الروابط والمؤسسات والجمعيات.
وقدم رئيس تحرير التلغراف الزميل انطوان القزي المناسبة التي تحدث فيها الأب طربيه وقال: "اشكر بداية التجمع المسيحي بشخص رئيسه ولهان وهبه لرعايته واعداده لهذه الندوة الثقافية لاطلاق كتاب الموثق جو الياس تحت عنوان "كي لا ننسى" والذي يتناول بالكلمة والصورة، حقبة من اهم واصعب المراحل في تاريخ لبنان الحديث والتي تمتد من ايلول 2000 الى ايلول 2008. فهذا الكتاب، الذي يستحق من اعده كل الشكر والثناء، هو اكثر من عمل توثيقي، انه ذاكرة لبنان وشعبه ، وتأكيد على مسيرة، قادها بحكمة وثبات البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، فكانت شهادة للحق والحرية واستشهاد في سبيلهما ، لأن شجرة الوطن، على حسب قوله، لا تعلو وتسمق الا اذا سقاها ابناؤها دم القلب".
وتابع: "قبل ان اتلوا عليكم الكلمة التي ارسلها صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير خصيصا لهذه المناسبة، احب ان اؤكد على وحدة ابناء الكنيسة المارونية في اوستراليا ولبنان وبلاد الانتشار وتحلقهم حول غبطة ابينا البطريرك الحالي مار بشارة بطرس الراعي، الذي يقود مسيرة الكنيسة المارونية في الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة ارضه وحرية شعبه، وهو يحمل في قلبه حباً كبيرا لابنائه اينما كانوا، ويدعوهم بالتالي الى التجدد الروحي وعيش القيم المسيحية والانجيلية".
صفير
ثم، قرأ طربيه رسالة موجهة من الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى المحتفلين قال فيها: "لقد أتيناكم منذ ثلاث سنوات وقلنا لكم حينها: أتيناكم للمرة الثانية بعد خمس عشرة سنة الى بلدكم الثاني الذي استقبلكم على الرحب والسعة وقد زرنا المدن التي يقيم فيها لبنانيون مثل أدلايد، وملبورن، وبريسبان، وقد لقينا من أبنائنا وإخواننا اللبنانيين وخاصة سيادة أخينا المطران عاد أبي كرم السامي الاحترام الذي استضافنا، كل ترحيب واكرام هو ولفيف كهنته الأفاضل بمعاونتكم وسرنا أن نرى العديد من اللبنانيين يشغلون بجدهم ونشاطهم مراكز مرموقة في الدولة. ومن بينهم من هم وزراء ورؤساء مجالس نواب في المقاطعات، واللبنانيون المهاجرون الى أوستراليا لم ينسوا لبنان في معظمهم، ويؤلمهم ما يحدث فيه من انقسامات في الرأي، ويتوقون أن يروا فيه ما عرفوه في غيره من البلدان من تقيد بالنظام، واحترام للقوانين، والتزام جانب الحق والعدل".
وقال: "نأتي هذه المرة من خلال هذه الصفحات لنرسل اليكم نفحة روحية من وطنكم الأول لبنان، وطن الأرز الخالد أرض القداسة والتراث، الذي نشأ فيه آباؤكم وأجدادكم، ونشأ فيه عدد لا يستهان به من بينكم، وأصبحت اوستراليا اليوم بلدكم الثاني الذي أوجد لكم مجالات عمل لتسهموا في اعماره وازدهاره، وتساعدوا أهلكم في لبنان على قدر المستطاع. نسأل الله أن يرعاكم بعطفه وأن يكافئ الدولة التي توفر لكم حاجاتكم الزمنية. نهنئكم بالمحافظة على ما ورثتموه عن آبائكم وأجدادكم من أيمان بالله، ونقلتموه معكم من بلدكم الذي لا يزال منبت قديسين".
اضاف: "نعلم أنكم تراقبون الأحوال في بلدكم الأول من خلال الصحف ووسائل الاعلام على أنواعها انا نأسف شديد الأسف أن نقول لكم ما تعرفونه حق المعرفة، وهو أننا كنا نرجو مثلكم ومعكم أن تكون حاله احسن مما هي عليه في هذه الأيام. ولكن الانقسامات فرقت بين أهليه، ومن بينهم من تشدهم بعضهم الى بعض روابط قربى ونسب وصداقة قديمة والكنيسة التي تسعى جهدها لتحل الوفاق محل الخصام في لبنان، الذي يعاني ما يعاني من شرذمة وانقسام صفوف منذ نحو ثلث قرن. ولا يزال الناس يستذكرون ما تعاقب عليهم من فواجع ومآس دامية. وهناك من يعملون على اثارة النعرات القديمة، والحزبية، وهذا كله ليس بعلامة عافية. ولذلك يجب أن نصلي جميعا ليطرد الله الروح الخبيث من بين اللبنانيين لقد اختارنا المؤلف السيد جوزيف الياس الذي رافقنا عن قرب موضوعا لكتابه "كي لا ننسى"، هذا الكتاب حصيلة سنوات قضيناها في السدة البطريركية، وقد عملنا ما بوسعنا لمعالجة الأمور المستجدة بما آتانا الله من قوة وحكمة. وقد مرت علينا وعلى الشعب اللبناني أيام لا نخشى من وصفها بالسوداء، ولكننا تجاوزناها بنعمة الله وهدايته. ولا نريد العودة اليها. وكانت لنا أيام بيضاء نحمد الله على أنه جاد بها علينا. وقد أظهر لنا الشعب اللبناني من التقدير والمودة ما نشكره عليه، وأحاطنا من بينهم من هم أصحاب مودة ورأي ومدونا بالنصيحة، ونسأل الله أن يجود علينا بأيام خير من هذه الأيام البائسة، ولكنها على بؤسها تظل خيرا من أيام سوانا ممن هم حولنا، سواء أكانوا على مسافة بعيدة منا أم قريبة تجتمعون اليوم لتكريمنا وتخليدا" لذكرى الشهداء إننا نشكر لكم ذلك جزيل الشكر أما شهداؤنا الأعزاء، وقد جادوا بالأرواح فداء لبنان وفداء عنا. إنا نسأل الله أن يسكنهم دار السعادة في عليائه. وأن يؤتي اللبنانيين أياما يعودون فيها جميعا الى وطنهم لبنان، والى بعضهم البعض على اختلاف انتماءاتهم الوطنية، وتوجهاتهم السياسية نشكر الموثق على كتابه هذا كي لاننسى وعلى الجهد الذي بذله في التصوير الدقيق والأخراج المميز. ونتمنى له التوفيق والنجاح في تسويقه فيما بينكم ليبقى مرجعا" لكم وللأجيال المقبلة".
ثم هنأ العميد خليل وهبه صاحب الكتاب ونوه بما جاء فيه وبتضحيات شهداء الإستقلال الثاني، وبعده القى الدكتور علم الدين كلمة هيئة الصداقة المسيحية الاسلامية فاعتبر "ان شهداء لبنان الاحرار هم براعم الربيع العربي"، وهنأ المؤلف شاكرا التجمع المسيحي على دوره في رعاية الأعمال الاجتماعية والثقافية والفكرية.
ورحب الرئيس السابق للتجمع المسيحي انور حرب بالحضور باسم رئيس واعضاء التجمع، وقال: "يكفي الكتاب فخرا بأن تتصدر الغلاف صورة الكاردينال صفير. ان الشهداء لا يحنطون في التاريخ فهم يسطرون حكاية الابطال"، منوها بتضحياتهم في سبيل بقاء لبنان سيدا حرا ومستقلا".
واختتم الاحتفال بكلمة لصاحب الدعوة جوزف الياس الذي شكر التجمع المسيحي على رعايته لحفل التوقيع، وخص بالشكر رئيس دير مارشربل الدكتور انطوان طربيه، رئيس بلدية بانكستاون والخطباء، وشرح المراحل التي قطعها لانجاز كتابه منذ بيان بكركي الشهير في ايلول العام 2000.
واعتبر "ان الارض التي جبلت بدماء الشهداء لن تزول مؤكدا "ان لبنان يكون لكل اللبنانيين او لا يكون".
ثم، قدم رئيس التجمع المسيحي اللبناني والي وهبه درع المؤسسة للمؤلف جوزيف الياس.
بعدها، وقع الياس على كتابه للحاضرين تلى ذلك كوكتيل بالمناسبة