كتاب الخلق والقراءة البشرية

منذ ان كشف واتسون وكريك تركيب الشفرة الوراثية للكائن الحي وحلم التعرف على كتاب الخلق للانسان يراود العلماء، لفتح هذا الكتاب المختوم يعني تقرأ تاريخ الخلق وافق لا يمكن ان يضع له سقفا للتطور العلمي للانسان في المستقبل. في عام 1989 قررت وزارة الطاقة الامريكية والمعهد الوطني للصحة البدء برحلة فك الشفرة الوراثية للانسان برصد ميزانية قدرها 3 مليارات دولار للتعرف على 20ـ 25 الف مورث بمسح وراثي لثلاثة مليارات شفرة. وساهم في المشروع علماء من بريطانيا واليابان والصين و المانيا وفرنسا والهند.

بعد اثني عشر عاما من العمل المتواصل تم مسح 83 بالمائة من الشفرة الوراثية للانسان من متبرعين مجهولين من أوروبا والشرق الأدنى وأفريقيا وفي عام 2000 أعلن في احتفال كبير كل من الرئيس الامريكي السابق كلنتون ورئيس وزرا‍ء بريطانيا السابق جون ميجر انجاز مشروع الشفرة الوراثية للانسان. كما تم الإعلان عن العزم باتاحة المعلومات للاستفادة العامة من قبل المجتمع العلمي في العالم. بهذا الموقف المثالي اصبح بالامكان لكل مهتم وباحث الاستفادة من الشفرة الوراثية للانسان من موقع بنك المورثات (GeneBank). وفي عام 2003 استأنف مشروع ملء الفراغات في الشفرة وبعام 2005 تم استكمال وتحسين النسخة الكاملة للشفرة الوراثية بمقدار 92بالمائة.

بمقدور التقنية اليوم تقديم كامل الشفرة الوراثية في ستة أشهر، ناهيك عن آفاق لا حصر لها من التطبيقات العلاجية في حقول الطب والآثار والانثروبولجيا والطب الشرعي، لكن ما الامكانات والآفاق التي نترقبها من هذا الفتح العلمي الكبير ؟ وما المخاطر التي قد يجره سوء الفهم من القراءة في كتاب الخلق هذا.

كتاب الخلق هذا يجمع بين دفتيه تاريخ النوع الانساني منذ البدء حتى اليوم وبامكان البشرية اليوم ومن خلال هذا الكتاب المفتوح ان تنطلق برحلة محفوفة بالمخاطر والآمال. في جانب تخوض البشرية معتركا صعبا من الانضباط الأخلاقي في توجيه هذه المعرفة لتخفيف آلام وتحسين النوع الانساني والجانب الآخر الانفلات العلمي في استغلال هذه المعرفة الخطرة من قبل ذوي المصالح والاطماع في بناء الثروات والامبراطوريات المالية حتى لو كان ذلك ثمنا لتعاسة البشرية. لم ينحصر فك الشفرة الوراثية في الانسان، بل في تطور هذه التقنية أصبح بمقدور العلم ان يكشف الشفرة الكاملة لانواع لا حصر لها من الكائنات الحية. بفضل هذه الرحلة العلمية تطور العلم في آفاق لا يمكن حصرها. فبعد ان استغرق الكشف عن شفرة الانسان 13 عاما أصبح بمقدور التقنية اليوم تقديم كامل الشفرة الوراثية في ستة أشهر ناهيك عن آفاق لا حصر لها من التطبيقات العلاجية في حقول الطب والآثار والانثروبولجيا والطب الشرعي، لكن ما الامكانات والآفاق التي نترقبها من هذا الفتح العلمي الكبير ؟ وما المخاطر التي قد يجرها سوء الفهم من القراءة في كتاب الخلق هذا.

الشفرة الوراثية للانسان
مشكور اخي سام

مرحبا الم يتوفر نسخة الكترونية للكتاب؟ شكرا سام

جزاك الله كل خير