(( المحًيراتي ))
أنا المعدب الحائر في بلاد الله الواسعة
هل أنهض لأغسل الصحون النائمة في المجلى أم أخرج وأدق الباب
على جارتنا المطلقة وأطلب يدها للزواج؟
أنا الحائر المتعب بين فكرتين‘هل أجلس إلى الطاولة وأكتب مقالا عن حب الوطن‘أم أتفرج على مبارة قدم
هل أحلق دقني ،أم أعود إلى فراشي وأفترشه
وإلى اللحاف وألتحفه وإلى شرشف أشرشفه حولي
وإلى وسادةأتوسدها،وأنام((نوم الهنا))
وأتلدد بالكسل التاريخي الدي يلازمني؟
هل أواصل كتابة مسرحيتي أم أكتب مسلسلا عاطفيا
أم أتابع روايتي
ومادا أفعل بالقصائد المهملة
أنا المعدب الحائر ،أحتار بين دفع فاتورة التلفون اليوم
وليس غدا،لأن أجراس الشركة تقرع لي موءنبة ومحدرة،أم أدفع الفاتورة العاطفية لامرأة تهددني بقطع
اتصالاتها معي
إدا لم أسدد نظرة حنونة وكلمة جميلة ولمسة أكثر اخضرارا من دولار
أنا الحائر المحيًراتي بين الذهاب إلى مكتبي
أو أدخل إلى مكتب رب عملي وأشتمه،فيطردني
وأخرج ممتلئابالعزة،و أذهب إلى البحر
ويصادف أن أجد امرأة تحاول الانتحار
فأمنعها،في احر لحظة فتشكرني على معروفي
بأن تدعوني إلى فنجان قهوة وأخبرها عن حالي
وتخبرني عن أحوالها فتفاجئني بأنها أثرى امرأة في العالم وأغنى كائنة
وأن المال لا يعني لها شيئا
فتهبني كل ما تملك،إكرامية،أو بخشيشا على خدمتي لهاباءنقاد حياتها
فتنقد حياتي بمال لا تلتهمه النيران
ولا يغرقه أي طوفان،وأصبح بين يديها كأنني سندريللا الحكاية
وأنا اليتم المعذب منذ ولادتي
تنجدني امرأة
أنا الغني بمخيلتي الثري بأوهامي
أحتار ماذا أفعل بكل هذه المتنيات النادرة
من موجوداتي في أرصدة تنمو كل ثانية
وأحلام لا تحصى في صعود متواصل
أحتارالأن بعد كتابة هذه السطور ماذا أفعل؟
هل أنهض لغسل الصحون،أم أتزوج جارتنا؟
وكما في الأفلام،
دق الباب ،فتحت الباب،وجدت جارتنا المطلقة تعاتبني
أرجوك يا أستاذ أوهام إن رائحة أحلامك تفوح من مطبخك
فأرجو منك أن تركب شفاطة لرأسك ليشفط الروائح المثيرة عن أنفي وعن بيتي أرجوك غادر بنايتنا))