من قصص الجاسوسية العالمية :عملية إكس 107

عملية إكس 107
( من قصص الجاسوسية العالمية )

الجزء الأول
المريض
أنهمر الجليد على نحو غير مسبوق في تلك الفترة من اواخر الثمانينات علىالعاصمة السوفيتية (موسكو) التي تغطت كلها برداء ابيض هش في واحد من اكثرفصول الشتاء برودة منذ الحرب العالميه الثانية والذي تجاوزت فيه مؤشراتالحرارة الثلاثين تحت الصفر وخلت الشوارع او كادت من المارة وبالذات حولمنطقة (الكريملين) قلعة الحكم السوفيتيه الشهيرة التي لا تهدأ ولا تك ابدافي أي لحظة من لحظات النهار او الليل .....
فعلى الرغم من الشوارع الخاليه المحيطة بها كان النشاط داخلها يبلغ ذروتهالمعتادة وبالذات في مباني المخابرات (كي.جي.بي) التي يدور العمل فيهادوما في إطار من الهدوء والصمت والسرية المطلقة ...
وعبر احد ممرات الجناح الطبي الخاص في قبو المبنى الرئيسي للمخابراتالسوفيتية تعالى وقع قدم أحد الرجال وهو يتجه نحو منطقة خاصة تم عزلهابإجراءات صارمة مشددة وتوقف ليسال احد افراد طاقم الحراسة الخاص بها :
- هل اجروا الفحوص الدورية في موعدها؟!
أومأ الحارس برأسه إيجابا وهو يشد قامته في احترام قائلا بلهجة عسكرية صرفة :
- في تمام منتصف الليل يا سيدي .
هز رجل المخابرات رأسه وكأنما ارتاح للجواب ثم اشار بيده للحارس قائلا بصرامة نمطية :
- افتح الباب .
تردد الحار س لحظة وهو يراجع في ذهنه تلك الاوامر الصارمة التي تلقاها بشأن ذالك المريض بالذات ثم قال :
- سيدي..أنت تعلم أن ..
قاطعه رجل المخابراتفي صرامة قاسية وهو يشير إلى ذلك الشعار الخاص على صدره والذي يشف عن كونه أحد أفراد القيادة العليا :
-قلت افتح الباب . لم يكن أمام الحارس والحال هكذا إلاأن يطيع الأوامر فانزاح جنبا وضغط أزرار الرتاج الإلكترونية لقاعة العزل الطبي قائلا :
- كما تأمر يا سيدي
ثم استعاد وقفته العسكرية مع حركة الباب الهادئة وهو يضيف :
- فقط ينبغي أن تذكر حتمية ارتداء الزي الواقي والمرور في ممر التطهير قبل أن ..
قاطعه رجل المخابرات بنفس الصرامة القاسية :
- اعلم هذا .
قالها وعبر الباب وتركه يغلق خلفه قبل أن يتجه إلى حجرة جانبية داخل منطقةالعزل الطبي ويرتدي زيا واقيا خاصا ثم يعبر ممرا تعرض زيه فيه إلى أشعةفوق بنفسجية خاصة لتطهيره من كل ما علق به من اتربة وميكروبات قبل ان يصلإلى قاعة صغيرة استقر في منتصفها مريض شاحب الوجه شديد التحول انتشرت فيالأجزاء الظاهرة من جسده بثور عجيبة توحي ملامحه بأنها مؤلمة للغاية علىالرغم من الطاقم الطبي الذي يحيط به في أزياء واقية مماثلة ومن الأسلاكوالأنابيب الدقيقة التي تتصل بجسده في مواضع مختلفة لتمده بالأدويهالمخففة للآلام وتعمل على قياس كافة معدلاته الحيوية طوال الوقت ..
وفي حزم واضح ودون أن يتبادل كلمة واحدة مع أفراد الطاقم الطبي اتجه رجلالمخابرات إلى المريض والتقط من جيبه محقنا وكشف عن ذراعه و.......
((ماذا تفعل بالظبط ؟! ))
ألقى أحد أفراد الطاقم الطبي السؤال وهو يعترض طريق رجل المخابرات في حزمأزاح يده في صرامة وهو يدس أبرة المحقن في ذراع المريض مجيبا :
- القيادة تريد عينة من الدم .
قال الرجل في عصبية وهو يعاود محاولة منعه :
- ولكنهم حصلوا عليها بالفعل منذ نصف الساعة تقريبا
في هذه المرة قبض رجل المخابرات على أصابعه في قوة مؤلمة وأزاحها بعيدا في قسوة وهو يسحب بضع سنتيمترات من دماء المريض قائلا :
- ويريدون عينة أضافية
قال الرجل في صرامة :
- كان ينبغي ان يطلبوها منا
انتزع رجل المخابرات أبرة المحقن من ذراع المريض ثم أخرج من جيبه قنينةصغيرة ذات غطاء مطاطي محكم تحوي سائلا شفافا ودفع أبرة المحقن في غطائهالينقل إليها عينة دم المريض قائلا بمنتهى الصرامة :
- لو أرادوا لفعلوا .
نطقها ثم ألقى المحقن الفارغ بعيدا في لا مبالاة واتجه نحو المخرج في سرعةكبيرة نسبيا وهو يلطقت من جيبه علبة معدنية خاصة وضع داخلها تلك القنينهالتي تحوي عينة دم المريض ليضمن عدم تأثرها بالأشعة فوق البنفسجية في ممرالتطهير في حين توقف رجل الطاقم الطبي بضع لحظات مبهورا قبل ان ينتفض فيعنف كمن يستيقظ من حلم بشع ويقول لنفسه في عصبية :
- الإجراءات ... لابد وأن نتبع الإجراءات وفقا للأوامر المشددة .
والتقط سماعة الهاتف الداخلي رقما خاصا... رقم إدارة أمن المبنى ....
وفي غضب لا مثيل له تلقى الكولونيل ( فريدرك ماينهوف ) مسئول الأمن الداخلي الخبر فوثب من مقعده صائحا :
- وكيف سمحتم له بهذا ؟! المفترض ألا يقترب من ذلك المريض إلا الذينيحملون تصريحا بهذا فحسب !! ألا تدركون مدى حساسية وخطورة الموقف ؟!
قالها دون ان ينتظر ردا وأنها المحادثة في عنف قبل أن يلتقط هاتفا آخر ويضغط أحد ازراره ثم يهتف عبره بصرامة آمرة قاسية :
- هنا الكولونيل ( ماينهوف ) .. أطلقوا صفارة الإنذار الكبرى .. أغلقوا كلالابواب .. لا أحد يدخل المكان أو يغادره إلا بعد إنهاء حالة الطوارىءالقصوى وبأوامر مني شخصيا هل تفهم ؟!
ارتبك مسؤل الحرس وهو يجيبه :
- بالطبع ايها الرفيق الكولونيل .. افهم هذا تماما .. ولكن ..
قاطعه ( ماينهوف ) في حدة :
-ولكن ماذا ؟!
ارتبك مسؤل الحراسة أكثر وهو يجيب :
- لقد .. لقد غادر الماجور ( رابينوفتش ) المكان بالفعل في سيارته الخاصة منذ دقيقة واحدة .
احتقن وجه ( ماينهوف ) بمنتهى الشدة وهو يصرخ :
- غادر ؟!
أجابه مسؤل الحراسة وهو يكاد ينهار من فرط الرعب :
- سيدي الكولونيل .. لم تكن هناك اي اوامر بمنع المغادرة و ......
ولم ينتظر ( مايتهوف ) الالماني الشرقي الذي نجح عبر سنوات من القسوةوالحدة والصرامة وقطع الرقاب دون رحمة او شفقة في احتلال ذلك المنصب شديدالحساسية في قلب المخابرات السوفيتيه حتى ينهي مسؤل الحراسة عبارته وإنماانهى المحادثة في منتهى العنف وضغط اثنين من أزرار الاتصال امامه بمنتهىالحدة وهو يقول في انفعال غاضب ثائر :
- اريد عقد اجتماع طارىء فورا خلال خمس دقائق فحسب وأريد حضور الماجور ( فيدروف ) .. ( جريجوري فيدروف ) وفي الوقت ذاته اطلق كل رجالنا في كل مكانفي الاتحاد السوفيتي كله خلف الماجور ( أندريه رابينوفيتش ) ...
اطلب منهم اعتقاله فور رؤيته او القضاء عليه لو تعذر الايقاع به حيا .. المهم الا يغادر حدود الاتحاد السوفيتي مهما كان الثمن هل تفهم ؟! مهماكان الثمن .
وعندما انها المحادثة هذه المرة كانت كل ذرة من كيانه ترتج انفعالا وتوترا ..
هذا لان ما حدث خلال الدقائق القليلة الماضية كان خطيرا للغاية .. فعينةالدم التي حصل عليها ( رابينوفيتش ) وغادر بها قلعة ( الكريملين ) ..
كانت تحوي الفايروس النشط ( إكس-107) ..
أخطر الاسلحة البيلوجية التي عرفها القرن العشرين .. على الاطلاق .
تحت المجهر

دب نشاط يفوق المألوف في مبنى المخابرات المركزية الامريكيه في ( لانجلي ) بولاية ( فريجينيا ) واجمع فريق محدود من الرجال في قاعت الاجتما عاتالمؤمنة الخاصة بالأمور بالغة الأهمية والسرية والخطورة ورأس الأجتماعرئيس قسم الشئون السوفيتيه شخصيا مما يشف عن حساسية الموقف وبدأ حديثهقائلا :
- أيها السادة لقد نجحنا اخيرا في الحصول على عينة من ( إكس - 107 ) .
تفجر الخبر على النحو المطلوب في كل الوجوه فاتسعت العيون وتهللت الأساريروبدت لهفة فرحة على الوجوه ولكن رئيس القسم تابع في توتر صارم :
- ولكنها لم تصل إلينا بعد .
تجمدت الإنفعالات على الوجوه و تطلع الكل إلى الرئيس في تساؤل قلق متوتر جعله يستطرد :
- عميلنا الذي نطلق عليه في ملفاتنا اسم ( جوجول )قام بخطوة شديدة الجرأةبعد أن تبين إستحالة الوصول إلى العينة بأية وسيلة أخرى وجازف بأمنهالشخصي وقتحم المعزل الطبي الخاص في قلب المخابرات السوفيتيه وحصل علىالعينة .
قال أحد الرجال بأنفاس مبهورة :
- ولكن هذا سيطلق الجميع خلفه .
أومأ رئيسهم برأسه إيجابا وهو يقول :
- لقد انطلقوا بالفعل ...
وصمت لحظة ثم استطرد في توتر :
- السوفيت أطلقوا صفارة الإنذار الكبرى وأعلنوا حالة الطوارىء القصوىواتخذوا كل الإجراءات اللازمة لمنع ( جوجول ) من عبور حدودهم أو حتى منالظهور في أي مكان علني ولو لحظة واحدة ... رجالهم فب كل الشوارع والطرقاتوعند نقاط الحدود وفي الجبال والمواني والمطارات ويرصدون حلركة السياراتوالمارة وحتى العيادات والمستشفيات وملاجىء العجزة والمتسولين .
ثم التقط نفسا عميقا قبل أن يضيف :
- بختصار ... لم يتركوا ثغرة واحدة يمكن ان تنفذ منها باعوضة واحدة دون علم المخابرات السوفيتيه .
غمغم احد الرجال في توتر :
هذا أمر طبيعي فكلهم يعلمون ان ( إكس - 107 ) هو اخطر سلاح بيلوجي عرفهالتاريخ وامتلاكهم له يجعلهم قادرين على تهديدنا على نحو لم نعرفه من قبلأما لو امكننا الحصول على عينة منه فهذا يمنحنا القدرة على دراسته وتنميتهفي وسط مناسب وصنع مصل واق منه أيضا ..
أومأ رئيسه برأسه موافقا وقال في حزم :
- لهذا لن يسمحوا بوقوعه في قبضتنا أبدا .
ثم مال إلى الأمام ودق سطح مكتبه بقبضتهمضيفا في حزم أكثر :
- ولهذا أيضا لا بد وأن نحصل على العينة التي يملكها عميلنا ( جوجول ) الآن .. وبأي ثمن .

تراجع ( سام داريل ) أحد أكثر رجال المخابرات الامريكية خبرة في مقعده وهو يتساءل :
- واين يختبىء عميلنا ( جوجول ) مع عينة ( إكس - 107 )الآن ؟!
انعقد حاجبا رئيسه وهو يجيب :
- في منطقه امنة للغاية لا يمكنهم كشفها ..
وصمت لحظة ثم اضاف في توتر بالغ :
- بسهولة
أشار ( داريل ) بسبابته قائلا :
- هذا يعني انهم قادرون على كشفها في مرحلة ما .
مط رئيسه شفتيه وقال :
- إنها مسألة وقت
ثم مال نحوه مستطردا :
- ولهذا يجب أن نتحرك بمنتهى السرعة .
سأله أحد الرجال في اهتمام قلق :
- أهناك خطة محدودة يا سيدي ؟!
أومأ رئيسه برأسه إيجابا وقال :
هناك خطة طوارىء كانت معدة سلفا لكي يتم تنفيذها في ظروف كهذه .. خطةتعتمد على التحرك السريع بأقل عدد من الافراد بحيث لا نثير انتباه وتوترالمخابرات السفيتيه أو أجهزة الامن الاخرى هناك ..
سأله ( داريل ) في اهتمام :
- وما المقصود هنا بعبارة ( أقل عدد من الافراد ) ؟ ما العدد المقترح في الخطة بالظبط ؟!
انعقد حاجبا رئيسه في شدة وهو يلوذ بالصمت بضع لحظات قبل أن يجيب في حزم :
- رجل واحد ..
ثم مال نحوه مضيفا :
- أنت .
والتقى حا جبا ( داريل ) ولكنه لم ينطق بحرف .. حرف واحد ..

مشكورة وعد
سوف نرى في المسقبل اقوى القصص الجاسوسية وخصوصا بدولنا العربيه الموجودة حاليا@(الجاسوسية) لكن نكتشفها متاخرين !!!!!

واحنا شاطرين بهيك مواضيع ومنكون مبدعين

صرنا جواسيس بكل شئ

خصوصا على بعض

» من ملفات الجاسوسية العربية العاهرة والجاسوس
» الجاسوسية الرقمية
» صور جنات قيل عملية التجميل , صور فضيحة جنات قيل عملية التجميل , صور جنات قيل وبعد عملية التجميل , صور جنات مع الملحن محمد ضياء
» من اشهر الجواسيس فى عالم الجاسوسية؟
» السائل المنوي حبر الرسائل الجاسوسية!