تحميل كتاب الطريق إلى مكة
تحميل كتاب الطريق إلى مكة
تحميل كتاب الطريق إلى مكة
بين يدّي كتاب أنهيت قراءته للتو، كتاب رائع وممتع، تكاد ان تعيد قراءته مرات ومرات، لما فيه من عظمة وجماليات وقصة تستحق ان تُرّوى، قصة تمزج بين الانسانيات والذكريات والدين، شغف وعقل ومغامرة، خيال وواقع.
الكتاب: الطريق إلى مكة وكاتبه النمساوي: ليوبولد فايس الذي كان يهودياً، و أعلن إسلامه بعد تأنٍ وصبر وٍصبح اسمه "محمد اسد".
الكتاب يقترب من حدود الستمئة صفحة بالعربية، ومترجم الى عدة لغات، ويروي فيه محمد اسد المولود عام 1900 قصة اسلامه، وتنقله في الجزيرة العربية والأردن ومصر وفلسطين وسوريا وافغانستان وايران وتركيا واوروبا.
قصة رجل عظيم عمل صحفياً، وتمرّد على بيئته الغربية، وجاء الى الشرق، وتعرف الى بعض ملوكه، وعاش في الصحراء، وانتقل على الجمال، من بلد الى بلد.
ساند الثورة الليبية،والتقى عمر المختار، قصة رجل اقترب من الاسلام تدريجياً، حتى أعلن اسلامه في نهاية المطاف،وحج مرات ومرات، قصة رجل يُقدم رؤية فلسفية جديدة للاسلام وحتى لرمزية الكعبة ومغزاها.
تتأثر بشدة وانت تقرأ الكتاب لانك تكتشف ان غيرك يقترب من الاسلام بصيغته الحقيقة بعيداً عن نسخ التطرف او التعصب او سوء الفهم، او الاختلافات في المناهج والتفسيرات التي تؤدي الى الاساءة الى سمعة الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اساساً.
يقرأ القرآن الكريم بعد ان اجاد العربية ويقول ان هذا الكلام ليس كلام رجل ، ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم،هذا كلام من هو اعظم، فيدخل الاسلام في نهاية المطاف.
يروي في كتابه بأسلوب رشيق قصة حياته، مغامراته الصحفية، في دول العالم،معاناته المالية،مشاكله العقائدية،خلافاته مع والده اليهودي،زواجه،علاقاته بملك الاردن المؤسس عبدالله الاول،علاقاته بملك السعودية المؤسس عبدالعزيز بن سعود.
مغامراته في الصحراء وعيشه بين البدو العرب،وقيمهم العظيمة،ويقدم رؤية للعرب قائمة على الانصاف ورفع الظلم القائم على سمعتهم.
محمد أسد ولد في الإمبراطورية النمساوية الهنجارية عام 1900،وتوفي في إسبانيا عام 1992م،وهو ايضاً مفكر ولغوي وناقد اجتماعي ومصلح ومترجم ودبلوماسي ورحالة درس الفلسفة في جامعة فيينا وحصل على الجنسية الباكستانية.
تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك،وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتوفي فيها ودفن في غرناطة،ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيراً.
يروي ذكرياته في القدس،وكيف دخل في نقاشات مع زعامات يهودية لاجل الشعب الفلسطيني،حتى قبل ان يعلن اسلامه،ويروي لنا كيف تعرض لخطر القتل على يد الاحتلال الايطالي عند الحدود الليبية المصرية؟!.
ثم مغامراته مع رفيق رحلاته العربي الشمّري زيد الذي لايترك سطراً دون الاشارة اليه،وكيف رافقه زيد خلال كل رحلاته،في الصحراء العربية والعالم،عبر السفن والطائرات،وعبر امتطاء الخيل وركوب الجمال؟!.
يروي لك محمد اسد،رؤيا منامية،شوهد فيها وهو يقف ليؤذن فوق المسجد،فيسمعه كل الناس،واذ يكتب كتابه،ويرحل،يترك اثراً كما الاذان في القلب،وكأن الرؤيا بشرّت بكتابه،وماسيتركه الكتاب من اثر في العالم.
يقول للمسلمين اولا ان عليهم ان يعودوا الى دينهم،لانه اكتشف الاسلام،في الوقت الذي ننشغل نحن بتشريح الدين وتقديمه عبر زوايا نقدية تهدم اسسه،فننقلب على الاسلام،فيما يقترب منه غيرنا.
تحزن بشدة لان هذا رجل هرب من ثقافة الغرب الى الاسلام،فيما اغلبنا مفتون بالغرب وثقافته على حساب الاسلام.
كتابه يستحق القراءة،وهو يجعلك تعيد اكتشاف الاسلام بطريقة جديدة،طريقة مختلفة،غير القوالب الجامدة،وغير الشعور بالهوان،وغير الشعور بأن هذه امة مسلوبة لاقيمة لها في هذا العالم،وغير القراءة التقليدية للنص والموروث.
يخط حروفه،ويؤذن حتى بعد رحيله،فتترّحم على روحه الطاهرة في الارض والسماء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]