موضع الحلقة: الوسطية في الإسلام
الدكتور: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسيلما كثيرا وبعد. أيها الأخوة الأحباب, هذه هي الحلقة الأخيرة في هذه السلسلة التي تناولنا فيها وسطية الأمة في هذا الدين القيم, وفي الحلقات الأخيرة تناولنا تطبيقا لمثال العبادة في الوسطية, فتناولنا الصلاة والصيام والحج.
أيها الأخوة الأحباب,, في الحلقة الأخيرة أردنا أن نأخذ مثالا لوسطية الأمة في المعاملات, فرأيت أن أتناول الزواج والطلاق بسرعة حتى نقف على حقيقة الوسطية في هذا الأمر, الزواج والطلاق. الإسلام اختاره الله ــ تبارك وتعالى ــ له كديانة أمة محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ وقال
{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } بعلمكم بأفعالكم بمعاملاتكم بعبادتكم إلى آخره. هذا الكلام كنا قد وضحنا هذا الكلام من الأمم السابقة, علينا من خالفوا منهج الله ــ تبارك وتعالى ــ فقالوا: إن الزواج لا يوجد بعده طلاق, زواج مؤبد. من تزوج امرأة لا يستطيع أن يطلقها, ومن تزوجت رجلا لا يمكن أن تتخلص منه. مثلا يعني في مقابل هذا الفكر كان لا زواج, انحلال زنا, قل كما أنت تريد. فجاء الإسلام بوسطية غير مسبوقة, انظر إلى الزواج في الإسلام, زواج رجل وامرأة على شرع الله, وعلى سنة رسول الله. فإن لم تحسن العشرة بينهما فالطلاق وسطية مبدعة, وسطية غير مسبوقة بأي فكر أيا كان هذا الفكر. أقول لحضراتكم نحن نتوسط فكرين.. فكر يقول زواج مؤبد,, وفكر يقول لا زواج. أنت لو قلت زواج وطلاق, وانظروا كيف أقام الإسلام الزواج؟؟ تعالوا إلى رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يتكلم الرسول أولا إلى معشر الشباب فيقول:" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباء فليتزوج وإلا فليصم فإن الصوم له وجاء" لأن الشباب قدامه حاجة من الاثنين ليعمل بجد واجتهاد ويتزوج, وإلا فليصم ليعصم نفسه. تزوج كيف؟؟ اسمعوا إلى توجيهات الرسول للرجال وتوجيهات الرسول للنساء. اسمعوا إلى التوجيه النبوي المتميز, يتكلم إلى الرجال يقول ــ صلى الله عليه وسلم ــ : " تنكح المرأة لأربع, لمالها لجمالها لنسبها لدينها" ثم يوجه ــ صلى الله عليه وسلم ــ فاظفر بذات الدين تربت يداك " هذا كلام للرجال كيف يتم اختيار المرأة, الرجل عليه أن يبحث عن المرأة ذات الدين, لا يمكن لمسلم واعٍ أن يتزوج من امرأة على غير دينه, امرأة متبرجة,, امرأة كذا. لا يمكن الرسول يوجه توجيها صارما ثم يكلم أسرة المرأة اسمعوا " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه, إلا تفعلوا تكن فتنه في الأرض وفساد كبير. " يبقى قال للرجال اختار المرأة ذات الدين, وقال للنساء اختاري الرجل صاحب الخلق صاحب الدين. يعني يتقدم رجل لابنتك أول سؤال تسأله عنده مال إيه, راكب عربية إيه, أبوه لا... اسأل يصلي يصوم يخاف ربنا, يا أخي لا تزوج ابنتك إلا لتقي, فإن لم يحبها لا يظلمها, و إن كرهها لم يظلمها. فهذه نقطة تحتاج لتميز في التفكير. يبقى أشار ــ صلى الله عليه وسلم ــ على الرجال كيف يتم اختيار النساء, وأشار على النساء كيف يتم اختيار الرجل. هذا قبل العقد, فاسمعوا قبل العقد عقدنا العقد يتكلم إلى الرجال " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع, وأعوج شيء في الضلع أعلاه, إن أنت ذهبت لتقيمه كسرته, وإن أنت تركته ظل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرا " كلمات من نور على صفحات من ذهب, وضعها رسول الله للرجال وللنساء, على أن هذا الحديث قد ظلم كثيرا من العامة والخاصة على حد سواء, لدرجة أني سمعت مرة من يقول: أن المرأة خلقت من ضلع معوج, الرسول ما قال معوج الرسول قال: أعوج على وزن أفعل التفضيل. انظر إلى الضلع هذا الضلع الذي في جسدك تجده مستقيما ثم ينحني عند الطرف, غاية استقامة الضلع هذا الانحناء, لأن لولا هذا الانحناء لسقط القلب في الأحشاء . فليقم الضلع بوظيفته. خلقه الله أعوجا, وهذا معني حديث الرسول مدحا في النساء: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع, وإن أعوج الضلع, أي أفضل ما في الضلع أعلاه, إن أنت أردت أن تغير فطرة الله كسرته, وإن أنت تركته لم يزل أعوجا. العوج مطلوب, يعني إيه المطلوب إيه العوج الذي في النساء؟ يعني المرأة تختلف عن الرجل, الرجل يتميز بالشدة والصلابة والرجولة, والمرأة بالحنان والعطف والمودة والرحمة, البيت المسلم لا يقام باثنين رجال, او باثنتين نساء. يفسد تخيلوا الأبناء يتربون بين رجلين... شدة وصرامة وخناق وزعيق ماينفع, واتنتين نساء مودة ورحمة تفسد. فاختار الله بحكمة الرجل والمرأة, الرجل بشدته والمرأة برحمتها بحنانها بعطفها على الأبناء, ولذلك إذا أنت نظرت إلى الحديث على مراد رسول الله يقول لك: المرأة خلقت من ضلع, استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع, كما يحتوي الضلع القلب والرئتين ستحتوي المرأة الرجل والأولاد, فهذا مدح من رسول الله ليس ذما في النساء.
إنما نحن لا نريد أن نفهم ومش ناويين نفهم أن هذا الحديث يمدح فيه رسول الله المرأة, ويقول لك تعامل معها على الهيئة التي خلقها الله عليها, ثم يقول للنساء لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله, لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها. ماذا قال للرجال على النساء؟ وانظر ماذا يقول للنساء على الرجال؟ لو كنت آمرا يعني هذا لن يحصل. لو حرف امتناع لامتناع, مش هيحصل فلو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله, لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها, فانظروا إلى بيت يتعامل فيه الرجل على وصية رسول الله, فيفرح بزوجته ويتعامل معها على أن ما خلقها الله عليها هو الخير له وللبيت, وانظر إلى المرأة التي تقدس الرجل وتحترمه وتتعامل معه على أنه هو رب هذا البيت, هذا يقدر وتلك تقدر,, بيت يقام على شرع الله, وعلى سنة رسول الله, إذا حدث خلاف أقام الإسلام من فوره وحل المشكلة فورا. اسمعوا إلى القرآن إذا حدث خلاف بين الرجل والمرأة
{ واللاتي تخافون نشوزهن} لم يقل واللاتي نشزن, الرجل عليه أن يتحرك قبل أن تنشز المرأة. اسمع التعبير القرآني {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع}ليس من المضاجع {واضربهون فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا} يعني الرجل إذا ظلم المرأة, الذي سيتصدى لها هو الله, إذا كنت قـــد ربنا اظلم مراتك, هذا هو معنى القرآن اسمع الآية ثانية {واللاتي تخافون نشوزهن فعظهون واهجرهون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم} خلاص انتهى,, إذا تمت الطاعة توقف. فلا تبغوا عليهن سبيلا.. إن الله.... ليس مثلا أبوها أو أخوها لا... الذي سيتصدى للرجل إذا ظلم المرأة هو الله, والذي سيتصدى للمرأة هو الله, ولذلك إن الله كان عليا كبيرا. القرآن أوضح من الشمس في كبد السماء, هذه الآية لو طبقها الرجال والنساء في حل المشاكل التي تقع بينهما, ما كان في البيت مشكلة, واللاتي تخافون,,, يعني على الرجل أن يتحرك أول ما تبدو بوادر النشوز, يتحرك فعظهون يعني أنت قاعد معها تقول لها: أنا شايف أن أنت اليومين دول مش تمام, الحكاية كذا تحكي حكاية على واحد صاحبك وزوجته, عظة.. فعظوهن إذا ما استجابت, واهجروهن لكن في المضاجع, لأن الهجر في المضجع أقوي من الهجر من المضجع, لما أنت بتسيب المكان وتخرج يزداد الجفاء بينك وبين زوجتك, لكن لما تهجرها في المضجع إن كانت من أهل الإحساس, أول ما تلاقيك معطيها ظهرك, حتحس إن في زعل’ وتخاف وتحاول تصلح. إنما بقى إن كانت مش من أهل الإحساس, ذلك نتكلم عليه في الطلاق. واضربوهن,, يعني يصل الإصلاح إنك تضربها بس كيف؟؟ ضرب رسول الله ضربا خفيفا, غير مبرح, ضرب بسيط كان يعقد المنديل ويبله, ويثنيه لما يجف, ويضرب بالسواك,,, يعني دلع يعني ضرب من الرسول لفت نظر من المرأة أنه زعلان ــ صلى الله عليه وسلم ــ. إن الرجل يبين للمرأة,, ليس يضربها ضربا جامدا. خرج إذا من تحت وطئة الشرع الحنيف. واضربوهن فإن أطعنكم, إذا العظة جابت نتيجة , يبقى الهجر ماله لازمة, إذا العظة ما جابت نتيجة يبقى الهجر,الهجر جاب نتيجة,, الضرب ماله لازمة, إذا الهجر ما جاب نتيجة يبقى الضرب, إذا الضرب ما جاب نتيجة,, هنا الكلام إذا الضرب جاب نتيجة
{ فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا} طيب وعظ وهجر وضرب وما هناك نتيجة,, عليه أن يطبق ما في الآيات من قول الحق ــ تبارك وتعالى ــ { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها, إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما} أما تبيان هذا الأمر, وهو عقد الصلح على يد الحكمين, علينا أن نتوقف أمامها بتدبر بعد فاصل قصير فانتظرونا.
فاصــــــــــــــــــــــــل..............................................
بسم الله الرحمن الرحيم ..{وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها, إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } يجب أن أتوقف أمام هذه الآية بتدبر, لاحظوا قول الحق في الخلاف بين الزوجين لما كان الخلاف لسه جوه البيت, واللاتي تخافون نشوزهن.. يعني قبل أن يقع النشوز, يعني على الرجل أن يتحرك من فوره قبل أن يقع النشوز, كذلك الأسرة يجب أن تتحرك بسرعة قبل أن يقع الشقاق, وإن خفتم شقاق ماقال حدث الشقاق, لاحظوا كلمة خفتم, وخفتم خذوا بالكم أن القرآن والإسلام يتحرك للإصلاح, البيت المسلم بسرعة قبل ما يقع النشوز وقبل ما يقع الشقاق,, وإن خفتم شقاق بينهما, لأن الشقاق إذا وقع قد يؤدي إلى الطلاق, والإسلام حريص على عدم وقوع الطلاق. هذا الطلاق الذي خلقه الله وأوجده الله وأبغضه, هو الذي أحله, لكنه أبغض.. إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق, القرآن يقول: فابعثوا حكما. ما يحصل في الأسر الآن إن أم الزوج يروح وأم الزوجة تروح ولذلك تنتهي الزيجة, لأن القرآن قال حكم رجل,, النساء بالعاطفة يفسدن أي شيء, نحن لا نهين النساء ولا نحقر من شأنهن,لكن القرآن قال: حكم,, طبعا أم الزوجة لما تروح ستقول لها: قال لك إيه فتقول لها قال لي كذا,,, أنا ابنتي ما يقال لها كذا,انتهى الموضوع, لكن الرجل حكيم ولذلك استخدام كلمة حكم من الحكمة, يقول لها: ماذا قال لك ؟ تقول: قال كذا. يقول لها: كان غاضبا, خلينا نكلم في الموضوع المهم, يبقى الحكم, ولذلك قال حكم من أهله وحكم من أهلها, حكما وحكما لما؟ لأن الحكم الذي من أهل الرجل حريص على إقامة البيت, الحكم من أهل الزوجة حريص على إقامة البيت, فلما يقعدا هما الاثنان, وياليت ننتقي حكما من هنا وحكما من هنا أساسا يحبان بعضهما, ليس مثلا نرى في بعض الحالات خالها جاي وعمه جاي, وخالها وعمه كانا شركاء, وتشاجرا,, ما ينفع ما ينفع ,,لازم أكون عندي عقل لازم أكون حريصا على إقامة البيت لآخر لحظة. القرآن لما استحدم لفظ حكم استخدم لفظ من الحكمة, الحكمة التي تقيم العلاقة مرة أخرى, { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا }من بقى يريدا,, بعض المفسرين قالوا: الزوج والزوجة الضمير عائد على الزوج والزوجة, وبعض المفسرين قالوا: على الحكم والحكم, العقل والمنطق يقول: على الطرفين الحكم والرجل والحكم والمرأة, الحكم لأن هو قال: حكما من أهله, يبقى الراجل والحكم في ناحية,, والزوجة في الحكم في ناحية. فما بالكم لو وصلنا إلى أن يكون الرجل والمرأة طرف’ والحكمان طرف,, إن يريدا إصلاحا هذا الموضوع يوقع المحبة الرحمة المودة ذلك أن الزواج في الإسلام شركة مساهمة, رأس مالها المودة والرحمة, تقوم على قاعدتين اثنتين لا ثالث لهما, يقول في إحداهما الحق ــ سبحانه وتعالى ــ: فإمساك بمعروف, وفي الثانية والعياذ بالله: أو تسريح بإحسان. أما تمسك بمعروف, أو تسرح بإحسان. إما أن تمسكي بمعروف, أو أن تطلبي الطلاق بإحسان. { فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }لأن المرأة كما أنتم تعرفون لها أن تخلع الرجل, فيبقى بإحسان مش بإهانة دأئما, ولا تنسوا الفضل بينكم,,, الزواج في الإسلام أكرر شركة مساهمة, رأس مال هذه الشركة المودة والرحمة. { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكونوا إليها وجعلك بينكم مودة ورحمة } فمن الذي خلق؟ ومن الذي جعل؟ إن الذي خلق هو الله, إن الذي جعل هو الله, هل يجعل الله ــ تبارك وتعالى ــ المودة بينك وبين زوجتك, ثم أنت تقلب هذه المودة وهذه الرحمة, أو أنت تقلبا هذه الأمور رأسا على عقب, حتى الطلاق إذا وقع يجب أن يقع على مراد الله, قال:{ إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } طيب حاولنا الإصلاح ومانفع قال ــ سبحانه وتعالى ــ قال {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته } لكن نبقى على العلاقات الحسنة بين الرجل والمرأة في الزواج’ وبعد الزواج بالطلاق. فالطلاق آخر الحلول, انظروا متى يقع الطلاق بعد تحرك الرجل في بيته, { واللاتي تخافون نشوزهن فعظهوهن }التحرك للحفاظ على البيت من واجب الرجل, وعلى المرأة أن تساعد, فإذا فشلا,, الأسرة تتحرك بحكم وحكم, فإن فشلا,, خلاص,, { وإن يتفرقا يعن الله كلا من سعته }على أن أنبه أن الطلاق الذي يقع في هذه الأيام يقع بطريقة غريبة, الرجل لما يروح يتزوج أو يطلب الزوجة, يأخذ معه أهله ويروح ويتقدم ويدفع مهرا وشبكة, وما أعرف إيه ليصل إلى المرأة, ولما يتخانق معها يطردها من البيت, يقول لها: روحي بيت أخيك خلاص يطلقها, هل هذا منطق يا أخي؟ وقع الطلاق زى ما تزوجتها من الكبير بتاعها, هات الحكم بتاعها وطبق ما في القرآن.. { ابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها } وبعد مانفع,, يبقي الطلاق في وجود ولي الأمر, كما كان الزواج في وجود ولي الأمر. هذا هو الإسلام,, الإسلام لا يعرف التناقض, ومن ضمن وسطية الإسلام في الزواج الطلاق. الزواج في الإسلام وسط بين أناس تقول زواج ولا نطلق,, وأناس تقول مانتزوج, ونزني. أنت تتجوز وتطلق,, لكن لما نتكلم عن الزواج في الإسلام, لازم نلفت الأنظار إلى نقطة مهمة جدا, أن الزواج هو الزواج, كل الأسماء التي طلعت الآن زواج عرفي, مسيار, مش عارف إيه,, هذا كلام فيه شك كبير, وعليه ألف علامة استفهام. الزواج في الإسلام هو الزواج.. القبول والإيجاب والإشهار, الزواج العرفي,, تتجوز عرفي لماذا؟ كي زوجتي ما تعرف, حرام عليك يا أخي, حرام عليك, يقول لك هي لازم توافق. فرقوا بين علمها وبين موافقتها, لا هي مش لازم توافق, بس لازم تعرف من حقها عليك, أنها تعرف فإن أخفيت عليها فهذا حرام, ومن ثم كل ما يخالف الزواج الصحيح الرسمي المعلن المشهر بوليٍ , الذي فيه قبول وإيجاب, لا أقول حرام لأن الدوشة المعمولة الآن والفتاوى التي تطلع في الزواج, لكن أنبه أن هذا فيه شك كبير يصل إلى حد الحرام, ورسول الإسلام ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول لأمة: " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " ويقول ــ صلى الله عليه وسلم ــ: " البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس " أنت في الزواج العرفي الذي هو نمرة اثنين ليك, تخفي لماذا؟ لماذا ماأخفيت الزواج الأول؟ الزواج الأول لم تخفه, يعني مثلا واحد كان خاطب واحدة, ولم يتم بينهم خير, فتركها, لما يتزوج يبقى حريصا جدا أنه يقول لها: ليغيظها, ويعاندها. ما فاهم أنا يعني,, لكن يقول لها لكن لما يتزوج واحدة على شرع الله, ثم يتجوز عرفي, مش عايز يقول لماذا؟ تخفي لماذا؟ الإثم ما حاك في صدرك وخيشت أن يطلع عليه الناس. مسيار عرفي,, أنا مش عايز أردد الأسامي كي لا أعمل دعاية لهذا الكلام الفارغ الذي يخرج عن ما رسمه رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ, وعن ما شرعه الله ــ تبارك وتعالى ــ . الإسلام في الزواج شيء كبير جدا, أقامه الله ــ تبارك وتعالى ــ بل جعله آية من آياته { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا } شوفوا اللفظ السكن الرحمة الهدوء العطف الحنان, لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة, مودة من المرأة, ورحمة من الرجل, أو مودة من الرجل ورحمة من المرأة, بين هذا كله يقام البيت المسلم. فإن أقيم البيت المسلم على شرع الله, وعلى سنة رسول الله ما فك عرى الزوجية أبدا, بل قام بكل ما فيه من ذرية صالحة, من إرضاء لله ــ تبارك وتعالى ــ يعني افترض اثنان توزوجا ولم يكتب الله ــ تبارك وتعالى ــ لهم الخلفة البنين, يعني نفترض ما فيش ورضي بما قسم الله, يعشون أسعد اثنين على وجة الأرض, لأنهم أقاموا على شرع الله وعلى سنة رسول الله, آهٍ لو تدبرنا الأمر وعاملنا الآخر, كل واحد يعامل الثاني بما يرضي الله ــ تبارك وتعالى ــ وبما تعارف عليه المسلمون في العهد الأول للإسلام ساعة كان الإسلام إسلاما على شرع الله وعلى سنة رسول الله. أيها الأخوة الأحباب هذه وسطية الإسلام, بدأناها مع حضراتكم بالعقيدة, وأسسناها على أن الدين واحد, لأن الله واحد. تكلمنا في العقيدة ومن خلال العقيدة على عقيدة التوحيد التي هي وسطية بين تعدد الآلهة وبين لا إله. نحن نقول لا إله إلا إله واحد بين تعدد الآلهة, وبين قول أحدهم لا إله. تكلما في العبادة وفي العبودية, وأوضحنا أن العبودية لله, وأنك إن فعلت ما فعلت دون أن تشرك بالله, فلو جئت لله ــ تبارك وتعالى ــ بقرب الأرض خطايا غفر الله لك على ما كان منك ولا يبالي, أتاك الله بقرابها مغفرة. تكلمنا في العبادات ووضحنا أن كل العبادات قامت في الإسلام دين وديانة على وسطية الصلاة والزكاة والصيام والحج, ثم اخترنا من المعاملات الزواج وبينا لحضراتكم أن هذه المعاملة قامت على الوسطية. الزواج في الإسلام قام على الوسطية بين زواج ولا طلاق, وبين لا زواج. أما الإسلام فزواج وطلاق... أيها الأخوة الأحباب: الإسلام دين الحق, الإسلام دين العلم, الإسلام دين الرحمة, دين الوسطية { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } ولما بعثه ــ صلوات ربي وسلامه عليه ــ كان قول الحق ــ تبارك وتعالى ــ : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وقول الحق ــ تبارك وتعالى ــ: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } أسأل الله ــ تبارك وتعالى ــ أن نكون قد وفقنا في إظهار وسطية هذه الأمة على شرع الله, وعلى سنة رسول الله, وإن كان في العمر بقية نجلى فيما بعد حقائق هذه الوسطية, أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
أسأل الله لنا ولكم المغفرة, أسألكم الدعاء. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.