ارتفعت الاهمية النسبية لموقف العشائر الاردنية السياسي بدفع من الحراكات الشعبية التي في اغلبها يقوم بها الشباب الاردني من ابناء العشائر.. كنتيجة لذلك احتدم الصراع بين النظام السياسي وجماعة الاخوان المسلمين، وهما القوتان الرئيسيتان المنظمتان في البلاد، على استمالة العشائر كل الى جانبه.
فالنظام السياسي الاردني تاريخيا اعتمد على العشائر كجهة مؤيدة وكبنية تحتية معززة للنظام السياسي من خلال استمالة شيوخ تلك العشائر والاعتماد على ولاءهم المطلق كأحد اهم اركان السياسة الداخلية.. وظل هذا النظام يعمل بشكل فعال الى ان جاء الربيع العربي فأثر اولا على تركيبة السلطة في العشيرة واخذ جيل من الشباب باحداث ثورة في حكم هذه العشائر يحفزه الانجازات الهائلة التي احدثتها الثورات الشبابية في تونس ومصر التي اسقطت النظم الاستبدادية بسرعة وكفاءة اذهلت العالم وقلبت قوانين الثورات المعروف سابقا رأسا على عقب.. وهكذا انتقلت السلطة العشائرية بسرعة وبصورة كلية من الزعماء التقليدين للعشائر الى قيادات جديد شابة ومتعلمة ووطنية ومحفزة للتغير وتمتلك ادوات العصر لاحداث ذلك التغيير.
نتج عن ذلك انتقال سريع للسلطة العشائرية من شيوخ العشائر الى اجيال شبابية تمتلك مهارات شديدة الفاعلية في التنظيم والحشد والتحفيز مستفيدة من الوسائل الجديدة في تكنولوجيا المعلومات التي تمكن الفرد من اعداد المعلومات وبثها الى العالم صوتا وصورة بسرعة وبكلفة بسيطة لا تذكر.
ادركت القوى المتصارعة على السطة اهمية هذا التغير الكبير في "الحاكمية العشائرية" فاندفعت لاستقطاب هذه الكتلة البشرية الكبيرة والمنظمة والفاعلة لمساعدتها على حسم الصراع لصالحها..
ولكن علينا ادراك ان صراعا كهذا في غياب مسار ديمقراطي ممنهج يوحد الجميع تحت مظلة وطنية جامعة ومتماسكة سيقود الى كارثة وطنية، رأينا اولى دلاتها في احداث سلحوب واحداث المفرق وربما سنرى المزيد منها في الايام والاسابيع القادمة..
ان غياب البعد الوطني الجامع الذي يوحد الجميع باتجاه التعامل مع استحقاقات المرحة الخطيرة التي نمر بها وتمر بها المنطقة سيقود الى فوضى عارمة قد تكون البلد غير قادرة على التعامل معها لاحتواء الاثار التدميرية لمثل هذا التغير الذي يمتلك القدرة عى ان يتفاعل خارج نطاق القدرة عى احكام السيطرة عليه.
د.احمد القطامين