سنذهب سوياً أنا وأنتم في جولة عبر الزمان والمكان .. لنطوف العالم القديم قبل ظهور الاسلام مباشرةً .. ولنرى كيف كان يعيش الناس في تلك الدول .. وماذا كانت أحوالهم ..!!
نبدأ أولاً بالدولة الرومانية : التي كانت تسيطر على مساحات واسعه من الأرض .. لو نظرنا من الناحية الدينية كانت الدولة الرومانية تعيش حالة انقسام حادة .. بين الكنيسة الغربية الكاثوليكية .. والكنيسة الشرقية الارثوذكسية ..وكانت نتيجة هذا الانقسام حروب طاحنة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا .. بل حتى داخل الكنيسة الارثوذكسية ذاتها كان هناك خلاف عميق بين الطائفة الملكانية .. وبين الطائفة المنوفيسية .. وكانت الطائفة الاولى تقوم بتعذيب الطائفة الثانية تعذيباً بشعاً .. وقد عانى أقباط مصر كثيراً نتيجة لهذا الخلاف حتى مجيئ الفتح الاسلامي .
أما أخلاقياً واجتماعياً فقد كان الوضع بغاية السوء ..و كان الرومانيون يتميزون بوحشية مفرطة .. سواء في حربهم أو حتى في لهوهم .. فقد كان الملوك والوزراء يستمتعون بمشاهدة افتراس الحيوانات للعبيد .. او كيف يقتل العبيد بعضهم البعض .. !!
المجتمع الروماني كان مقسوماً إلى طبقة الأحرار والسادة .. وطبقة العبيد التي كانت تشكل ثلاثة أضعاف الاحرار من حيث العدد ولم تكن لهذه الفئة العريضة أية حقوق وإنما كان مصيرهم بيد أسيادهم .. حتى إن أفلاطون صاحب ” المدينة الفاضلة ” كان يرى أنه لا يجب أن يُعطى العبيد حق المواطنة ..!!
أما المرأة في المجتمع الروماني فكانت – وبعد اجتماع مجمع كبير للبحث بشأنها – كائن لا نفس له ..وانها رجس ولا يجب أن تأكل اللحم ولا ان تضحك بل حتى وضعوا على فمها قفلاً حتى لا تتكلم ..!!
هذا كان حال الدولة الرومانية .. فكيف كان حال الدولة الفارسية ؟؟!!
الحقيقة أن الوضع في الدولة الفارسية كان تعيساً جداً وعلى كل المستويات .. المجتمع الفارسي كان مقسماً إلى سبع طبقات ..أدناها كانت طبقة عامة الشعب والتي تمثل 90 % من سكان الدولة الفارسية .. ولم تكن لهم أية حقوق على الاطلاق ..حتى إن هؤلاء كانوا يُربطون بالسلاسل في المعارك .. وقد شاع في الدولة الفارسية زنا المحارم وانتشر بكثرة .. فقد كان كسرى متزوجاً من ابنته .. ثم قتلها بعد ذلك ..وكانوا يعتقدون أن الاكاسرة فيهم دماء إلهية ..!!
أما مصر .. كانت مُحتلة من الرومان .. وكانت مصر عبارة عن مخزن يمد الامبراطورية الرومانية بالغذاء .. وكان الشعب المصري مُرهقاً بالضرائب الباهظة المفروضة عليه .. بل إن تلك الضرائب كان تُفرض حتى على الأموات ..إذ لم يكن مسموحاً بدفن الميت إلا بعد دفع ضريبة ..!
و عانى المصريون من الرومان كثيراً فكانوا يلاحقونهم بالقتل .. حتى اضطروا الى الهرب الى الصحراء ..واقامة أماكن عبادتهم بعيداً في مناطق نائية حفاظاً على حياتهم .!!
أخيراً العرب .. كيف كان حال العرب قبل ظهور الاسلام ؟؟!
وصل الحال بالعرب أنهم كانوا يعبدون أصناماً يظنون أنها تقربهم إلى الله زُلفى.. وكان منتشراً فيهم شرب الخمر والربا والزنا ..وانتشر عند البعض منهم عادة وأد البنات .. ومن عاداتهم البغيضة كانت الاغارة على بعضهم البعض لأسباب تافهة .. مثل حرب داحس والغبراء وكذلك يوم بُعاث .. !!
وفي وسط ذلك الظلام كلًه ظهر الاسلام ..!!
ظهر ليقول ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم “” فلا طبقية ولا طبقات .. ولا تمييز ولا درجات ..!!
ظهر ليقول ” لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى ” .. !! .. فلا عبيد ولا سادة .. والكل عباد لله سبحانه ..
ألم يكن من حق أغلبية تلك الشعوب المسحوقة ان ترى وتعرف هذا الدين الجديد ؟؟
ومن هنا نفهم السر الذي حيّر العقول … كيف استطاع الاسلام أن يكسب قلوب شعوب الدول التي فتحها دون أن يُجبر أحداً على الدخول فيه ؟؟! وأنا أتحدى أن يُثبت احد ان الاسلام فرض نفسه بالقوة على الشعوب .. بل كان يتركها على دينها .. ويترك لهم اماكن عبادتهم . ولا يأخذ منهم إلا الجزية ..!!
لقد راوا الاسلام عن قُرب .. وقارنوه بحياتهم التي كانوا يعيشون فيها .. ففضلوا الاسلام على حياتهم .. راو فيه العدل ..وراوا فيه الانصاف .. وراوا فيه المساواة .. وهذا ما جعلهم يدخلون في دين الله أفواجاً .. وهذا ما دفع أهل حمص ليقولوا للمسلمين “” ردكم الله علينا ونصركم عليهم ( أي على جيش الروم ) “” .. فالحمدلله على نعمة الاسلام العظيم وكفى بها نعمة ..!!
ولكم مني كل الود والورد ..!!
موضوع: أمم الأرض قبل الإسلام 
28/12/2011, 05:05
