منعت فتوى دينية أصدرها رئيس المجلس الليبي الأعلى للإفتاء الشيخ الصادق الغرياني من إقامة مائدة طعام في العاصمة الليبية طرابلس كان من المتوقع أن تمتد على 11 كيلومترًا، وذلك بالتزامن مع الذكرى الستين لاستقلال ليبيا في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول في عام 1951م.
وكان تجمع ثوار طرابلس واتحاد شباب ليبيا يعتزمان إعداد هذه المائدة التي أُطلق عليها اسم "مائدة لم شمل الليبيين"، من ميناء المدينة القديمة في وسط طرابلس بجانب السرايا الحمراء في ساحة الشهداء وصولاً إلى مطار معيتيقة بالقرب من مدينة تاجوراء.
وأفتى الغرياني بعدم جواز إقامة مثل هذه المائدة إسلاميًّا، لكونها تتسم "بالتبذير المنهي عنه شرعيًّا"، ما أصاب المنظمين بخيبة أمل بما أنهم كانوا قد اتصلوا بمؤسسة جينيس للأرقام القياسية العالمية بهدف تسجيل هذه المائدة في موسوعتها.
وقال أحد منظمي المائدة لوكالة فرانس برس الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول "كنا نود تسجيل هذه المائدة الاجتماعية والإنسانية في الموسوعة العالمية، بالإضافة إلى أنها تعتبر خطوة أولى للمصالحة الوطنية".
وأشار المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، إلى أن منظمي "مائدة لم الشمل" كانوا ينوون جمع 22 ألف مواطن ليبي من مختلف المدن والمناطق على طاولة واحدة يبلغ طولها 11 كليومترًا، فتشكل بذلك نواة أو بادرة للمصالحة الوطنية التي ينشدها الليبيون.
ولفت إلى أن هذه المائدة كانت ستنفذ مرتكزة على ما يقدمه أهالي مختلف المدن والمناطق الليبية من أطباق شعبية وتراثية، متسائلاً أين يكمن "التبذير" في ذلك إن كان المشاركون في المائدة سيتناولون الطعام كله؟.
واعتبر أن فتوى الشيخ الغرياني أفسدت إظهار الصورة الحسنة لليبيين الذين ينشدون المصالحة الوطنية، كما أنها أفسدت أيضًا عملية نقل الأطباق والتراث الليبي عبر مختلف وسائل الإعلام التي تسجل حضورًا كبيرًا في البلاد بعد ثورة السابع عشر من فبراير/شباط، على حد تعبيره.