الوظيفة الأساسية للانفعالات هى رفع جاهزية وقدرة الفعل والاستجابة التى تعتبر مناسبة وفعالة فى مواجهة ما يتعرض له الكائن الحي، وهى موجودة فقط لدى الحيوانات الراقية. فهناك انفعالات أساسية نشترك بها مع الثدييات الراقية والرأسيات، وهى انفعال الغضب والخوف والحب..، وهى انفعالات أساسية قديمة .وقد نشأت لدينا نتيجة حياتنا الاجتماعية انفعالات جديدة خاصة بنا، فهى تكونت نتيجة العلاقات الاجتماعية، والحضارة والثقافة والعقائد...، وقد نشأت وتطورت أنواع كثيرة من الانفعالات نتيجة لذلك.
والانفعالات دوماً تكون مرافقة لأحاسيس خاصة بها، وهناك انفعالات إخبارية مثل الدهشة والتعجب والترقب والضحك، وهناك انفعالات مثل الحب والحنان والصداقة، والزهو، الغيرة، الحسد، والكراهية.....، وكل هذه الانفعالات ترافقها أحاسيس معينة خاصة بكل منها أحاسيس الانفعالات لا تنتج عن اردات أجهزة الحواس فقط، فهى تنتج بعد حدوث تفاعلات وعمليات فى الدماغ والذاكرة بشكل خاص، بالإضافة إلى عمل وتأثيرات الغدد الصم، فالغضب لا يحدث لدينا إلا بعد معالجة فكرية، والتى تتأثر بالذاكرة وما تم تعلمه، وهناك تأثير متبادل بين الدماغ والغدد الصم، ويمكن المساعدة فى إحداث الانفعالات باستعمال تأثيرات كيميائية وفسيولوجية.أما الضحك والاندهاش وبعض الانفعالات المشابهة فآلية حدوثها تعتمد بشكل أساسى على عمل الدماغ ويكون تأثير مستقبلات الحواس غير أساسي.
إن الغضب، والحقد، والإحباط، والكآبة، والرعب، والقلق،..... وكافة الانفعالات المؤلمة والمجهدة للجسم وللجهاز العصبي، وخاصة دارات القلق والتردد والندم والوسوسة، والتى تعمل باستمرار تستهلك الطاقات العصبية بكميات كبيرة، بالإضافة إلى أنها تؤدى لجعل الجسم والدماغ يفرز الكثير من المواد الكيميائية العصبية والهرمونات التى تجهد العقل والجسم بدون داع فى أغلب الأحيان. إن كل هذا يمكن أن يخفف أو تتم السيطرة عليه، وذلك بقطع أو إيقاف هذه الدارات العاملة، بواسطة الموسيقى والأغانى الجميلة وبواسطة النكتة والمزاح، ويكون تأثيرهم فعالاً وسريعاً فى أغلب الأحيان، إلا إذا كانت تلك الدارات قوية جداً فعندها يصعب تقبل الموسيقى أو المزاح والتنكيت.
هناك الكثير من الانفعالات المتطورة التى تكونت لدى البشر نتيجة الحضارة والثقافة وهى ليست عامة بين البشر، فهى لا زالت فى طور التشكل والتطور والانتشار، ويبقى الضحك انفعالاً مميزاً وهو ليس آخر الانفعالات التى نشأت لدى الإنسان، وهناك علاقة بين انفعال الضحك والتعجب والمفاجأة والتوقع والتناقض، فالضحك يحدث نتيجة المعالجة الفكرية للحوادث والأفكار والتناقضات...، فالغباء والأخطاء والتناقضات الواضحة أو المستورة قليلاً والمبالغات... هى من عوامل حدوث الضحك.
فالإنسان أثناء تطوره استخدم- طبعاً دون وعى منه- هذه الخصائص بشكل كبير، فأخذ يضحك فى أو ضاع خاسرة لكى يحول دون إفراز المواد التى تجعل مزاجه سيئاً، لأن الضحك يؤدى إلى جعل المزاج جيداً، فهو- أى المزاج الجيد واللذة والسعادة- كان ينتج بشكل أساسى عند الفوز والنجاح والنصر، فعندما يضحك الإنسان على خسارته أو فشله - شر البلية ما يضحك - كانت استجابة فعالة فى التعامل مع الأوضاع السيئة الخاسرة، فإنه بذلك يحول فشله إلى نصر ولو بشكل كاذب لتلافى النتائج المزاجية السيئة الناتجة عن الفشل أو الخسارة، فالنكات تزدهر فى الأوضاع السيئة والصعبة لما تحقق من فاعلية فى التعامل مع هذه الأوضاع.