المكان : الغرفة الصفية ، الزمان : الأول من نيسان في العام الميلادي السابع بعد الألفين ، الأبطال : معلمة وطالبات ، وإليكم الأحداث : كانت المعلمة متدربة في إحدى مدارس الزرقاء .. دخلت الصف ملقية تحية الإسلام ...كانت لا تزال في بداية عهدها التدريسي .. ابتدأت حديثها بمقدمة تعريفية لدرس من دروس التاريخ .. يخالطه تمتمة وأصوات تعلو وتخفو بين حين وآخر .. وما أن تبدأ المعلمة بتلخيص المعلومات على اللوح مغيبة نظرها عن الطالبات حتى تتطاير القصاصات الورقية والمقالم يرافق ذلك أصوات غريبة تتوقف ما أن تُشعِر المعلمة الطالبات بأنها على علم بما يحدث ... تجاوزت المعلمة كل ما يحدث من محاولة لإزعاجها إلا عندما علّقت إحدى الطالبات بصوت مسموع على لباسها من ألوان وذوق ... آلمت تلك الكلمات المعلمة فرمت قلم الطبشور الذي كانت تكتب به وخرجت مسرعة من الصف .. ولم تعد بعد ذلك
التحليل : كانت الطالبات تحاولن ايقاف الحصة ليتسنى لهنّ تحقيق "كذبة نيسان" التي اتفقن عليها
النتيجة : لم تعد المعلمة بعد ذلك اليوم الى المدرسة
على الهامش : وصلني أن المعلمة انتقلت إلى إحدى الجمعيات الخيرية وباتت تتعامل مع الأيتام وهي سعيدة بعملها ... و أنها تركت مهنة التدريس إلى غير رجعة
المكان : الغرفة الصفية ، الزمان : العام الميلادي الخامس بعد الألفين ، الأبطال : معلم وطلاب واليكم الأحداث : دخل الأستاذ الغرفة الصفية ليستهل ما ابتدأه في حصة سابقة في جوّ حار في أحد أيام الصيف.. بدأ المعلم بعد قليل من بدء الحصة بالكح .. وازدادت الكحة ليتبعها ضيق في التنفس .. اعتذر المعلم وغادر الغرفة الصفية
التحليل : علم الطلاب أن المعلم يعاني من حساسية مفرطة من الفلفل الأسود فقاموا بنثر القليل منه على أجنحة المروحة من الأعلى في نيّة لايقاف الحصة .. وقام أحدهم مع بداية الحصة الى لوحة التحكم الخاصة بالمروحة وحركه بضع درجات فنثرت المروحة بدورها الفلفل الاسود في أنحاء الغرفة
النتيجة : كان ذلك اليوم هو اليوم الأخير الذي يرى فيه الطلبة أستاذهم .. فكان رحمه الله قد غادر المدرسة متجها إلى بيته .. ليتناول دواءه كالمعتاد ثم نام .. وكانت نومته أبدية .. الطلاب ذرفوا الدموع يوم تشييع جنازة الأستاذ
للمعلمين تضحيات مؤلمة كثيرة .. هذه بعضها .. لقد تردّى حال مدارسنا .. وصار معلمونا ضعفاء .. فعصيّهم مكسورة .. و أصواتهم مبحوحة .. وكثير من حقوقهم مهدورة .. أعانهم الله على حمل الأمانة وتكلّفِ أعبائها .. فلا ناصر لهم في يومنا هذا إلا الله