الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ينبغي لمن رزقه الله تعالى بالولد- ذكرا كان أو أنثى- أن يحمد الله تعالى ويشكره على هذه النعمة ويعلم أنها هبة منه- سبحانه وتعالى- كما قال تعالى: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. {الشورى:49}.
كما يجب عليه أن يحسن تربيته ورعايته حتى يتعود على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، بامتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه حتى يتهيأ لما خلق له من عبادة الله وحده وعمارة أرضه. لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. الحديث متفق عليه. وقوله- صلى الله عليه وسلم -: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أبو داود. وقال عنه الألباني: حسن صحيح.
ومما يجب عليه النفقة والكسوة والسكن لقول الله تعالى: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ.
ومما يجب عليه العدل والتسوية بينه وبين إخوانه إذا كان له إخوان لقوله صلى الله عليه وسلم- : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. متفق عليه.
وهذا من حيث العموم، ولكن الأنثى تختص بمزيد من الرعاية والعناية والاهتمام لضعفها وحاجتها