كشف الباحث الأثاري فرنسيس أمين ل
عن أول مجلة مطبوعة يصدرها المجمع العلمي المصري عام 1862م بعد حريق المجمع الذي وصفه الباحثون والمهتمون بالتاريخ والتراث بمحافظات الصعيد بحريق مكتبة الإسكندرية الثاني.
قال الباحث وقت حريق المجمع العلمي المصري: "اليوم يشعر المصريون بالخزي والعار فها هو حريق آخر طال تراثهم الحضاري بعد حريق مكتبة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الحريق الأول لمكتبة الإسكندرية، والذي ظل لغزا محيرا للمؤرخين علي يد الغزاة تجدد ثانية في حريق المجمع العلمي الذي سيظل لغزا محيرا لأنه لايجرؤ أي إنسان مهما كان على إدعاء دور البطولة بحريق مكتبة تضم تراثا حضاريا عظيما".
وأضاف أمين، أن أول عدد صدر للمجمع العلمي كان في عهد الخديوي سعيد برغم إنشائه علي يد نابليون بونابرت، الذي أراد من إنشاء المجمع تعريف الشرق بالغرب، مشيرًا إلى أن المعهد احتفي به مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا، الذي قام بإرسال رحلات جغرافية لاكتشاف منابع النيل.
وأوضح أمين أنه في عهد الخديوي سعيد ظهرت أول مجلة ومطبوعة للقارئ تضم مقالات باللغة العربية والفرنسية والإيطالية وهي مطبوعة تم تصديرها بقصيدة رفاعة رافع الطهطاوي الذي ألف القصيدة في مدح المجمع والتي تمت ترجمتها إلى اللغة الفرنسية.
وأشار أمين إلى أن المطبوعة الأولي للمجمع العلمي كانت تضم مقالات للأب ميشيل باللغة الفرنسية وهو كاهن ماروني، حيث تحدث في مقالته عن وصف الكمال في مكان المجمع العلمي وقد عبرت مقالته أصدق تعبير عن ذلك الصرح الذي تم إحراقه بالأمس.
يتساءل أمين وهو يقوم بقراءة نص الأب ميشيل الذي كان يسترسل في وصف كمال المجمع العلمي هل كان ميشيل يتيقن من زمن قادم تتشوه فيها القيم والمعايير ويتم إحراق هذا المجمع لذلك كتب بتفاصيل دقيقة عن المجمع ومايضم؟.
يضيف أمين أن المطبوعة الأولي كانت تضم مقالا لمدير المعهد آنذاك، وهو الدكتور الفرنسي "شنب" الذي كتب مقالا عن الجغرافيا وعن طقس مصر، موضحًا أن المطبوعة الأولي كانت تهتم اهتماما بالغا بعلم "الأغنوطى جغرافية" وهي التي تعني الخلط بين الفلسفة والأدب والجغرافيا لذلك حوت مقالات بارعة عن كسوف الشمس وعن منابع النيل.
ويقول أمين: كباحث أريد أن أتاكد من مصير مخطوط "وصف مصر"، وهو المخطوط الأصغر وكذلك مصير الكنوز الأخرى، مشيرًا إلى أن الكارثة الكبرى في إحراق المعهد العلمي هي أن النار والماء تؤديان إلى نتيجة واحدة وهي الإتلاف والهلاك.