ومّن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
فلا الأفقُ يحضنُ مَيتَ الطيورِ
ولاالنحلُ يلثم ميتَ الزهر
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القَدَر
ولابُدَّ لليلِ أن ينجلي
ولابُدّ للقيدِ أن ينكسر
أبوالقاسم الشابي
أيهذا الشاكي وما بِك داءٌ
كيف تغدو إذا غدوتَ عَليلا
أيهذا الشاكي وما بك داءٌ
كن جميلاً تَرَ الوجودَ جميلا
قال الصَّبا ولّى فقلتُ له ابتسم
لن يُرجِعَ الأسفُ الصبا المُتصرَّما
قال اللالي جرَّعَتني علقماً
قلتُ ابتسِم ولئن جرعتَ العلقما
إليا أبوماضي
وما استعصى على قومٍ منالٌ
إذا الإقدامُ كان اهم ركابا
ومانيلُ المطالبِ بالتمني
ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابا
وليس بعامرٍ بنيانُ قومٍ
إذا أخلاقُهم كانت خرابا
إذا لم يستُرِ الأدبُ الغواني
فلا يُغني الحريرُ ولا الدمقسُ
قِف دونَ رأيكَ في الحياةِ مجاهداً
إنَّ الحياة عقيدةٌ وجهادُ
وللحريّة الحمراءِ بابٌ
بكلَّ يدٍ مضرّجةٍ يُدقُّ
علمتَ أنَّ وراءَ الضعفِ مقدرةً
وأنَّ للحقَّ لا للقوةِ الغَلَبا
المالُ حلَّلَ كلَّ غيرِ محلَّلٍ
حتى زواج الشَّيبِ بالأبكارِ
ما زُوَّجت تلك الفتاةُ وإنَّما
بيع الصَّبا والحسنُ بالدينارِ
وإذا أُصيبَ القومُ في أخلاقهم
فأقِم عليهم مأتماً وعويلا
وإنما الأممُ الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقُهم ذهبوا
أحمد شوقي
هذا زمانٌ ليسَ يفهمُ أهله
إلاَّ حديثَ النار أو لغةَ الدمِ
والعدلُ أكثر ما يكونُ حديثُه
أنشوجةَ الجاني ودعوى المجرمِ