اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 رثاء للبؤساء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
avatar



رثاء للبؤساء Empty
مُساهمةموضوع: رثاء للبؤساء   رثاء للبؤساء Icon-new-badge4/3/2010, 04:07

رثاء البؤساء





عن أي حزن سأكتب، و عن أي بؤس سأعبر؟
أ عن حزني؟
أم عن حزن الأهل و الأصدقاء و الأحبة؟
أم عن حزن و أوجاع الوطن كله..
أم عن ذلك الشاب الذي بلغ عمره الأربعين و هو عاجز عن الزواج و تكوين أسرة أمنة مستقرة و يعيش حياة شبة متشردة يفتقد إلى الدفء الأسري بسبب الفقر و البطالة..
أم عن تلك الشابة التي خرجت من وطنها إلى بلاد أخرى بحثا عن زوج بأي شكل، و بأي ثمن، و من أي جنسية كان، و بأي عمر كان حتى و لو كان بعمر جدها الأول أو الثاني أو الثالث.. و تركت أبن عمها الذي هو في نفس عمرها لأنه فقير و عاطل عن عمل.. و هي معذورة في ذلك فالخروج من جحيم الوطن حلم يراود الجميع...


أم عن تلك الشابة التي غادرت الدنيا وهي في ريعان شبابها و تركت مولودها الأول ليعيش يتيما بعدها.. أو تلك التي ماتا هي و حملها معا بسبب انعدام الرعاية الطبية هناك...


أم عن هؤلاء الأطفال اليتاما الذين يعانون من ويلات الفقر و يستقبلون العيد بوجوه بائسة و ملابس بالية..


أم و أم و أم...


فالأرض هناك رمادية تنعق على جنباتها غربان البؤس، و الفقر ينشر ظلاله الحالكة في كل مكان و يغشي كل الأشياء في الريف و المدينة، و على أرصفة الشوارع وفي البيوت..


و الوجوه كلها عابسة تعلوها علامات الهم و تكسوها أمارات الشقاء الأبدي
ترى أشباحهم أمامك شبابا و شابات بأجساد شاحبة كالحة ظاهرة العروق بارزة العظام و كأنها لأشباح هربت أو (أنحاشت) لتوها من القبور.. فلا تدري هل الذي أمامك هو شابٌ غرٌ في مقتبل العمر أم هو عجوزٌ أخرقٌ في خريف العمر..


و سياج من الجهل يغشي العقول و يعمي البصائر.. يسب بعضنا بعضا و يلوم بعضنا بعضا و لا أحد يدري من هو المسؤول..
قالوا لنا في زمن الدولة الاشتراكية أن الدولة شمولية لا تسمح لأحد للمطالبة بالحقوق فصدقناهم حين ذاك..
و هاهم اليوم يعيدون على أسماعنا تلك السيمفونية المشروخة و يقولون أن حكومة الوحدة و الشرعية و الديمقراطية.. صحيح أنها تسمح للمطالبة بالحقوق و لكنها لا تعطي شيئا من هذه الحقوق..
و أن فخامة الريئس وعد شعب الجزيرة بالوعود الفخمة و الكثيرة فأنتظرنا و انتظرنا و لم نرى لا الكثير و القليل من هذه الوعود و ما تحقق من هذه الوعود تحول إلى نقمة لقد سمعنا بالطريق الدائري الإسفلتي الذي سوف يطوق الجزيرة و يحل مشكلة المواصلات ففرحنا كثيرا و حلمنا أكثر و ما لبث ذلك الفرح و ذلك الحلم أن تحول إلى كابوس محزن بعد أن تحول ذلك الطريق إلى مصيدة نصف دائرية ك(المرتمة) التي تستخدم لصيد القطط البرية المتوحشة فيخطف أرواح السكان في حوادث مريعة بسبب وعورة و ضيق ذلك الطريق و افتقاده إلى أبسط معايير الأمن و السلامة المرورية..
و الكهرباء لم تتجاوز العاصمة حديبة، بل و لم تصل حتى إلى بعض أطرافها و أحيائها و هي مقطوعة على طول الوقت و لا أحد يدري متى تعمل..
أم المياه التي لها قصة مأساوية أكبر و قد تصبح يوما أكبر و أكبر مما يعتقد الجميع..
و سمعنا بمطار سقطرى الدولي فشعرنا بالفرح العارم و كانت الصدمة عندما علمنا بأنه مجرد مطار عسكري يسيطر عليه الجيش و يتعرض فيه الإنسان السقطري لصنوف من الإذلال و أنواع من الهوان، و يفتقر إلى أبسط المبادئ الحضارية التي جاءت بها المدنية الحديثة و يخلو من جميع الأنظمة الموجودة في مطارات العالم..
و سمعنا عن المؤسسة الاقتصادية و ما أسرع ما اكتشفنا بأنها مجرد مستودع تابع للجيش يعامل الناس البسطاء هناك بأنواع من المهانة أيضا..
و قالوا جئناكم بالديمقراطية و حرية الأحزاب و كانت الصدمة و المفاجئة أن تلك الأحزاب ما هي في الواقع إلا مجرد أحزاب أصولية تدعو إلى الجاهلية الأولى و الشقاق و النفاق، و أخرى تدعو إلى الدكتاتورية الفاسدة و عبادة أوثان الزعماء و تنشر الفقر و الحرب و الدمار..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الـزTaMeRعبـي

الـزTaMeRعبـي



رثاء للبؤساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: رثاء للبؤساء   رثاء للبؤساء Icon-new-badge4/3/2010, 12:42

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رثاء للبؤساء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قسم الشعر و الخواطر-
انتقل الى: