استطاع العلماء التوصل إلى لقاح يمكن أن يقضي على سبعة أنواع من الأورام السرطانية القاتلة. وقد كشفت التجارب عن "نجاح العقار في تقليص حجم أورام الصدر بنسبة 80%". ويعتقد فريق العلماء "بإمكان استخدام اللقاح في علاج سرطانات البروستاتا والبنكرياس والأمعاء والمبيض، بل يمكن لهذا اللقاح أيضًا أن
يعالج بفعالية تلك الأورام السرطانية التي تقاوم العلاج بأفضل أنواع الأدوية المتوافرة في الأسواق، بما فيها العقار العجيب المعروف تجاريًا باسم عقار "هيرسبتين".
ويأمل فريق العلماء الذي قام بتجربة العقار على الفئران، بتجربته على البشر خلال عامين من الآن. وفي حال نجاح تجربة اللقاح على الإنسان، فإنه يمكن أن يتم طرحه في الأسواق بحلول العام 2020.
يُذكر أنه يتم اكتشاف ما يزيد على 300 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًا في بريطانيا، كما أن هذا المرض يلتهم سنويًا نصف ذلك العدد.
وأهم ما يميز هذا اللقاح أنه يختلف عن العقاقير الأخرى المستخدمة حاليًا في علاج السرطان، والتي تعتمد في الأساس على مهاجمة الخلايا السرطانية، في حين يعتمد اللقاح الجديد على تحفيز قوة جهاز المناعة في التصدي للأورام الخبيثة ومكافحتها.
ومن المعروف أن أهم ما يعيق الأبحاث الخاصة باللقاحات السرطانية حتى الآن هو الخوف من أن يؤدي اللقاح إلى تدمير الخلايا السليمة، إلى جانب الأورام السرطانية الخبيثة.
وحتى يمكن تجنب ذلك قام فريق من الباحثين في جامعة جورجيا ومايو كلينيك، بالولايات المتحدة، بالتركيز على بروتين معروف باسم" إم يو سي 1"، الذي تزداد كمياته في الخلايا السرطانية، على نحو يفوق كمياته في الخلايا السليمة، وعلى السكر المصاحب له، إذ يقوم اللقاح بتدريب الجهاز المناعي في الإنسان على التعرف على هذا السكر، ويحول مخزونه في محاربة السرطان.
وتقول عضو فريق الباحثين ساندرا جيندلر إن" خلايا السرطان لها طريقتها الخاصة في إعاقة الجهاز المناعي، وذلك بوضع السكريات على سطح الخلايا السرطانية، مما يسمح بتنقلها عبر أنحاء الجسم من دون اكتشافها، وحتى يمكن تمكين الجهاز المناعي من التعرف على السكر، كان لا بد من التوصل إلى لقاح خاص، والذي أثبت نجاحًا في هذا الصدد".
أما البروفيسور جيرت جان بونز فيقول إن" اللقاح نجح في استدرار استجابة قوية من الجهاز المناعي، إذ ينجح في تنشيط المكونات الثلاثة الداخلة في تركيب الجهاز المناعي، من أجل خفض حجم الورم السرطاني بنسبة 80%.
يُذكر أن سكر البروتين "إم يوسي1 "يوجد بنسبة 90 % في سرطان الثدي والبنكرياس، وبنسبة 60% في سرطان البروستاتا وغيره من أنواع السرطان.
والجدير بالإشارة هنا إلى أنه "على الرغم من النتائج المثيرة التي توصل إليها فريق العلماء، لكن التجارب لا تزال في مراحلها الأولى".