وقع اختيار مجلة "تايم" الأمريكية على "المتظاهر" كشخصية عام 2011، مشيرة إلى أن السبب فى اختيارها هو أن المتظاهر عاد مجددا ليكون صانعا للتاريخ.
وذكرت المجلة، فى تقرير بثته اليوم، الأربعاء، على موقعها الالكترونى، أنه بعد عام من إحراق بائع فاكهة تونسى نفسه انتشرت الاحتجاجات فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، ووصلت إلى أوربا والولايات المتحدة لتعيد تشكيل السياسة العالمية وتعيد
تعريف سلطة الشعب.
وأوضحت المجلة عبارة "احتجاجات شارع ضخمة وفعالة" كانت تمثل تناقضا لفظيا من وجهة النظر العالمية إلى أن أصبحت، بصورة مفاجئة وصادمة، بداية منذ عام واحد بالضبط عبارة مجازية تنطبق على الأيام التى نعيشها حاليا.
وقالت المجلة، إن التمهيد للثورات بدأ فى تونس، حيث فاق إحكام الدكتاتور على السلطة والرفاهية التى يعيش فيها كل الحدود، وكان إحراق البائع محمد بوعزيزى البالغ من العمر 26 عاما لنفسه هو آخر حدث فى سلسلة الأحداث التى تجعل المرء يشعر بأن الوضع أصبح غير محتمل.
وأضافت أنه فى مصر كانت الشرارة التى أشعلت الأمور هى الانتخابات البرلمانية فى عام 2010، بينما فى الولايات المتحدة كان السبب فى الاحتشاد وراء حركة "احتلوا وول ستريت" ثلاث أزمات مالية حادة ومتداخلة - اقتصاد سىء وتهور مالى ممنهج ودين عام هائل، بالإضافة إلى اكتشاف الغش الذى تمارسه البنوك ورفض الكونجرس حتى دراسة ولو بشكل عابر فرض ضرائب مرتفعة على الدخول المرتفة جدا.
واعتبرت المجلة أنه فى سيدى بوزيد بتونس والإسكندرية والقاهرة وفى المدن والبلدات العربية عبر ستة آلاف ميل من الخليج العربى إلى المحيط الأطلنطى وفى مدريد وأثينا ولندن وتل أبيب وفى المكسيك والهند وتشيلى التى بها احتشد المواطنون ضد الجريمة والفساد وفى نيويورك وموسكو وغيرها من عشرات المدن الأمريكية والروسية باتت الكراهية والغضب ضد الحكومات وأعوانها أمرا لا يمكن احتواؤه وأصبح يغذى نفسه.
وأشارت المجلة إلى أنه بالنسبة لجموع المحتجين من القاهرة إلى مدريد إلى أوكلاند أصبحت فرص النجاح الشخصى، الذى يتمثل فى الحياة الكريمة التى تلقوا وعودا بها، فجأة التنبؤات لها قاتمة، مما جعل غضبهم وإحباطهم يتفجر بعد أن زاد نفوذ الأنظمة عن الحد.