فى تصاعد شديد لعمليات الإرهاب الإسرائيلي، أعلن أعضاء الكنيست المتطرفون عن حزب الاتحاد القومى اليهودى المتشدد، آريى إلداد وأورى أريئيل عن اعتزامهما اقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم، الأربعاء.
وقام عدد من المتشددين اليهود بإحراق مسجد مساء أمس فى شارع شتراوس داخل مدينة القدس وعدد من السيارات الفلسطينية فى عدة مدن بالضفة الغربية، وكتبت عليها شعارات مسيئة للنبى محمد.
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنه من المتوقع أن يصل نواب الكنيست إلى منطقة ساحة البراق وباب المغاربة، وسيطلبان من الشرطة أن تسمح لهما بالدخول من هناك إلى الحرم الشريف.
وأضافت الصحيفة العبرية أن اعتزام هذين النائبين اقتحام المسجد الأقصى يأتى فى أعقاب قرار بلدية القدس إغلاق باب المغاربة، وقرار رئيس البلدية نير بركات الذى اتخذه أمس، والقاضى بترميم جسر المغاربة بدلا من هدمه.
ومن المتوقع أن يصل اليمينيان المتطرفان إلى المكان المقدس برفقة مجموعة من أنصارهم المتطرفين المنادين بإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، للمطالبة بفتح باب آخر بديل للباب الذى تم إغلاقه.
وزعم النائب اليمينى المتطرف أورى أريئيل قائلا: “يجب هدم جسر المغاربة فورا، لأنه يشكل خطرا على الجمهور الواسع، كما يجب بناء جسر آخر بدلا منه، أكثر أمنا ومع ذلك، فليس من المعقول منع اليهود من الدخول إلى جبل الهيكل، أى المسجد الأقصى حتى لدقيقة واحدة، وممنوع أن تشكل أعمال الترميم ذريعة لهذا المنع، أطالب رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الأمن الداخلى بإيجاد مدخل بديل لليهود”.
فيما قال صديقه الذى لا يقل عنه تطرفا، أريى إلداد، زاعما “إذا كان جسر المغاربة خطيرا، فلا بد من إقامة جسر آخر وثابت مكانه، وحتى ذلك الحين، لا بد من فتح أحد الأبواب الأخرى الكثيرة التى يمنع اليهود من الدخول عبرها ويسمح بشكل عنصرى للمسلمين فقط بالدخول منها، إن خطيئة الخضوع لمطالب العرب كبيرة بما يكفى، ولا حاجة لتعزيزها بجريمة منع اليهود من زيارة أكثر الأماكن قدسية بالنسبة لهم”.
يشار إلى أن الجسر الخشبى أقيم فى عام 2004 بعد انهيار الجسر الرئيسى الذى يستخدمه السياح الأجانب والمستوطنون فى اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى، كما تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلية لاقتحام المسجد، ويمنع المسلمين من استخدامه منذ احتلال القدس عام 1967.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن سيارات الإطفاء وصلت للمكان واستطاعت إخماد حريق المسجد، لكن أضراراً لحقت فى المبنى دون وقوع إصابات بشرية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم جهاز الإطفاء فى إسرائيل عساف أبراس قوله “علمنا بالحريق فجر اليوم فى مسجد مهجور، لكننا سيطرنا على الحريق بسرعة بالغة”، مضيفاً “لوحظ على جدران المسجد شعارات معادية للمسلمين والنبى محمد” صلى الله عليه وسلم.
من جهة أخرى أكد الجيش الإسرائيلى أنه تم حرق سيارتين لفلسطينيين فى قرية يوسف جنوب نابلس وقرية حارس بالقرب من مدينة قلقيلية، مؤكداً أن فى المكانين كتبت شعارات معادية للإسلام وأن الجيش سيحقق فى المكان.
وكان العشرات من نشطاء اليمين الإسرائيلى المتطرف قد حاولوا مساء أول أمس، اقتحام السياج الحدودى الفاصل بين إسرائيل والأردن، وتحصنوا داخل مبنى مهجور يقع داخل الحدود الأردنية، مهددين بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على الأراضى الأردنية، وذلك رداً على موقف الحكومة الأردنية الرافض لهدم جسر باب المغاربة.
وذكرت صحيفة معاريف أن حوالى 40 ناشطا، يتبعون لمنظمة “الدولة العبرية” المتطرفة، بقيادة مائير برتلر اقتحموا مساء أول أمس، السياج الحدودى الفاصل بين إسرائيل والأردن، وتحصنوا داخل مبنى مهجور يقع داخل الحدود الأردنية، مهددين بإقامة بؤرة استيطانية جديدة أطلقوا عليها اسم “معقل زئيف”، على اسم مؤسس الحركة التصحيحية الصهيونية “زئيف جابوتنسكى”، وذلك رداً على موقف الحكومة الأردنية الرافض لهدم جسر باب المغاربة الواصل بين حائط البراق والمسجد الأقصى جنوب مدينة القدس.
ونقلت الصحيفة عن عدد من النشطاء الإسرائيليين قولهم:” نحن ندعو جميع أعضاء حزب الليكود والحكومة الإسرائيلية إلى تعزيز فكر وتعاليم جابوتنسكى، الداعية إلى إقامة بؤر استيطانية على الأراضى الأردنية”.
وكان قد اقتحم مجموعة من المستوطنين أيضا مؤخرا معسكر “افرايم” التابع للجيش الإسرائيلى، وقاموا بحرق إطارات سيارات وألقوا زجاجات حارقة وحجارة وتسببوا بأضرار لسيارات عسكرية.
ويأتى ذلك بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية هدم بؤرتيّن استيطانيتين منهما بؤرة “متسبيه يتسهار” بالقرب من “يتسهار”، التى تعد نقطة استيطانية قريبة من المستوطنة ويقيم فيها 5 عائلات تابعة للتيار الدينى المتطرف “حباد”، بالإضافة إلى أن المستوطنين الذين ينتمون إلى مستوطنة يتسهار أغلبهم ينتمون إلى الوحدات القتالية فى الجيش الإسرائيلى.