كشفت دراسة علمية أجريت أخيرًا أن "المرأة العاملة تقضي نسبة 40% من وقتها في القيام بأكثر من عمل في آن واحد". وأكدت الدراسة أيضًا أن "الأم تقضي 48.3 ساعة أسبوعيًا في إنجاز أكثر من عمل في آنٍ واحد، مقارنة بالأب الذي يمضي 38.9 ساعة فقط أسبوعيًا". وجاء في الدراسة أيضًا أن "الأمهات تعتقدن أن "القيام بأكثر من عمل في آن واحد بمثابة تجربة سلبية، لأنها تتسبب في مزيد من الضغوط والقلق لديها".
وتقول الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، في جامعة بار إلان في إسرائيل، ورئيس فريق الباحثين الذين قاموا بالدراسة شيرا أوفر، إن "الفروقات بين جنس الرجل وجنس المرأة في القيام بمهام متعددة في آن واحد لا يتمثل فقط في الكم، وإنما أيضًا في الكيف". وأضافت أوفرا أن "نتائج الدراسة تدعم الاعتقاد الشائع بأن المرأة هي الأكثر قدرة على القيام بأكثر من مهمة في آن واحد"، كما تشير نتائج الدراسة إلى أن "الخبرات العاطفية والوجدانية التي يتم اكتسابها من تعدد المهام والأنشطة في آن واحد تختلف اختلافًا شاسعًا بين الأب والأم".
كما تقول أستاذة علم الاجتماع بجامعة ميتشيغان والتي شاركت في إجراء الدراسة، باربارا شنايدر، إن النتائج تشير إلى أن "الأم العاملة تمضي أكثر من 40% من وقتها في القيام بنشاطين في وقت واحد، في حين يمضي الأب العامل ما يزيد عن 33% من وقته في القيام بنشاطين في آن واحد".
ومع ذلك فإن فريق البحث يقول إن "المسألة لا تقتصر فقط على الاختلاف في كم الساعات التي يمضيها كل من الرجل والمرأة، وإنما على الاختلاف في الطريقة التي يشعر بها كل من الأب والأم وهما يقومان بأداء المهام المتعددة في آن واحد".
وفي هذا السياق تقول أوفر إن "هناك تفاوتًا كبيرًا في نوعية الخبرات التي يكتسبها كل من الأب العامل والأم العاملة، إذ إن الأم العاملة ترى أن تلك التجربة سلبية في حين لا يرى الأب العامل ذلك، إذ أن الأم هي وحدها التي تعبر عن مشاعر سلبية وشعور بالضغوط النفسية والصراعات الداخلية بسبب القيام بنشاطين في آن واحد". وعلى العكس من ذلك فإن "الأب العامل ينظر إلى تلك الخبرات نظرة إيجابية".
وأضاف فريق البحث أن "بعض الاختلافات في الطريقة التى تؤثر على مشاعر الأب والأم بسبب تجربة تعدد المهام في آن واحد يعود إلى طبيعة النشاط الذي يقوم به كلاهما، ويتضح ذلك أثناء ممارسة تلك الطريقة داخل المنزل، إذ إن الأم تكون أكثر انهماكًا من الأب في الأعمال المنزلية وأنشطة رعاية الأطفال، وهي كلها أعمال تتطلب جهودًا مكثفة، في حين يميل الأب إلى الانهماك في أنشطة متعددة في آن واحد، مثل التحدث إلى طرف ثالث، أو العناية بنفسه، وهي أنشطة لا تسبب إرهاقًا مثل التي تعاني منها.