التسميةمنذ عرفت الناصرة في التاريخ لم يتغير اسمها ولا زالت تدعى الناصرة.
ويرى بعض المفسّرين المسيحيين إن هذا يتلائم مع الآية في نبوؤة اشعياء وذلك من أجل دعم رأيهم
القائل إن المسيح هو من بيت داود.
بينما يقول البعض إن المعنى هو الحارس وان الاسم مأخوذ من جبل النبي ساعين الواقف فوقها كالحارس
(أو الناطور) أو من كون الناصرة على جبل يشرف على مرج ابن عامر ويرجح البعض هذا التفسير قائلين
إن كلمة ناصر بالعربية تعني الجبل الذي علوه ميل.
ويذهب البعض بقولهم إن اسمها مشتق من كلمة تعني الحقيقة معتمدين على ذكر ذلك في إنجيل منحول.
على أي حال فان الاسم ليس مشتق من نذير (ضرب من النساك اليهود) إذ يختلف الجذر في العبرية
(كما العربية) وقد حدث هذا الالتباس لتشابه الجذر في اللغات الغربية.التاريخمدينة الناصرة مدينة قديمة ،
عرفت وسكنت منذ القدم على الرغم من مرورها بفترات زمنية لم تكن فيها ذات أهمية كبيرة ،
ولم يرد ذكر لها في كتب العهد القديم أو المصادر الأدبية ، ولكن هذا لا يعني أنها عرفت وسكنت فقط في
العهد الجديد وبعد ميلاد السيد المسيح .
إذ أن الحفريات الأثرية دلت على أن الناصرة كانت مسكونة في العصر البرونزي المتوسط وفي العصر الحديدي .
ورد أول ذكر للناصرة في الإنجيل ، ففيها ولدت مريم العذراء وبشرت بالمسيح ، وفيها نشأ السيد المسيح
وقضى معظم حياته ، ومن هنا بدأت أهمية هذه المدينة في التاريخ ، وأصبح اسمها يرد كثيرا بعد ذلك في
الكتب والمؤلفات ، أما دخولها الأحداث التاريخية بعد السيد المسيح ، فكان في الفترة التي أعقبت عام 136 للميلاد ،
فبعد أن خرب " نيطس " مدينة القدس في العام الميلادي السبعين ، عاد اليهود فعصوا ثانية، على عهد
الإمبراطور " هدريان" فأرسل إلى القدس جيشا عظيما أخضعهم ودمر القدس عام 131 للميلاد ، ثم جدد بناءها
في العام 136 م ، وحكم بالموت على كل يهودي يدخل القدس ، عند ذلك وجه اليهود قواهم وأنظارهم نحو الجليل ،
وحصلوا على امتياز من الإمبراطور بأن لا يدخل غير اليهود إلى بعض المدن ومن ضمنها الناصرة .
فاحتجبت هذه البلدة وظلت هكذا حتى عام 250م ، وبعد ذلك أخذت الناصرة تنمو وتزدهر ، وكان ذلك ابتداء
من الفترة الواقعة بين عامي 306 و 337م ، حيث بنيت فيها الكنائس والأديرة