عشر علامات للقائد الفاشل
كريس أورتيز
في دنيا الأعمال التي لا تعرف و لا يمكن أن تعرف المثالية أبداً، نجد كثيراً من المواقع يشغلها غيرُ أهلها. لا أحد يعرف كيف يصلون أو كيف يستمرُّون هناك، و لولا أننا نرى ذلك بأعيننا لما نكاد نصدق.
إننا نرى أمثال هؤلاء ينصرفون نحو تلبية مطالبهم الخاصة قبل اهتمامهم بالاحتياجات الاحترافية لتابعيهم، و عندما تواجههم ضرورة تطوير العاملين تحت قيادتهم فإنهم يقفون عاجزين لأنهم يفتقرون إلى المعرفة و الخصال الشخصية و المهارات الإدارية اللازمة لتنفيذ ذلك. القائد الفاشل عربةٌ معطّلة تتقدّم قافلةً من العربات تصطفّ وراءها و محرّكاتها تدور و تحرق الموارد و الزمن و الأعصاب دون نتيجة...
من هو القائد؟ إنه من يوصلك إلى غاية يصعب أو يستحيل عليك بلوغها منفرداً. و إذا افتقر أحدهم إلى هذه الميزة فماذا بقي لديه؟... إن الألقاب و المناصب الرسمية لا يمكن أن تصنع قائداً فالقيادة فعلٌ و ليست مكانة.
في كثيرٍ من الأحوال يفلح بعض المحظوظين في إخفاء ثغرات الضعف لديهم، و يتمكّنون من تمويه الفشل الذريع الذي يضرب أقسامهم تحت كثيرٍ من المبرّرات الخارجية، و يبقون هم فوق الشك و المساءلة.
إذاً كيف يمكننا تقدير أهلية أحدهم و تمييز القائد الفاشل من القائد الحقيقي؟ فلننظر إلى الممارسات التالية الشائعة عند القادة العاجزين.
1- الإحالة و التبديل في المهمّات بين أفراد المجموعة لإنجاز المطلوب بأي ثمن و ذلك على حساب التوزيع السليم لأعباء العمل. قد يبدو تصرّفهم هذا تفويضاً و إدارةً للعناصر البشرية لديهم و لكنه في الحقيقة إخلالٌ بتوازن العمل، و هكذا نرى بعض الأفراد يعملون وقتاً إضافياً غير مبرّر أصلاً، بينما يمضي آخرون وقت العمل دون إنتاج حقيقي. إن المدير الجيد هو الذي يدرك بعمق مجموعات المهارات المختلفة لدى كلٍّ من تابعيه، و مع قيامه بتوزيع الأعمال تبعاً لتلك المهارات، فإنه يسعى إلى تعزيز مهارات الجميع حتى يكونوا أكثر إنتاجية.
2- اقتصار تفسيراتهم و إجاباتهم على نعم أو لا بدلاً من توضيح أفكارهم التي تستند عليها قراراتهم. إن هذا التصرّف الضيّق الأفق هو التصرف النموذجي للمدير " الإطفائي" الذي لا يستطيع التفكير لأبعد من ساعاتٍ أو أيامٍ قليلة قادمة. نموذج المدير الإطفائي هذا، يعتبر التوصّل إلى إجاباتٍ حقيقة جذرية عبر المناقشة العقلية مضيعةً للوقت. إنَّ فكره منصرفٌ إلى كيفية إطفاء الحريق التالي... و أمّا البحث في منع الحريق فهذا لا يعنيه، بل هو يفضل اندلاع الحرائق ( الأزمات و المخاطر ) بين الفينة و الأخرى حتى يبقى مسوّغ الوجود في موقعه!
3- يخلط المدراء الفاشلون بين الحياة الشخصية و حياة العمل. إن العمل لدى أمثال هؤلاء لمأساة حقيقية!
يتدخّل اضطرابهم العاطفي في إدارتهم للبشر، و يضعف تركيزهم، و إذاً من أين لأحدهم أن يمنحك الاهتمام و التوجيه اللذين تحتاجهما للنجاح؟
4- يستنزفون الموارد و ينصرف اهتمامهم إلى إدارة الأزمات. إذا كان في شركتك الكثير من مدراء الأزمات الإطفائيين فقل وداعاً للإبداع و التطوير. إن التفكير الاستباقي الفاعل ( و ليس الاستجابي المتفاعل ) هو المطلب الأساسي لنجاح أية منظمة و خصوصاً في أجواء العمل الحديثة. و إذا لم يكن اهتمامك منصرفاً نحو تقليص عدد المخاطر و الأزمات التي ينبغي التعامل معها فإن المنافسين سوف يتجاوزونك حتماً.
القائد الناجح هو من يفتتح بتفكيره آفاقاً جديدة، إنّه يسعى إلى التغيير و يصنعه و يديره و لا ينتظره. إنه لا يعالج الأزمة بل يمنعها.
5- القادة الفاشلون يكوّنون بيئةً لا تتقبّل الأخطاء. إنّ تحمّل مسؤولية القرارات الخاطئة كابوسٌ لا يستطيعون التفكير فيه، و كأنهم لم يحضروا في حياتهم مباراةً بكرة السلة. هل رأيت طريقة اللعب؟ ألم تلاحظ أن الطريقة الوحيدة للتأكد من عدم تسجيل أيّ خطأ على اللاعب هي الإحجام عن أخذ الكرة و الانتظار في موقع المدافع؟ في دنيا الأعمال تحمّل المسؤولية عن الخطأ وسام الشجاعة! فمن يحاول النجاح لا بدّ من أن يخطئ، و من لا يحاول لن ينجح أبداً.
6- القائد الفاشل يجرّح أو يوبخ تابعيه على الملأ. و أمّا القائد الناجح فليس بحاجة إلى من يذكره بضرورة أخذ مشكلاته مع تابعيه إلى غرفةٍ مغلقة. و إذا كنت مبتلىً بقائدٍ يتمسّك بتوبيخ تابعيه أمام الناس فإن عليك التفكير ملياً في مستقبل العمل معه أو في الإجراءات الممكنة لجعله يقلع عن هذه الطبيعة السيّئة.
7- القائد الفاشل ينكص عن مؤازرة تابعيه عندما يتعثّرون. و أما القائد الموفّق فإنه ينصر تابعه ظالماً كان أو مظلوماً – بالمعنى الصحيح للنصرة طبعاً- و عندما يبذل الموظف جهده في إحدى المهمّات ثم لا يكون من وراء ذلك إلاّ الفشل فإن تقدير الجهد المبذول يجب أن يسبق التفكير في المعاقبة على التقصير و الفشل.
8- القائد الفاشل يشجّع و يقدّر العضلات قبل الأدمغة. إنّه لا يعرف أو يتجاهل لسببٍ ما متطلبات النجاح الحقيقية. النجاح الحقيقي لا يقوم على بذل الجهد بقدر قيامه على توفير الجهد و توجيهه بذكاء، و الموظفون الأذكياء -قبل أن يكونوا مجتهدين- هم أعمدة النجاح الحقيقيّة. إنهم أولئك المستوعبون لمفاهيم إدارة الوقت، و تشغيل المهمات العديدة على التوازي. و أمثال هؤلاء الموظفين هم الذين ينبغي تقديرهم و التمسك بهم. و عند إسناد المسؤوليات و الأعمال ينبغي أخذ هذا التمييز المهم بين الاجتهاد و حسن التدبير بعين الاعتبار.
9- القائد الفاشل يحاسب و يقدّر تابعيه بناءً على عقارب الساعة و ليس على الأداء. و هو في هذا المسلك يتابع المنطق ذاته الذي يقدّم العضلات على الأدمغة. إنّ هذا المنطق لا يهتمُّ باختلال حياة الموظفين و تضييعهم حقوق أنفسهم و عائلاتهم، كما إنه لا ينظر إلى المستقبل البعيد الذي تحجز فيه المرتبة الأولى لكفاءة الأداء و نوعيته و ليس لبذل الموارد و الكمية الأكبر من الزمن و الجهد.
10- القائد الفاشل يتغير أسلوب تصرفه بحضور رؤسائه. إنّ هذا التبديل المصطنع – بالوعي أو باللاوعي- هو مؤشرٌ على ضعف الثقة بالنفس. إنّه يشكُّ في مقدرته على القيادة و هكذا يتصرف كما يتصرف الأطفال عندما يحضر مدير المدرسة و بيده العصا. و امّا القائد الناجح الواثق بنفسه فيتصرف بالطريقة ذاتها بحضور أية جهةٍ كانت. و لا يعني هذا الكلام التهاون في احترام الرؤساء و لكنه يعني ضرورة احترام المرء نفسَه أولاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]