العصر الفرعوني- الحقب الزمنيه-حضارات ما قبل الاسرات
العصر الفرعوني- الحقب الزمنيه-حضارات ما قبل الاسرات
العصر الفرعوني- الحقب الزمنيه
مقدمه
لا ترجع أهمية هذا التاريخ إلى قدمه فحسب ولكن لطابع الاستمرار في هذا التاريخ فعصوره التاريخية تتوالى ولا تختلف كلاً منهما كتيرا عن الأخرى فقد استمر التاريخ الفرعوني متواصل الأحداث ونجح المصري القديم في المحافظة على الملامح العامة لتاريخه عبر العصور المختلفة الطويلة على الرغم من تأثر مصر أحياناً بعوامل التمزق والاضطراب الداخلي أو أن هناك أحداث وتأثيرات خارجية وغزوات وهجرات أجنبية ، ولكن المصري القديم استطاع الخروج من هذه المحن ، والصعاب منذ العصر الحجري الحديث حتى الغزو المقدوني عام 332 ق م ، وامتاز المصريون بالتسامح فيما يخص العقيدة والمعتقد فلكل إقليم معبوداته الخاصة وهذا يدل على سمو التفكير لدى المصري القديم .
بدأ في مصر التطور الأول بمعرفة سر إيقاد النار ، ثم التطور الثاني وهو الرئيسي في مجالات الحياة المادية للإنسان القديم ألا وهو معرفة حرفة الزراعة ، وبدأ في مصر التطور المعنوي لثقافة القدماء المصريين بمعرفة الكتابة بعد معرفة الفنون ، وبعد نضوج الثقافة بدأت تظهر في مصر و الشرق العقائد والتشريعات وأسس العلوم ثم أشرقت فيه الديانات السماوية التي كانت ولا تزال هي الهدى للعالمين القديم والحديث ، وظلت حضارة مصر وآثارها المادية والفنية وفيرة وكثيرة عن بقية آثار المدنيات والحضارات الأخرى القديمة ، واستمرت في التطور والرقي على مر العصور .
حضارات ما قبل الاسرات
مرمدة بني سلامة- حضارة الفيوم-حضارة البداري-حضارة دير تاسا- حضارة نقادة
أولا مرمدة بني سلامة
قرية صغيرة تقع على الحافة الغربية للدلتا ) جنوب غرب الدلتا ) شمال غرب القاهرة بنحو 50 كيلو متر وهذه الحضارة ليست معروفة كباقي الحضارات .
وقد أوضحت الإكتشفات الأثرية التى تمت فى هذه القرية أن سكانها عرفوا الزراعة و قاموا بتخزين الحبوب فى صوامع من الخوص والقش ، و أنهم عرفوا أيضاً صناعة الفخار الذين
أضفوا عليه طابعاً جمالياً عن طريق زخرفة سطوحه بعناصر زخرفية بسيطة .
وقد استنبط المؤرخون من آثار مرمدة بنى سلامة أن سكانها كانوا يرعون الماشية و يطحنون الغلال وأنهم توصلوا إلى رؤوس السهام المثلثة الشكل ، كما أنهم عرفوا النسيج حيث نسجوا ملابسهم من الكتان ، وتزينوا بالحلى على هيئة أساور من العاج و خواتم .
كما عرف سكان مرمدة بنى سلامة نوعين من المساكن ، الأول وهو بيضاوى الشكل فكان يبنى من كتل من الطين ، و يبدو أن أهل مرمدة فكروا فى طريقة لتخطيط قريتهم وذلك بأن قاموا ببناء بيوتهم فى صفوف تكاد تكون مستقيمة ويفصلهما شارع ضيق .
و كان أهل مرمدة بني سلامة يدفنون موتاهم بجانب منازلهم فى قبور ووجوههم متجهة نحو الشرق .
و كان أهالى مرمدة بني سلامة يقيمون مجتمعاتهم بالقرب من حواف وشطآن المستنقعات، وتحت حماية النباتات الكثيفة التي كانت تعمل كمصدات للهواء.
كما عثر أيضا على مجموعة كبيرة من الاكواخ الواطئة البيضاوية الشكل والتي بنيت من كتل الطين الجاف ، ويقع أساسه تحت مستوى سطح الأرض ، وفي كل منها كان يوجد اناء واسع الفم مثبت في الارض حيث كان يستخدم لتجميع مياه الامطار التي تتسلل خلال السقف المصنوع من القش .
حضارة الفيوم
هي تقع على الضفة الغربية للنيل شمال القاهرة وترجع الى عام 4400 قبل الميلاد وقد استمرت 1000 عام ، ومن بقايا الفخار الذي وجد لم يعثر الباحثون في مركز حضارتها على آثار للموتى والغالب أنهم قد دفنوا في مكان بعيد .
حضارة البداري
تعتبر حضارة البداري من أغني حضارات مصر في العصر الحجرى وأكثر تقدما من حضارة مرمدة بني سلامة على اساس انها تنتمي للعصر النحاسي ، وفي هذا العصر بدأ المصري يستخدم النحاس لصنع أدواته ، وأستخدم البداريون نفس الأدوات التي أستخدمها من سبقهم من أهل الحضر ، وقد عملوا من النحاس المثاقب و حبات الخرز والدبابيس .
وشملت حضارة البداري بعض النواحي الهامة كالزراعة والزينة والأثاث وتعتبر النقلة الأولي لحضارتي نقادة الأولي ونقادة الثانية وتضاهي حضارتي بابل وآشور بالعراق .
أهم ما يميز حضارة البداري
الزراعة حيث عرف أهلها الزراعة ورعي الأغنام وكانت حياتهم تعتمد على ذلك .
صناعة الفخار والآثار التي خلفتها حضارة البداري تدل على تقدم عجيب في الصناعة فجودة الصناعة لا عيب فيها ولا غبار عليها خصوصا الفخار الاحمر والاحمر المنطفئ ذو العنق الأسود من تلك الأوعية والمواعين التي رقت صناعتها وأخذتها النار حتي استوت ورقت فكأنما هي في رقة الورق المقوي ، وتزينها بعض الزخارف و النقوش ، ويعد الفخار البدارى من أفخر أنواع الفخار فى مصر القديمة .
الزينة فأهل حضارة البداري كانوا قوماً يحبون التزين فتجد لديهم العقود والخواتم والأساور وأمشاط العاج وألوان من القماش المطرز والاكاليل لزينة الشعر وأحزمة لزينة الأنف والأقراط ، وذلك لم تقتصر على النساء فقط بل تزين بها الرجال أيضا .
تميزت حضارة البداري بظهور الفن التشكيلى حيث ترك البداريون مجموعة من التماثيل المصنوعة من الفخار والعاج والطين .
كمل تميزت المساكن بوجود بعض الأثاث فيها كالأسرة الخشبية ووسائد الجلد ، وظهر استخدام النحاس .
وقام اهالي حضارة البداري بدفن الموتى فى قبور بعيداً عن مساكنهم ، وعادات الدفن وعقائد الآخرة اتضحت في مقابرهم بشكل واضح وكانت المقبرة عبارة عن حفرة رملية ذات أركان ملفوفة ويكفن المتوفي فيها بلفائف من الجلد أو الكتان أو الحصير ويرقد علي جانبه الأيسر بحيث يتجه وجهه إلي الغرب وتوضع رأسه علي وسادة من القش أو الكتان وبعض الأواني بجانبه .
وتدل الاثار انهم كانوا يؤمنون بالبعث ( الحياة الثانية بعد الموت ) ويدفنون موتاهم مع حيواناتهم المحببة أو بعض التماثيل للحيوان كالقطط و الكلاب أو للطيور أو للنساء و كثير من الأواني .
حضارة دير تاسا
وهي قرية صغيرة على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز البداري - شمال قرية بداري بمحافظة أسيوط حاليا في صعيد مصر – وقد قامت حضارتها حوالي عام 4800 قبل الميلاد .
وقد تميزت حضارة دير تاسا بصناعة الفخار الأسود وكان فخارهم أرقى نسبيا من فخار أهل المناطق الأخرى التى عاصرتهم من حيث الشكل أو الزخارف .
عادات الدفن وعقائد الآخرة قد اتضحت في مقابرهم أكثر من المناطق الأخرى التى عاصرتهم ، وكانت المقبرة عبارة عن حفرة برميلية ذات أركان ملفوفة ويكفن المتوفي فيها بلفائف من الجلد - جلود الحيوانات - أو الكتان أو الحصير بما يتفق مع ثراء أهله وتوضع معه آنية أو أكثر من الفخار مع بعض الأدوات التي كان يستخدمها في حياته وبعض الحلي وأدوات الزينة ويرقد علي جانبه الأيسر في هيئة انثناء أو القرفصاء وكانوا يدفنون ناظرين تجاه جهة الغرب .
عثر في اثار حضارة دير تاسا على فؤوس وأقداح وكؤوس على هيئة الزهر وأدوات زينة تكاد تقتصر على خرزات من صدف او عظم او عاج ، وارجع بعض الباحثين والاثريين أن هذه الحضارة طور من أطوار حضارة البداري .
حضارة نقادة
هي إحدى مدن محافظة قنا الحالية وتقع علي شاطئ الغربي للنيل وتطل علي نهر النيل ، وتبعد نقادة عن مدينة قنا 31 كم جنوباً وعن الأقصر 25 كم شمالاً.
وعلى الجهة المقابلة لها من الضفة الشرقية للنيل إلى الشمال منها تقع مدينة قوص ، اسم (نقادة) مشتقة من اسم نجادة وتعني النجدة والانقاذ حيث كان القدماء المصريين يستغلونها في موسم فيضان النيل في دفن امتعتهم ، ثم حرفت بعد ذلك من "نجادة" الي "نقادة".
قسم الباحثون حضارتها إلي نقادة الأولى ونقادة الثانية ونقادة الثالثة وتمتاز حضارات نقادة بالتقدم الاقتصادي والفن .
حضارة نقادة الأولى أو العَمرة ( 3900 - 3650 قبل الميلاد )
وقد وجدت اثار هذه الحضارة في اكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الجندل الاول ، وهي ترتبط حضاريا بحضارة العَمرة ( جنوب شرق العرابة المدفونة بمركز البلينا بمحافظة سوهاج الحالية ) . فقد تميزت بوجود صلات تجارية مع الواحة الخارجة غربا والبحر الاحمر شرقا ووصلت الى الجندل الاول فى الجنوب .
كانت نقادة جبانة لاحدى المدن المصرية الهامة وهي مدينة "نوبت" ( قرية طوخ التابعة لمركز نقادة محافظة قنا حاليا ) والتي كانت مركزا لعبادة الإله ست .
عثر في جبانة نقادة على بعض الدبابيس وادوات اخرى صغيرة مصنوعة من النحاس ، أما عن مساكنهم فقد كانت بسيطة تشيد من اغصان الاشجار التي تكسى بالطين ، اما مقابرهم فقد كانت عبارة عن حفرة بيضاوية قليلة العمق ، وكان المتوفي يدفن في وضع القرفصاء ويلف احيانا بجلد ماعز ، وشهدت حضارة نقاده تحسن صناعة الأدوات الحجرية وتطور تقنيات حرق الفخار .
حضارة نقادة الثانية ( 3650 - 3300 قبل الميلاد )
تعد هي حضارة حضارة نقادة الثانية اوسع انتشارا وتقدما من الحضارة السابقة وقد وجدت اثار تدل عليها في نقادة نفسها ، وفي مواقع اخرى في الشمال ( في طرخان ، جرزة ، وابوصير الملق ) ، وفي الجنوب ( في بلاد النوبة ) في وادي السبوع ، عمدا ، عنيبة .
قادت نقادة الثانية الى وحدة البلاد بعد ذلك فى العصور التاريخية حيث نجد تعميقا للصلات التجارية السابقة ، وكذلك بعض المناوشات بين الجنوب والشمال وقد ظهرت فى هذه الفترة أول ارهاصات للرسوم الجدارية فى الكوم الاحمر قرب مدينة ادفو عام 3500 قبل الميلاد ، وظهر الفخار الملون برسوم مراكب واشكال الانسان والحيوان والطير .
وتميزت حضارة نقادة الثانية انها ارست قواعد الحضارة الزراعية وبأنها خطت خطوات واسعة في الصناعات الحجرية والمعدنية ، وتوسعت في استخدام النحاس في صناعة الادوات .
كما استخدمت بعض الخامات غير المحلية مثل اللازورد ، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذه الحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العَمرة ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى .
كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية ، وتطورت المساكن قياسا بمساكن اهل نقادة الاولى ، وكانت مستطيلة وتبنى من الطوب اللبن .
اما عن المقابر فقد بدت هي الاخرى اكثر تطورا عن ذى قبل حيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بتكسيتها بالطمى أو البوص والحصير .
ثم عرفوا الطوب اللبن فبدؤا يدعمون به جدران القبور ولم يقتصر الامر في بعض المقابر على حجرة الدفن ، وانما الحقت في بعض الاحيان بحجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الاواني والاثاث الجنزي . أتبعت جبانات نقادة الثانية التقاليد السائدة فيما قبل الاسرات من دفن الموتى في الهيئة المثنية ، وكانوا يضعون مع الميت في قبره الطعم والشراب والمتاع ، وكانت هذه الحضارة الممهدة لوحدة الحضارة المصرية التي ظهرت على وجه الأرض .
نقادة الثالثة ( 3300 - 3050 قبل الميلاد )
يعود مصطلح ( عصر تكوين الأسرات ) إلي الفترة التي أعقبت عصر ماقبل الأسرات ، وذلك فيما بين عامي 3200 - 3000 قبل الميلاد ، وتتوافق مع الطور الأثري المعروف باسم ( نقادة الثالثة) Naqada III ، وتعرف تلك الفترة احيانا باسم الأسرة صفر ، أو عصر ماقبل الأسرات المتأخر .
تميز عصر تكوين الأسرات بميزتين أولهما أن ذلك العصر هو الذي بدأ فيه المصري مرحلة التوحيد السياسي ، ثانيهما أنه العصر الذي بدأت فيه عملية تدوين اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).
ويوجد دليل أثري قوي علي امتداد الوجود المصري في ذلك العصر إلي جنوب فلسطين ، فيما عرف بالمستعمرات أو المستودعات التجارية .
ظهرت الاقاليم المتحدة والتى قادت بعد ذلك الى وجود مملكتين احداهما فى الدلتا وعاصمتها بوتو وهى تل الفراعين بالقرب من مدينة دسوق الحالية والاخرى فى الجنوب وعاصمتها نخب وهى الكاب بالقرب من مدينة ادفو .
***********************