تحميل ومشاهدة فيلم شارع هوفلان فيديو يوتيوب الفيلم اللبنانيي Rue Huvelin
تحميل ومشاهدة فيلم شارع هوفلان فيديو يوتيوب الفيلم اللبنانيي Rue Huvelin
لم يقتصر النشاط الطلاّبي ضد الوجود السوري في لبنان، إبان سنوات عهد الوصاية، على "شارع هوفلان" في بيروت وحرم جامعة القديس يوسف الواقعة هناك، فجامعات أخرى ساهمت في هذه الحركة الطلابية؛ إلاّ أنّ لـ"Huvelin" رمزيّتها، هذا ما أكده كاتب ومنتج فيلم" شارع Huvelin" الذي بدأ عرضه منذ 17 نوفمبر. هكذا يختصر مارون نصار مضمون الفيلم الذي يروي تحرك طلاب الجامعة اليومي ضد الوصاية السورية في لبنان منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي.
منذ أن حطت الأحداث اللبنانية أوزارها في العام 1990، عادت الحركة الطلابية التي ميزت حياة الجامعة اللبنانية في فترة الستينات، تنشط من جديد. نواة تلك الحقبة، كانت قلّة من الطلاّب من مختلف المشارب والانتماءات الذين تمردوا على واقع الحال وفرضوا حراكا على الساحة السياسية حينها. وخلال تلك الحقبة برزت أسماء قيادية تمرست في العمل السياسي من خلال الحراك الطلابي واعتلت لاحقا مناصب قيادية وسياسية.
ومن أبرز تلك الأسماء الوزير والنائب عن الحزب الاشتراكي وائل أبو فاعور الذي أحرق العلم الإسرائيلي في حرم الجامعة الأمريكية في بيروت تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1996.
إحراق العلم الإسرائيلي واتهامه بحرق العلم الأمريكي، كلف أبو فاعور لاحقا إحجام السفارة الأمريكية عن منحه تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة لمرافقة رئيس الجمهورية اللبنانية في زيارة رسمية، كما قال لـ"العربية نت"، بعد أن أصبح نائباً في البرلمان اللبناني.
كذلك فإن شعار إنهاء ما كان يعرف "بالوصاية السورية على لبنان" لم يقتصر فقط على بعض النخب السياسية منفردة، بل كان شاركت فيه فئات أخرى من الشباب اللبناني، وبخاصة طلاب جامعة القديس يوسف - أو الجامعة اليسوعية - في شارع Huvelin" معقل الحراك السياسي الأكثر نشاطا بين الجامعات اللبنانية، كما يعرف في الأوساط الطلابية. إذ إن لهذه الجامعة موقعها الجغرافي وسط المدينة ولها بعد تاريخي منذ الخمسينات، يتجلى في النشاط الطلاّبي الذي وصل أحيانا الى حد المواجهات الدامية مع القوى الأمنية.
الجامعة اليسوعية
فيلم مارون نصار جاء تجسيدا لتلك الفترة التي انغمس هو شخصيا في طياتها داخل الجامعة اليسوعيّة بين عامي 1999 و2003؛ ما كان يعتبر في تلك الفترة أكثر من مجازفة.
النائب الحالي عن حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل كان من الذين اشتهروا في تلك الفترة باندفاعهم ورفضهم للأمر الواقع في جامعة القديس يوسف.
الجميل يوافق نصار على رمزية هذه الجامعة و يروي لـ" تجربة نضاله في هذه الفترة، إذ يعتبر الجميل أنه عاش أجمل أيام حياته في حرم الجامعة اليسوعية في هوفلان، على الرغم من أن نشاطه السياسي كان محفوفا بالمخاطر على وقع تهديدات القمع والتنكيل من قبل النظام الأمني السوري.
فرفع العلم اللبناني كان يزعج النظام الأمني آنذاك، فاقتيد مرة من قبل ذاك النظام الى مكان مجهول حيث أوقف لساعات وتعرض لضغط نفسي كبير، حسب تعبيره مضيفاُ "كنا في مكان غريب منفصل عن العالم الخارجي، و لم أكن أدري إن كنت حينها في سجن المزة في دمشق أو في لبنان".
"كنا نجتمع بشكل سري في المنازل وفي أحد المقاهي المتاخمة للجامعة لنخطط للتظاهرات، فندون خططنا على أوراق المطعم والمناديل الورقية لتتحول بذلك إلى مستندات لمسار نضالنا الطويل" هكذا يروي الجميل التحركات الليلية للعمل السياسي الطلابي آنذاك.
ويضيف أنه لم ير الفيلم بعد "لكنه بالتأكيد سيكون تجسيدا لواقع حال الشباب في هذه الفترة البغيضة من حياة الشباب اللبناني". ويضيف أن العمل الطلابي أساسي لتأسيس مستقبل لبنان، و"على الطلاب أن يبتكروا أفكارا ويستبسلوا لتحقيقها، فنضالنا كان أشبه بحلم فجر جديد وقد بزغ في ربيع 2005 ،" كما قال. وآسف لوضع الحركة الطلابية في لبنان اليوم التي خف نشاطها كثيرا في الآونة الأخيرة.
براعم للعرب
البروفسور في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف وليد قصير، وشقيق الصحافي الراحل سمير قصير الذي تردد اسمه مرارا في الفيلم كان أيضا ممن عاصروا تلك المرحلة.
إذ يرى في شخصية الممثلين الذين شاركوا في الفيلم تماهيا مع طلابه الذين عايشهم في تلك الفترة ويقول :"هم كانوا براعم ليس فقط لربيع لبنان بل للعرب".
ويضيف: "سمير قصير الذي اغتيل في ربيع عام 2006 كان الرابط بين أفكار الشباب والطبقة السياسية، أفكاره الشبابية المندفعة ساهمت في تحركهم في تلك الفترة" ويضيف "ربما لذلك قرروا النيل منه لكن لم يستطيعوا النيل من أفكاره بدليل استمرار مثولها أمام اللبنانيين من الجيل القديم والجيل الصاعد".
ويتذكر قصير كيف كان الطلاب يرافقون سمير الى الباب الخلفي للجامعة لحمايته لأن عناصر من جهاز المخابرات السورية كانت تتعقبه وتتربص به خارج الحرم الجامعي.
بكثير من الأسى يتحدث الدكتور قصير عن جو النقاش والحراك الطلابي الذي تغير كثيرا اليوم، حسب رأيه. اذ أصبح النقاش "انعكاساً داخل الجامعة للاصطفاف السياسي ومرآة له، أما في السابق فكان الطلاب هم الذين يفرضون إيقاع الحركة على السياسيين وليس العكس.
فيلم "شارع Huvelin" أراده القيمون عليه بمثابة تحيّة تؤرخ لتلك المرحلة، مرحلة التضحيات الطلابيّة منذ التسعينات وحتى العام 2005، "كي لا تذهب نضالاتهم هباءً، وكي لا ينساهم التاريخ".
"حرية"، "سيادة،" "استقلال" "التمرد على الواقع"، وغيرها من الشعارات ترددت في الفيلم، ربما ظن البعض أنها تحققت. إلا أن الفيلم نفسه اصطدم بواقع الحال اللبناني واضطر الى التخلي عن جزء من الحرية ويخضع الى مقص الرقابة في لبنان بينما يٌعرض كاملا في مهرجانات عالميّة، من دون حذف أو تغيير.