اقترب الوداع
تاهت الأيام بين سنين عمري
وضاعت أيامي بين سنوات الغربة
حملتني الأيام على بساط من أمل
تحمله الرياح على كفها
لتحلق بي بين ذكريات الماضي
و لغز الحاضر
وأمل المستقبل
في الماضي كنت أرى المستقبل ضباب يخفي الكثير تحته
وكنت أضع آمالا طوالا باكتشاف المستقبل
بروح يملؤها التفاؤل والشوق والحماس
وعندما كشف لي الزمن الواقع
وبدت لي صورة الحياة
وجدت سوادا وبياضا
ألغاز و متاهات
وجدت قوى أمواج عاتية
ألقت بكل قوتها علي بتساؤلات و استفهامات
لتحوّر أيامي الى فقدان هوية
و تحوّل أملي الى حيرة
بساط الامل الذي تدفعه رياح الحياة
ألقى بي هذه المرة في وطني
فرحا بلقاء كل من تاقت نفسي لرؤيته
سعيدا بلمسي لرمال أرضي الطاهره
ألهاني الزمن عن حقيقة الأيام
فجأة وجدت نفسي أراقب عقارب الساعة
و اترقب دقات الوقت
التي تعلن قريبا خلال أيام قلائل موعد الرحيل
كم كرهت موعد الفراق
سنوات الغربة الطويلة أذاقتني مرارة الفراق كثيرا
وهاهي الأيام تذيقني مرة أخرة مرارة الفراق
لا أعلم ما سبب فعلها
تنتزعني كل مرة من الوطن
وتنتشلني من أرض سعادتي
وتأخذني من لحظات المتعة مع الأحباب
و تسحبني بقوة من غرفتي الأزلية
في منزلي القديم ، منزل ذكرياتي
وتصر في كل مرة على الفراق
لكنها هذه المرة تختلف عن كل مرة
تتركني الآن على بساط أمل جديد
أمل حائر
وهوية ضائعة
وعقل ملبد بالتساؤلات
ومستقبل استبدل ضبابه بدخان
فانعدمت الرؤية
وعمي البصر
واصبح مصباح الهدى
البصيرة !