مقال هبوب الريح عن صبيح المصري ....وبقايا دوله

عن صبيح المصري ....وبقايا دوله

كتب – هبوب الريح

في كل خميس يشرف السيد صبيح المصري مطعم (الويسبرز) المشهور في الدوار الخامس ...ولأنه صبيح سيد البرجوازيه الاردنيه وسيد الدولار فلابد من ان تطارده العيون ونظرات الاعجاب ...ولابد أن يصطف سدنة المال الحرام لاستقباله ...وفي الغالب يشذ عن المشهد عقل بلتاجي فهو لم يبلغ حجم أرصدتهم بعد ولكنه المكلف بالوقوف على الباب واصطحاب المليونير وسؤاله عن (البراندي ) المفضل وبث رسائل اعجاب وثناء تؤكد أن صحته المليونير عال العال

وصبيح مؤخرا دخل (كار) السياسه من أوسع أبوابه ...ولكنه يحب الابتعاد عن الاضواء فهو يدير اللعبه من خلف الكواليس ولا يظهر في المشهد أبدا هو يرسل بالونات اختبار ومجسات ...تقيس ردات الفعل فقط ...وأول تلك الاختبارات كان المقال الموبوء الذي أقترفه جهاد الخازن فالكل يدرك أن هذا (الصغير) المشهود له ...بالتفاهة كمرض وليس صفه ..هو ربيب ووليد مدرسة (ابو الصبح) ...فلقد تبناه واغدق عليه ووظفه في اتجاهات تخدم مخططاته وميوله ..فصبيح أحترف (البزنس) في الخليج وهناك تعلم كيف يؤثر الدولار في مدارس الاعلام التي تبتدأ النهج الثوري والنضال سلوكا وينتهي بها المطاف في لندن حضنا .....هناك تعلم أيضا كيف يطوع القلم ويقوم بتوظيفه لخدمة رأس المال وأحيانا لخدمة ميول وشهوات وأطماع

الوحيد الذي انتبه لمالهم هو المرحوم ياسر عرفات ..فحين أرادوا في فترة ما أختراق الحاله الفلسطينيه الثوريه عبر دولاراتهم أوقفهم فقد كان يؤمن أن البندقية مسار والدولار مسار أخر ...وقد حذر ياسر عرفات من نفوذهم على الساحة الأردنيه وكان يخاف دوما من أن يصل الفلسطيني لحالة يستبدل فيها البندقية بالدولار وهذا ما حدث وما سنشرحه

كان ياسر عرفات – رحمه الله – يؤمن ايمانا مطلقا بأن منظمة التحرير الفلسطينيه هي ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ولايجوز أن يعلوا صوت أي نظام عربي فوق صوتها ...بالمقابل فقد كان رأس المال الفلسطيني يرفض تلك المعادلة تماما ...ويؤمن ان المال الفلسطيني يجب أن يكون له حضور في التمثيل الفلسطيني لابل أضحى سفير الأنظمة العربيه في بعض الاحيان لفرض سطوتها على القرار الفلسطيني تماما مثل نموذج الحريري في لبنان الذي تحول من راس مال ألى لاعب في المعادله السياسية وبدعم خليجي

صبيح كان يؤمن بهذا الأمر وكان يرسم لنفسه وعبر طاهر المصري صورة رفيق الحريري الاردنيه ....وكان يريد أن يدير المشهد بذهنيته ولكن ثمة معيقات للحاله أهمها المجتمع العشائري وبنية الدوله المبنيه على أعلام تعبوي عروبي قومي ...ناهيك عن القوى الشرق أردنيه الموجوده في مؤسسات الدوله ...ولهذا فأن صبيح يؤمن بأن صنع طاهر المصري كحاله مشابهه لرفيق الحريري ..لابد أن يكون له تمهيد متمثل بتفتيت الهويه الشرق أردنيه وتذويبها ..ولهذا حين طلب من جهاد الخازن أن يكتب مقاله الموبوء وبغض النظر عن الثمن المدفوع كان الامر مجرد بالون أختبار يبث لمعرفة ردة فعل الأردني ...وحين كتب أيضا عريب الرنتاوي نفس المقال الذي كتبه جهاد الخازن ولكن بتغيير بسيط في اللغه كان صبيح خلف المشهد تماما ..ويريد أرسال بالون اختبار اخر لمعرفة ردة فعل الشرق أردني

صبيح هو أول من دخل الى القرار السياسي وهو أول من دعم مخطط باسم عوض الله وهو من زج بطاهر المصري في أتون اللعبه والأهم أنه استطاع عبر استثماراته ولقاءاته أن يساهم في تغيير هوية الدوله من وريثة لمشروع ثورة عربية كبرى الى دولة تبحث عن الاستثمار ومعالجة جيوب الفقر والبطاله ..وهو ايضا مهندس مشروع العقبه الأقتصاديه وهو فوق كل ذلك صاحب بصمة خفيه في التعينات التي لا تبدأ بأمانة العاصمه ولا تنتهي باعلى درجات القرار

صبيح يريد أن يكون رفيق الحريري الأردني ...والسؤال الذي نود طرحه هنا هل يدير هذا الرجل المشهد بتفكير ذاتي أم أنه يملك ادوات ....بالطبع هو يملك أدوات داخليه وخارجيه فهو دائم التواجد في لندن وقد رتب له جهاد الخازن مجموعه من اللقاءات السريه مع عرب الداخل ومع متنورين أسرائيلين ومع فلسطينين من الضفه ....وهو أيضا الراعي الرسمي لرأس المال الفلسطيني وهو الذي يوجهه في مسارات سياسيه ..وهو أيضا الأب الشرعي للحبر الفلسطيني

ودعوني هنا أطرح سؤالا مهما وهو لماذا تتهافت بعض الأقلام على طاهر المصري مؤخرا وتقدمه بصورة المنقذ والوحدوي ...وفي ذات الوقت تهاجم نفس الأقلام الشرق أردني وتتهمه بأبشع الأوصاف ...انها نعومة راس المال في توزيع الأدوار ورسم المشهد ...أنها أرادة صبيح في تفتيت بنية وهوية الشرق اردني ...وبالتالي تمهيد الساحه لأقامة وطن فلسطيني على انقاذ أو ركام الهوية الأردنيه ومن ثم الاطلال على العالم من عمان وبصوت مقدسي

رأس المال دائما يختبيء خلف مسميات العداله والمواطنه وهناك من يقاتلون بالنيابة عنه وهناك من يكتبون افكاره ...ولهذا فأن قراءة مقال عريب الرنتاوي الاخير في اطاره الصحفي فقط يتعتبر ضيق افق بل يجب قرائته في اطار سلوك رأس المال الفلسطيني وقراءة الأندفاع اتجاه

طاهر المصري من بعض الأقلام مدفوعة الثمن في اطار المقال العابر يعتبر ضربا من ضروب الغباء بل يجب قراءته في أطار مشروع خفي يديره ويخططه صبيح ...مالقادم؟ القادم هو أخلاء الساحه الأردنيه من أي رمز سياسي أو عشائري وأعتبار طاهر المصري هو المنقذ ومن ثم أطلاق يده في القرار السياسي تماما مثل مشهد الحريري في لبنان وبعد ذلك اقامة وطن تحت مسميات العداله والمساواه والحق المنقوص ...وتحت هذه المسميات ذاتها يتم شطب هوية دوله تماما ....لا بل دفنها

أسرائيل في لحظات قوتها تتحالف مع رأس المال والنفط يعشق رأس المال وأمريكا بحد ذاتها دولة قامت على رأس المال ...وفلسطين بعد ياسر عرفات تقاسمت حماس جزءا من حضورها ورأس المال هو الاخر يبحث عن حصته ...ونحن في المشهد ضحيه ....لسنا سوى معبر لاموال صبيح ومستقر لأستثماراته وسنكون قريبا مشروع بحث قابل لتحقيق احلامه

قريبا جدا سيشد الاردني رحاله ألى طاهر المصري كي يبحث عن منقذ وطاهر هو الاخر تورط في اللعبه ولا يختلف عن عريب أو جهاد الخازن في كونه أداه لتنفيذ مشروع ...او نموذج لتطبيق خطه

وفي النهايه سيعود صبيح لمطعم الويسبرز وسيشرب البراندي لن يكون عقل بلتاجي وحده هو الموجود بل ثلة من السياسين الشرق أردنيين يرجونه أن يبقيهم على الخارطه أو أن يعطيهم جزءا من كعكة الأحلام

سيرين صبيح المصري

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]