حقيقة تحالف السلفيين و"الفلول" بالإسكندرية
تصاعدت حدة الاتهامات الموجهة إلى حزب النور السلفي بالتحالف مع عدد من أعضاء الحزب الوطني "المُنحل" الذين يسمون في مصر "الفلول"، المرشحين في انتخابات مجلس الشعب، وبخاصة في جولة الإعادة على المقاعد الفردية بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر، لكن حزب النور نفى الاتهامات واعتبرها محاولة لتشويه صورته.
وكان عدد من مواقع الإنترنت بث مقاطع فيديو، تحت عنوان "تحالف حزب النور مع طارق طلعت مصطفى مرشح الفلول" تضمن مقطعاً لعدد من السلفيين يدعمون عضو الحزب الوطني المنحل والمرشح عن دائرة المنتزه بالإسكندرية طارق طلعت مصطفى، شقيق هشام طلعت مصطفى، عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني والمسجون حاليا بتهم الفساد والتحريض على القتل.
ويظهر في الفيديو -الذي انتشر بشكل كبير على موقع فيسبوك- عدد من السلفيين يقفون أمام إحدى اللجان بالإسكندرية ويطالبون الناخبين باختيار طارق طلعت مصطفى في الفردي، وقائمة حزب النور في القوائم.
وأكد مراقبون للعملية الانتخابية في الإسكندرية تحالف السلفيين بالإسكندرية مع مصطفى لمواجهة المستشار محمود الخضري نائب رئيس محكمة النقض وأحد قيادات ثورة 25 يناير، في مقابل دعم مصطفى لمرشح حزب النور الذي يدخل جولة الإعادة في مواجهة مرشح حزب الحرية والعدالة بالدائرة نفسها.
"
أحد الناخبين قال للجزيرة نت إنه انتخب مرشح حزب النور وطارق طلعت مصطفى، بعد تزكيته من قيادات في حزب النور والدعوة السلفية
"
اتهامات وتحالفات
واتهم مركز الشهاب لحقوق الإنسان، وحملة "رقابة بدون تمويل"، و"عالم واحد"، مصطفى بتوزيع "رشا انتخابية"، وعمل "دعاية انتخابية" في أوقات الصمت الانتخابي أمام لجان الاقتراع، والتأثير على الناخبين بطرق غير شرعية.
وقال خلف بيومي إن التحالف بين حزب النور وطارق طلعت مصطفى لم يقتصر على الدائرة الثانية فقط، بل تم رصد أنصار الفريقين يوزعون دعاية انتخابية مشتركة بالدائرة الأولى لصالح مرشح حزب النور على مقعد الفئات بدائرة المنتزه، الذي يواجه مرشح الحرية والعدالة.
وأضاف أحد الناخبين للجزيرة نت أنه انتخب مصطفى المغني مرشح حزب النور وطارق طلعت مصطفى، بعد تزكيته من قيادات في حزب النور والدعوة السلفية، نافياً حصوله على أموال مقابل هذا الاختيار، الذي وصفه بأنه الأفضل خلال الفترة المقبلة.
ومن جهته اعتبر عصام عبد المنعم ممثل حزب الكرامة في الإسكندرية أن تحالف حزب النور السلفي مع طارق طلعت مصطفى عار على الإسكندرية، وسيجعل النور يخسر الكثير من أرضيته في الشارع الإسكندري، لأن طارق أحد قيادات الحزب الذي أفسد الحياة السياسية وسرق ممتلكات البلاد.
وطالب عبد المنعم حزب النور بالكف عن تأييد طارق طلعت مصطفى في الانتخابات البرلمانية والوقوف ضد المستشار الخضيرى صاحب المواقف الواضحة في مواجهة جبروت النظام البائد، حيث إن الشعب السكندري واع ومدرك لكافة الأحوال.
بكار قال إنها شائعات كاذبة تحاول التأثير على شعبية حزب النور لتشويه صورته (الجزيرة)
النور ينفي
وبدوره لفت أمين حزب الوسط في الإسكندرية حازم محسن إلى رفض الشارع الإسكندري والقوى السياسية بالمحافظة تسلل أي من فلول الحزب الوطني المنحل إلى البرلمان المقبل، بعد مشاركتهم في تزوير إرادة الشعب وإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية طوال السنوات الماضية.
واعتبر محسن فوز أي مرشح "للفلول" خطرا على الثورة ومكافأةً للمفسدين، مضيفاً أن الشعب المصري يريد النائب الذي تكون له مواقف سياسية، وليس الذي يصل بأمواله وشراء الأصوات.
ومن جانبه، نفى المتحدث الإعلامي باسم حزب النور نادر بكار دعم حزبه لأي مرشح له علاقات سابقة بالنظام السابق الذي أسقطه الشعب في ثورة يناير، وقال إنها شائعات كاذبة تحاول التأثير على شعبية حزبه لتشويه صورته، خاصة بعد تحقيقه نتائج جيدة في المرحلة الأولى من الانتخابات.
وأضاف بكار أصدرنا بيانا رسميا لتأكيد عدم دعم طارق طلعت مصطفى، مؤكدا أن قيام بعض الأفراد من التيار السلفي الذين يعملون في شركات طارق مصطفى بالتصويت لصالحه لا يعني أن حزب النور يدعمه ضد المستشار