الافلام الاردنية التي تمثل الاردن في مهرجان دبي السينمائي 8
الافلام الاردنية التي تمثل الاردن في مهرجان دبي السينمائي 8
أربعة نجوم أردنية تزين سماء الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي
عمان- تزين سماء الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي، التي تنطلق فعالياتها بعد غد الأربعاء، أربعة أفلام أردنية، في أوسع مشاركة للمملكة في تاريخ المهرجانات السينمائية العربية.
وتمثل الأفلام طموح جيل جديد من الشباب الأردني وتطور صناعة الأفلام محليا، وهذه الأفلام هي: "سبع ساعات فرق" لديمة عمرو، و"الجمعة الأخيرة" ليحيى العبدالله، و"عمو نشأت" للمخرج أصيل منصور، و"عبور" للمخرجين محمد الحشكي وثريا حمدا.
وتحمل الأفلام مضامين وتفاصيل مختلفة؛ منها ما يهتم بالهموم الإنسانية، ومنها ما يعنى بالشؤون الحقوقية، في إطار من الدراما والرومانسية؛ إذ يبرز فيلم ديمة عمرو التي تشارك بفيلمها الروائي الأول "سبع ساعات فرق"، المستمد من فرق التوقيت بين الأردن ونيويورك؛ حيث يتطرق لعلاقة حب تربط فتاة عربية بشاب أميركي مسلم.
وتظهر تفاصيل الفيلم من خلال الاختلاف الثقافي والحضاري بين بطلي القصة التي تجمع بين داليا (رندة كرادشة)، وجيسون (طارق بشارة)، فيدور بينهما صراع نفسي وثقافي، تبرز فيه الاختلافات بين الثقافتين، والتحديات لإيجاد حل لمشكلتهما والتغلب على المصاعب التي تحول دون أن يجتمعا.
واعتبرت المخرجة عمرو، في تصريح إلى "الغد"، مشاركتها في المهرجان ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، إنجازا ونصرا بحد ذاته، لأنها المحاولة الإخراجية الأولى لها بعد تخرجها من معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية؛ حيث أنتجت الفيلم بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام ضمن برنامجها التدريبي للأفلام الروائية الطويلة، الذي يهدف إلى تشجيع صناعة الأفلام وتطوير الإنتاج السينمائي الأردني.
وتشارك في الفيلم أيضا الممثلة السورية ليلى عربي بدور صديقة (داليا)، والفنان غسان المشيني بدور الأب، والفنانة قمر الصفدي بدور الخالة، ومنال سحيمات بدور شقيقة داليا الكبرى، التي شاركت سابقا في فيلم "مدن ترانزيت" للمخرج محمد الحشكي، وإياس يونس بدور (فيصل)، فيما أشرف على إنتاج الفيلم؛ كارلا دعيبس وميرفت اكسوي.
كما يشارك الفيلم الروائي الأردني "الجمعة الأخيرة" لمخرجه يحيى العبدالله، ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية؛ حيث سبق أن نال الفيلم أربع جوائز في الدورة الـ59 من مهرجان سان سيباستيان السينمائي في إسبانيا، ما ساعده على تحويل الفيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج إلى نسخة سينمائية 35 ملم، بالإضافة إلى ترجمته، كما فاز الفيلم نفسه بمنحة "إنجازا" في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وتدور أحداث الفيلم حول رجل يعيش أيام حياته الأخيرة، ويتوق لتحقيق جزء من أحلامه مع تفادي الاصطدام بالتقاليد الاجتماعية، وذلك عندما يعلمه طبيب القلب عن مدى خطورة وضعه الصحي، وينصحه أن يمضي ذلك اليوم في راحة كاملة إلى حين موعد العملية؛ حيث يعد ذلك الميعاد في قناعة المريض أنه آخر يوم له على قيد الحياة، قبل أن يأخذ في إعادة طرح أسئلة تتعلق بذاته وعائلته والناس المحيطين به، وإن كان باستطاعته التمتع براحته وتحقيق بعض من أحلامه المؤجلة.
والفيلم من بطولة نادرة عمران ولارا صوالحة ونبيل كوني وفادي عريضة والزميلة تغريد الرشق، والدور الرئيسي فيه للممثل الفلسطيني علي سليمان، فيما شارك في إنتاجه كل من المنتجين رولا ناصر ومجد حجاوي.
أما في مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة، فيشارك فيلم "عبور" للمخرجين محمد الحشكي وثريا حمدا، ضمن 15 فيلما عربيا مشاركا، ترصد الواقع المعاصر المعاش في المجتمعات العربية.
ويحكي الفيلم ذو الـ23 دقيقة، قصة الطفل "ليث" الذي اعتاد على سلوك طريق مختصر من المدرسة، مارا بمقبرة مجاورة، وهو ما يثير خيال الطفل للتفكير بأمور وجودية عميقة؛ كالموت والحياة والعلاقات الإنسانية بوجهة نظر طفولية.
ويأتي الفيلم، الذي شارك الحشكي في إخراجه، بعد نيل فيلم "مدن ترانزيت" جائزة النقاد في مهرجان دبي السينمائي العام الماضي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في "FIPRESCI".
أما الفيلم الرابع المشارك في مهرجان دبي، فهو الفيلم الوثائقي "عمو نشأت"، وذلك ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، لمخرجه أصيل منصور، الذي انتهى مؤخرا من تصوير فيلمه الروائي الأول "على مد البصر"، من إنتاج مؤسسة شاشات.
واعتبر منصور مشاركته في المهرجان خطوة مهمة في مسيرته الفنية، وخصوصا أن الفيلم يتتبع رحلة يخوضها بنفسه حول عمه "نشأت"، الذي استشهد خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، ليقوم بسلسلة من المقابلات مع مقاتلين كانوا أصدقاء لعمه الراحل، إلى جانب زيارة للمستشفيات ومراجعة لوثائق مختلفة، ليتوصل في نهاية المطاف إلى حقائق مؤلمة؛ مثل تعلق والده بأخيه "نشأت".
وكانت سمو الأميرة ريم علي علقت، في تصريح سابق إلى "الغد"، على زخم الإنتاج السينمائي المحلي خلال العامين الماضيين، مؤكدة أن هذا الزخم يضع صناعة الأفلام المحلية على الطريق الصحيح، مقارنة مع التاريخ المبنية عليه، فهي كانت متقطعة لأعوام مضت، بسبب الدعم والأوضاع الاقتصادية إلى جانب الإنتاج التلفزيوني.
وقالت "إنه في ظل الإمكانات الشبابية التي تقودها الكوادر المحلية المؤهلة، يظهر جليا أننا على المسار الصحيح، خصوصا أن العديد من الأفلام التي أنتجت سجلت حضورا دوليا واعترافا بموهبة صانعيها، وسيتطور الأداء وإن كان بطيئا، ولكنه إنجاز حقيقي، ويبشر بمستقبل مليء بالعطاء والإنجازات المقبلة".
من جانبها، اعتبرت المستشارة الإعلامية والثقافية في الهيئة الملكية، ندى دوماني، أن هذه المشاركة تمثل نقلة نوعية وكمية في المشاركة الأردنية في المهرجانات الدولية، مبينة أن المشاركة الأردنية كانت قليلة، فيما اليوم ومن خلال البرامج التعليمية المختلفة التي تركز على تطوير وتشجيع صناع الأفلام الأردنيين، باتت لدينا مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية والوثائقية، التي أنتجها مخرجون شباب يحملهم الطموح والشغف في هذا المجال ليقدموا أعمالا متنوعة أثبتت وجودها على الساحة العالمية.
ويذكر أنه على هامش مهرجان "دبي"، يشارك عدد من كتاب السيناريو والمخرجين في "ملتقى دبي السينمائي"؛ حيث يعرض المشاركون أعمالهم ومشاريعهم للحصول على تمويل، ومنهم المخرج محمود المساد عن فيلمه "إن شاء الله استفدت"، والمخرجة كاتيا ومارك مارديني من الأردن، ومحمد الزيان من مصر، وفايزة أنبة من السعودية، وكريم بن صلاح من الجزائر بفيلم "عين الشيطان"، فيما يشارك من ورشة راوي من محرري النصوص السينمائية نادية عليوات وناجي أبو نوار.
نجاحات أردنية في "دبي السينمائي"
- في العام 2007 وفي الدورة الرابعة من المهرجان، نال الممثل الأردني نديم صوالحة جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "كابتن أبو الرائد"، فيما نال الفيلم جائزة الجمهور.
- "مدن ترانزيت" العام 2010، للمخرج محمد الحشكي، نال جائزتين في الدورة السابعة للمهرجان هما؛ جائزة النقاد في مهرجان دبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في FIPRESCI.
- الفيلم الوثائقي "هذه صورتي وأنا ميت" 2010 للمخرج محمود المساد، نال جائزة المهر العربي لأفضل فيلم وثائقي.