«إن ما يقتل مشاعر الناس ليس الرعب الذي يطل برأسه في كل مكان، ولا الخوف من مواجهته. الأمر أكبر من ذلك، فالناس يدركون أنهم يعيشون في مجتمع يعاني سكرات الموت، إن لم يكن قد أدركه الموت بالفعل، إنهم يكفرون بالعواطف، لأنهم يعرفون أن الغاية من وراء العواطف هي السلطة والمال والمتاع الزائل. وهم يعملون، ويزدرون ما يعملون، فيخبو وهج أرواحهم ... ويحبون، ولكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن حبهم ليس حبًّا خالصًا، أو هو بعض حب، فيصيرون أجسادًا بلا أرواح.» – آنا وولف في «الدفتر الذهبي». «كانت المرأتان وحيدتين بمسكنهما في لندن.» بهذه الكلمات تستهل دوريس ليسينج — الحاصلة على جائزة نوبل في الآداب لعام ٢٠٠٧ — أشهر رواياتها. نشرت هذه الرواية في عام ١٩٦٢م، وتعد الآن واحدة من الروائع الأدبية في القرن العشرين، تتناول الرواية حياة آنا وولف، وهي كاتبة تعيش هي وابنتها معا، وتقومان من آن لآخر بتأجير إحدى الغرف ليس بغرض البحث عن مصدر للدخل وإنما سيرًا على عادات المجتمع. كانت آنا تعاني فترة من نضوب القريحة عقب النجاح الهائل الذي حظيت به روايتها الأولى عن جماعة من الشيوعيين في أفريقيا إبان الاستعمار، وتسعى باحثة عن طريقة للجمع بين الطبائع المتناقضة التي تمزق شخصيتها وتجعل حياتها عذابًا مقيمًا لا يحتمل، وتقرر آنا «خوفًا من الوقوع في حالة من الضياع والتشتت ... خوفًا من الانهيار» أن تحتفظ بأربعة دفاتر، تستخدم كلًّا منها في تسجيل أحد عناصر حياتها: الأسود لتجاربها بأفريقيا، والأحمر لشئون السياسة الراهنة، والأصفر تكتب فيه رواية خيالية هي بطلتها، والأزرق لأحداث حياتها اليومية. وإذ تتأمل حياتها من هذه الزوايا المتباينة، وتستعرض تجاربها، وتقيس ردود فعلها؛ تستطيع آنا آخر الأمر أن تجمع شتات نفسها وتعبر عن ذاتها في دفتر واحد، وتستطيع كذلك أن تتقبل انعتاقها من وهم الشيوعية، وأن تتعافى من آلام الصدمة العاطفية والخيانة الزوجية، وأن تتعايش مع الاضطرابات التي تتسم بها علاقات الصداقة والعلاقات العائلية.
Princess
موضوع: رد: الدفتر الذهبي دوريس ليسينج 5/12/2011, 19:58