وجعي... وجعُ أمتي
بقلم : عمر قديسات
وجعي ليس ككل الأوجاع !!
أنه وجع أمتي!!
وجع يمتد بين الضلوع من المحيط الى الخليج يفرش الرمال رمالاً من مآقي عيونٍ أدماعها الضياع، ويغطي الوهاد والهضاب ألما من ظلم القريب قبل البعيد، ويرسم ظلال نخيل العرب والمآذن مائلةً كأنحدار الحاضر .
أنه وجع أمتي!!
وجع الأنين في ليلٍ طال وطال كأن لا فجر له، وأضنت النفوس تباريح القهر نسجت عتمته والمصفدين بالأغلال وراء قضبان الصمت .... أو الموت، والجهات كلها أطّت من ظلمٍ وفساد حتى الزيتون طأطأ غصنه والساق.
أنه وجع أمتي!!
وجع صراخات الصخرة والأقصى ولا رجع صدى، وغزة هاشم خرقوا الأرض أنفاقاً بحثاً عن رغيف خبز وحبة دواء، والبغاث يستنسرون في كل فلسطين،... وبغداد الرشيد غاصت بأوحال دجلة والفرات، وبساطير داست بطون الأرامل واليتامى، وسجن ( أبو غريب ) فاحت رائحة عفنه حتى زكمت أنوف السجانين.
انه وجع أمتي!!
وجع جراحاتٍ تنزف دماً يلون أرض عمر المختار والشام واليمن السعيد بلون الحرية، ويرسم على الجدران وجه صِبْيَة معصوبة أعينهم ينتظرون الأمل القادم وصبايا مقصوصة الظفائر تاهت الطريق،... وتغني قصائد من قطّعت ألسنتهم والحناجر .
أنه وجع أمتي!!
وجع المحروقين في تونس الخضراء مشاعلاً للحرية،... ودماء شهداء أم الدنيا لون مياه النيل بالغضب يفجر قاهرة المعز بركان عزٍ وفخار ،... والسودان الكبير تقطع أوصاله قطعةً قطعة ليسهل هضمه.
انه وجع امتي!!
وجع الهياكل العضمية في صومال العرب ودمائهم تغلف موزهم لذةً لغيرهم،.... وأسراب الجراد تزحف على بلاد شنقيط تبحث عن بقايا فقرهم،... ومراكب الهجرة من مراكش تطعم السمك لحوم أبنائها وبلد المليون شهيد رفعوا راية الدم والفقر والغدر يشرب نفطهم،.... ولبنان يحترب أهلها،....وجزر القمر أبعد عنا من القمر .
انه وجع امتي!!
وجع جزيرة العرب... التي لم تعد للعرب.
انه وجع امتي!!
وجع جعل العقبة عقبة وجبال عمان ودياناً وحوران لم تعد تنتج قمحاً، ونهر الأردن جفت منابعه وتمنهج الفساد في العروق .
وجع أردني يحمل كل أوجاع أمته فوق أوجاعه.
وجع يمتد بين الضلوع من المحيط الى الخليج أنه وجع أمتي.