النساء اكثر قدره على فهم نظرات العيون
حتى وقت قريب، كان يتم إرجاع الاختلاف فى أسلوب تفكير وسلوك كل من الذكور والإناث إلى العوامل التربوية، حيث يقوم الوالدان بتنشئة أولادهما بناء على مفاهيم اجتماعية وموروثات حضارية، تحدد ما ينبغى أن يكون عليه كل من أبنائنا وبناتنا، إلا أن العلم الحديث أرجع هذه الاختلافات إلى التكوين الخلقى فى مخ الرجل عن المرأة، وهذا أصبح قاسما مشتركا فى تصرفات كلا الجنسين، حيث تؤول معظم السلوكيات إلى الفوارق فى تشكيل “المخ” الأنثوى عن الذكورى، وهذا ما يؤكده الدكتور عمرو شريف أستاذ الجراحة بكلية الطب بجامعة عين شمس
ويطرح الدكتور عمرو حقيقة مهمة توضح أن النساء أكثر قدرة من الرجال على حل شفرة تعبيرات الوجه ونظرات العيون، وكذلك نبرات الصوت وحركات الجسد التى تمكن النساء من معرفة مشاعر الآخرين من “خوف، قلق، حزن، تردد، وغير ذلك من انفعالات”، حيث إن النساء يدركن أشياء لا يدركها الرجال، وهو ما تعارف عليه لدى العامة بالقدرة الحدسية. هذه القدرة ليست مجرد شعور غامض ليس له أساس عصبى عضوى، بل إن العلم الحديث أثبت وجود نشاط كبير فى منطقتين من مناطق المخ عند السيدات عنه فى الرجال، وهذا يجعل قدرة النساء تفوق الرجال فى هذا الأمر، ويتمتعن بهذه القدرة التى تجعلهن يقرأن الآخر أسرع وبشكل منطقى سليم.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أجمع العلماء على أن الاختلاف بين المخ الأنثوى والذكورى أكسب المرأة قدرات لغوية متميزة عن الرجل، حيث إن الدوائر العصبية المسئولة عن التواصل والحوار تكون أكثر تأصلا وثباتا فى المخ الأنثوى، لذا يمثل الحوار بالنسبة للمرأة وسيلة للتعاطف ولإقامة وتدعيم العلاقات الاجتماعية، وليس مجرد أداة لتبادل المعلومات.
ويوضح الدكتور عمرو أن هناك تأثيراً متبادلاً بين التميز الأنثوى اللغوى، وبين الطبيعة التعاطفية لمخ الإناث، فالتواصل عن طريق اللغة، يكسب الإنسان خبرات اجتماعية كثيرة لها تأثير إيجابى على التعاطف، كذلك فإن التعاطف يستدعى تواصلا أفضل مما ينشط الملكات اللغوية.
ورغم هذه الخصائص المميزة للإناث نتيجة تكوين “مخهن” إلا أنهن لم يفلتن من شبح الاكتئاب، حيث أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة من الرجال “بمقدار الضعف” بالإصابة بالأمراض النفسية وتحديدا الاكتئاب، وذلك نتيجة للضغوط العصبية، كما أنهن أكثر عرضة “بمقدار 4 مرات” للإصابة بالتوترات النفسية الشديدة