فيلم عن مدرسة إسرائيلية تساعد في إعادة تأهيل أطفال اللاجئين

إنها بوتقة انصهار للاجئين... فهي معهد تعليمي وملاذ آمن ونقطة اطلاق لبداية جديدة... تحاول مدرسة بياليك روجوزين في جنوب تل أبيب أن تكتب نهاية سعيدة لتجارب ومحن أطفال مهاجرين فروا من بلاد ابتليت بمجاعات وحروب وحملات إبادة جماعية.
يسجل الفيلم الوثائقي القصير (لا غرباء بعد الآن) الفائز بجائزة أوسكار قصة أكثر من 800 تلميذ من 48 بلدا يعملون لبناء حياة أفضل.
وقالت كارين جودمان منتجة الفيلم التي اشتركت أيضا في إخراجه مع كيرك ياسمون "مدرسة بياليك معجزة. معجزة لأنك عندما تدخلها تشعر بأن العالم كله يجب أن يكون هكذا. إذا كان الأطفال يستطيعون أن يفعلوا ذلك لم لا نستطيع نحن. ترى أطفالا من كل أنحاء العالم جاءوا من أسوأ ظروف يمكن أن تتخيلها ولكنك ترى وجوها باسمة تتعايش فيما بينها وتتعلم وسعيدة بوجودها هناك."
لكن سايمون أقر بصعوبة الاستماع إلى قصص معظم هؤلاء الأطفال ومنهم محمد الذي يبلغ من العمر 16 عاما والذي رأى والده وجدته يقتلان في دارفور واضطر للتظاهر بالموت وسط بركة من الدماء قبل أن ينطلق في رحلة استمرت ثلاث سنوات من أفريقيا إلى إسرائيل طلبا للجوء.وقال سايمون لرويترز "تلك ظروف مضطربة".
وأضاف "ثم تجد عاملين يرحبون وينشئون.. تعليميا بطبيعة الحال.. ويقدمون كل الاحتياجات النفسية الأخرى التي تتماشى مع ذلك. ثم تدرك أن المعلمين المجيدين والتلاميذ الراغبين يمكن بحق أن تصبح لديهم القوة لتغيير العالم".
ويقول المخرجان إن محمد الذي لم يلتحق بأي مدرسة قبل بياليك أصبح يتحدث اللغة العبرية بطلاقة ويسعى لنيل درجة جامعية في الهندسة.واكتشف جودمان وسايمون خلال توثيق حياة تلاميذ من أنحاء العالم أن ثمة خطرا يهدد أطفال المدرسة هو احتمال ترحيل بعضهم لأن شروط الحصول على الجنسية الإسرائيلية لا تتوفر فيهم.
وقال سايمون "هناك في إسرائيل من يريد ترحيلهم لأنهم يريدون أن تقتصر المدرسة على من يحملون الجنسية بصورة مشروعة وهذه قضية أعتقد أن كثيرا من الدول الغربية يواجهها. لدينا هذه القضية بالتأكيد في الولايات المتحدة وهي قضية قوية جدا في إسرائيل."لكنه ذكر أن ترجيل التلاميذ أرجيء بعد النجاح الذي حققه الفيلم والشهرة التي نالها.
وقال سايمون عن رؤيته كأمريكي يعيش في نيويورك في الطريقة التي تصور بها إسرائيل في وسائل الإعلام "إذا كانت إسرائيل تحتل عناوين الأخبار فذلك بسبب الصراع. وهذا فيلم يسلط الضوء على العمل الشاق الذي يؤديه المعلمون في تل أبيب وعلى إخلاصهم وتسليط الضوء على هذه القصة المفعمة بالأمل أمر مفيد."وتبدا إتش.بي.أو عرض فيم (لا غرباء بعد اليوم) يوم الخماس من ديسمبر .