هذا الكتاب يدور على مدخل و ستة أبواب , لتقدم للقارىء ( ملامح تطور الفكر العلمى عند المسلمين ) .و أن الحضارة الحديثة بأصولها و قوانينها و مكاسبها الكبيرة فى كشف آفاق العلم و المدنية و التكنولوجيا المعاصرة , ليست إلا نتيجة مباشرة لحضارتنا العلمية , و من ثم يجب أن ندرس هذا التاريخ العلمى , لأن فيه دراسة للعقيدة الإسلامية , و دراسة التاريخ الإسلامى , و دراسة النماذج الإنسانية .
و يذهب بعض الدارسين الى أن العصر العباسى هو بداية عصر النهضة و العلم عند العرب , لأنه فتح الباب على مصراعيه , فوصل التطور العلمى إلى الذروة .فهذا العصر يعد عصر النقل و الترجمة و التأليف و الابتكار .
و قد أدرك أبناء أوروبا فى العصور الوسطى فضل المعاهد الإسلامية , خاصة جامعة القرويين , و جامعة قرطبة , و بالرم فى صقلية , فقد كانت هذه الجامعات كعبة القصاد من جميع أنحاء العالم .و يشير الكتاب إلى أن بداية عصر الترجمة كان فى العصر الأموى , بعد أن عظم أختلاط العرب بغيرهم من البلاد التى حكموها من فرس و روم و أقباط و سريان , و كانت أول ترجمة ذات طابع علمى وقعت فى الإسلام , كانت على يد خالد بن يزيد بن معاوية .
و قد ساهم بقوة عبد الملك بن مروان فى وضع لبنه قوية فى علوم النقل و الترجمة , و اهتم بترجمة الدواوين إلى العربية و دواوين الشام و دواوين العراق .
و كان للعرب فضل فى وضع مبادىء علم الحساب و الجبر و الهندسة , لأنه
م استطاعوا أن يستخدموا ما لديهم من اقتباسات من علوم الهنود فى اأرقام و الحساب , و أسسوا علم الفلك .
و بالنسبة لعلوم الطبيعة فأن العرب أخذوا بعض النظريات عن اليونان و فهموها جيدا و طبقوها على حالات كثيرة مختلفة , ثم إن إنشأوا نظريات جديدة و بحوث مبتكرة .و من أشهر مؤلفين هذه النظريات هو الحسن بن الهيثم , صاحب نظريات الانعكاس و الإنكسار و ظاهرة قوس قزح و شرح زاوية الرؤية .
و كان لجابر بن حيان فضل فى تأسيس علم الكيمياء عند المسلمين , و هو عميد العلماء الكيميائيين بلا منازع .
و يذكر الكتاب أنجازات العرب فى الطب و الجغرافيا و التاريخ و الأحياء .و كيف كان للعرب الفضل فى خروج أوربا من عصر الجهل و الظلام التى كانت تعيشه , و أن العرب هم أساس كل العلوم , و أن أوربا أكملت ما أسسه أجدادنا العرب , و لكنهم أنكروا و جحدوا بفضل المسلمين فى كثير من العلوم .