يرجع الفضل لجاليليو في إطلاع العالم على أهم جانبين من جوانب العلم الحديث؛ مناهجه البحثية ومعيار الصدق، وذلك لأنه كان أول شخصية هامة تدافع عن حق العالم في إجراء أبحاثه عن طريق المشاهدة والتجربة دون أن يتأثر باعتبارات بعيدة عن العلم مثل السياسة واللاهوت. هاجم جاليليو أدعياء العلم في عصره، ووجه كتاباته لعامة الناس من معاصريه، وكانت مساندته لعلم الكون عند كوبرنيكس في مواجهة المعارضة الشديدة للكنيسة، واختراعه للتليسكوب، ومراقبته لظواهر مثل المذنبات والبقع الشمسية، وآراؤه غير التقليدية كواحد من فلاسفة العلم؛ كانت كلها اهتمامات محورية في حياته العلمية، وموضوعات لأربعة من أهم مؤلفاته. تظهر هذه الموضوعات في هذه الترجمات الجديدة المحكمة لستيلمان دريك، مع مقال تمهيدي يفسرها في ضوء التاريخ وسيرة حياة الكاتب.
عن المؤلف ولد جاليليو جاليلي عام ١٥٦٤ وتوفي عام ١٦٤٢، وهو فيلسوف إيطالي وعالم في الفيزياء والرياضيات والفلك قام بدور كبير في الثورة العلمية. ومن بين إنجازاته إدخال تحسينات على التليسكوب، وما ترتب عليه من أرصاد فلكية، وتأييد نظرية كوبرنيكوس. وُصِف جاليليو بأنه «مؤسس علم الأرصاد الفلكية الحديث»، و«مؤسس الفيزياء الحديثة»، و«مؤسس العلوم»، و«مؤسس العلم الحديث». وقال عنه ستيفن هوكينج: «لعل جاليليو هو صاحب الفضل — أكثر من سواه — في ميلاد العلم الحديث.»