السؤال:
السلام عليكم هل بوسعكم إخباري رجاء بما إذا كان يجوز قراءة سور من القرآن بصوت مرتفع أثناء تغسيل الطفل؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
تجوز قراءة القرآن أثناء تغسيل الطفل، إلا أن يكون تغسيله في الخلاء " أي: المكان المعد لقضاء الحاجة " فيحرم، سواء كان بصوت منخفض أو مرتفع ؛ لأن القرآن كلام الله فوجب تعظيمه وتشريفه.
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ما حكم قراءة القرآن في الحمام؟
فأجاب: لا يجوز قراءة القرآن في الحمام؛ لأنه محل قضاء الحاجة، أما محلات الوضوء أي: محلات التمسح فلا يضر قراءة القرآن ، لكن في محل قضاء الحاجة - وهو الحش - لا يجوز " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/31) .
أما إذا كان تغسيل الطفل في غير محل قضاء الحاجة فلا بأس بقراءة القرآن أثناء تغسيله ولو كان ذلك حال إزالة النجاسة ؛ لعدم ما يدل على منعه . والأولى ترك قراءة القرآن على تلك الحال ؛ لأن المطلوب من قارئ القرآن أن يكون مرتلاً متدبراً وهو المقصود الأعظم من قراءة القرآن .
قال النووي رحمه الله : " فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر والخضوع فهو المطلوب والمقصود , وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب ، قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) وقال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ) والأحاديث فيه كثيرة .." انتهى من " شرح المهذب " (2/190) .
وقال أيضاً رحمه الله: " لا تكره القراءة في الطريق ماراً إذا لم يلته " انتهى من "شرح المهذب" (2/189) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ".. وقراءة القرآن يقصد بها مع التعبد لله عز وجل فهم معانيه ليتمكن الإنسان من العمل به ، ومن أجل هذا أنزل هذا القرآن المبارك قال الله تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) ص/29 ، وإذا كان كذلك فإنه ينبغي للإنسان الذي يقرأ القرآن أن يستحضر ما يقرأ ويتدبر معناه ، وأن لا يشغل قلبه وجوارحه بغيره لا بأعمال البيت ولا بأعمال أخرى ، وإذا كان الله تعالى أمر من سمع القرآن أن يستمع له وينصت حتى يحضر قلبه ويتدبر ما يسمع فإن القارئ من باب أولى .. " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .
والله أعلم