السؤال :
لقد سألت أسئلة عديدة ، فأجبتم عليها مشكورين، وبفضل تلك الإجابات استطعت أن احل مشاكلي . أنا امرأة متزوجة من رجل مسلم منذ 14 عاماً، ولم أعتنق الإسلام إلا في الآونة الأخيرة ، لم يكن لأحد من الخلق فضل عليّ في اعتناق الإسلام ، فقد بحثت عن ذلك إلى أن وصلت إلى قناعة تامة بأن الإسلام هو دين الحق. سؤالي بخصوص زوجي الذي يشرب الخمر ولا يصلي إلا في رمضان ؛ لقد نصحته ووبخته ولمته واستخدمت شتى أنواع الطرق، حتى قبل أن أعتنق الإسلام، لقد كنت دائماً ما أحثه على الالتزام بالدين ، وأن يربي أبناءه تربية إسلامية، ولكن دونما فائدة . والآن أريد أن أعرف حكم بقائي معه، هل هو حرام أم لا؟ لأني حسب ما أعلم أن من لا يصلي فهو في حكم الكافر. كما أنه ينوي أن يتزوج امرأة أخرى، وهو الأمر الذي لا أعارضه لعلمي أن ذلك حق كفله له الشرع، لكن يظهر هنا نفس التساؤل الذي طرحته، كيف سيكون حكم زواجه بامرأة مسلمة؟! وما واجبي في هذه الحالة، هل أخبرها بحالة وما هو عليه، من باب إبراء الذمة؟! في الحقيقة هي امرأة مسلمة ولكنها على علاقة محرمة معه منذ ما يقارب عشر سنين، وقد كنت أتساهل في الأمر قبل أن أعتنق الإسلام، أما الآن وقد أسلمت وعلمت حرمة مثل هذه العلاقة فأصبحت أنا من يحث على أن تكون العلاقة شرعية عن طريق الزواج خير من بقائها على ما هي عليه.. لكن لا أدري كيف سيكون حكم زواج كهذا..! فما رأيكم؟
الحمد لله
أولا :
نحمد الله أن هداك ووفقك للإسلام ، ومن عليك بالفهم الصحيح ، والعقل الراجح ، ونسأله لك المزيد من فضله ، وأن يهدي زوجك ويرده إلى الهدى والصواب .
ثانيا :
تارك الصلاة الذي يتركها جحودا وإنكارا ، كافر باتفاق العلماء ، وتاركها كسلا وتهاونا كافر على الصحيح من أقوالهم ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (5208)
وإذا كان زوجك لا يصلي إلا في رمضان ، لم يحل لك البقاء معه حتى يتوب ويصلي ويرجع إلى دينه .
فيلزمك الامتناع منه حتى يصلي ، فإن تاب وأناب فالحمد لله ، وإن أصر على ترك الصلاة حتى انقضت عدتك ، فقد حصلت البينونة بينك وبينه ، ولا تحلين له إلا بعقد جديد بشرط أن يتوب ويعود إلى الإسلام .
والعدة : ثلاث حيضات لمن تحيض ، أو ثلاثة أشهر لمن لا تحيض .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (18/ 235) فيما يتعلق بزوج لا يصلي إلا في رمضان : " ... وإذا كان زوجك خورشيد لا يصلي -كما ذكرت- إلا في رمضان فإنه يكون بذلك كافرا على الصحيح من قولي العلماء وإن لم يجحد وجوب الصلاة؛ لقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: « بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة » أخرجه مسلم في (صحيحه) قوله -صلى الله عليه وسلم-: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر » (1) أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن الأربع بإسناد صحيح والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وبناء على ذلك فإنه يلزمك الامتناع منه والمطالبة بفراقه والرفع إلى المحكمة لإعطائك وثيقة بذلك. وبالله التوفيق " انتهى .
ثالثا :
لا يحل لزوجك أن يتزوج من امرأة أخرى ، حتى يصلي ، ولا يصح عقده مع ترك الصلاة ، ويلزمك نصح من أراد الزواج منها وبيان حاله لئلا تغتر به .
والله أعلم .