أسس الإسلام ضوابط الحصانة الذاتية للفرد و المجتمع . فجعل الله سبحانه وتعالى مراقبته من أعلى المنازل و أجلها. وبين سبحانه مجموعة من صفاته إذا استشعرها المسلم علم أن الله مطلع عليه. يرى مكانه ويسمع كلامه يعلم حركاته وسكناته لا تخفى عليه خافية
فهو سبحانه وتعالى السميع العليم البصير
" ألم ترى أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى و لا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة أن الله بكل شيء عليم" المجادلة الآية 7
وهذا المعنى الجليل
مراقبة الله سبحانه و تعالى في السر والعلن . هو الضابط الرئيس في الحصانة الذاتية
فالمسلم المراقب لله تعالى يستشعر هذا المعنى في كل وقت و في كل حين أمام الناس . في معاملاته و في خلواته
" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون " يوسف الآية 23
فمع كل تلك المغريات إلا أن يوسف عليه السلام صمد صمود الجبال وكانت حصانته الذاتية لنفسه خير معين بعد توفيق الله تعالى
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (( شاب نشأ في عبادة ربه ))
سئل بعض السلف بم يستعين الرجل على غض بصره عن المحظورات؟
قال (( بعلمه أن رؤية الله تعالى سابقة على نظره لذلك ))
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم (( أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ))
والمعنى
أن العبد يخشى الله سرا وعلانية . ظاهرا وباطنا.