ثقيف اسم قبيلة عربية في مدينة الطائف في جزيرة العرب تقيم منذ ما قبل الإسلام والى اليوم في مدينة الطائف وما حول الطائف ب المملكه العربيه السعوديه وهي قبيلة كبيرة ذات ماضٍ عريق وشريف. وينتسب إليها عدد من الصحابة والفاتحين والولاة في عصر الفتوحات العربيه الإسلامية.
النسبأجمع العلماء أن نسب ثقيف من قيس عيلان اي من القبائل القيسية العدنانيه وهذا القول ذكره الحافظ بن عبد البر في الانباه على قبائل الرواة وذكره ابن الأثير في الكامل فثقيف اسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفه بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان فهم من قبائل هوازن وهوازن يجمعها ثلاث أجداد وكلها لبكر بن هوازن وهم :-
1 - بنو سعد بن بكر
2- بنو معاوية بن بكر
3- بنو منبه بن بكر وهو ثقيف
وربما وجدنا أن ثقيف أصبحت مستقلة بالذكر عن شتى قبائل هوازن، فيقال ثقيف وهوازان وهذا لمدى ما بلغتة من قوة وكثرة.
وسأل عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف عن نسب ثقيف وهل هم من أياد فقال الحجاج معاذ الله يا أمير المؤمنين نحن من قيس ثابتة أصولنا باسقة فروعنا يعرف ذلك قومنا وقد قال شاعرنا :
وإنا معشر من جذم قيس فنسبتهم ونسبتنا سواء
همو آباءنا وبنوا علينا كما بنيت على الأرض السماء
إذا نسب ثقيف يرجع إلى هوازن وهذا الرأي هو جل رأي المورخين والنسابة كما ذكرنا سابقا وهناك شواهد تدل على هذا الرأي منه مثلا حرب الفجار الثانية التي كانت بعد عام الفيل بعشرين سنة نرى قيس عيلان قد جمعت كل جموعها وكانت معها ثقيف ضد قريش وحلفائها بل كانت قيادة قيس عيلان في حرب الفجار إلى مسعود بن معتب الثقفي وكانت تقيف رأس قبائلها. وفي معركة حنين سنة 8هـ وقفت ثقيف مع هوازن ضد الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تسنى لقيس عيلان أن تضم إليها ثقيف إذا لم تنتسب إليها فعلا ؟ هل جمعتهم الأحلاف ؟ إن النص يشير إلى قيس عيلان قد جمعت كل جموعها وكانت ثقيف من ضمن هذه الجموع فثقيف تنتسب إلى هوازن ومن قبائل قيس عيلان المشهورة سليم وباهله وعدوان وغطفان وهوازن وعامر بن صعصعه وثقيف.
أيضا ورد عن المغيرة بن شعبة أنه قال (أما نحن فنحن من بكر بن هوازن) أورده المبرد في الكامل.
الحالـة الاقتصاديةالطائف بالإضافة إلى أهميتها فهي مدينة زراعية والزراعة كانت تعتبر الحرفة الأولى لثقيف وساعد اعتدال الجو وجودة التربة ووفرة المياه إلى قيام نشاط زراعي واسع فاشتهرت ثقيف بزراعة الفواكه المتعددة وأهمها العنب والرمان وغبرها كذلك عرفت ثقيف الصناعة بالأخص صناعة الجلود والدباغة والتجارة والحدادة. بالإضافة إلى التجارة التي نشطت بين أبناء القبيلة حيث أصبحوا يريدونَ بلاد فارس وبلاد الروم في رحلات عديدة لغرض التجارة، ومنها القصة الشهيرة لغيلان بن سلمة في وفادتة على كسرى لغرض التجارة. وبذلك كونت ثقيف إحدى أول التجمعات الحضارية في التاريخ العربي، حيث إعتمدت على مكونات الحضارة الأساسية الصناعة والتجارة والزراعة بالإضافة لتربية المواشي والرعي الشيء الأساسي في ذلك الوقت. هذة الأوضاع الاقتصادية جعلت من ثقيف أرغد العرب عيشاً كما وصفهم ياقوت، وأصبحت أعظم القبائل العربية التي يضرب بها المثل في القوة والسيادة ودخلت في المنافسة مع قريش في مكة في شتى المجالات. يقول أبوطالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم مادحا قومه في حماية الكعبة مستشهداً بقدرة ثقيف على رد الأعداء :
حمينا بيتنا من كل شرٍ كما احتمت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم فحالت دون ذلكم السيوف
الطائف وثقيفترتبط ثقيف والطائف ارتباطاً وثيقاً حتى يخيل للبعض أنه إذا قيل ثقيف كان يقصد بها الطائف وبالعكس فالعلاقة صميمةٌ بينهما. ويروي ابن الأثير في الكامل قال (كانت أرض الطائف قديماً لعدوان بن عمرو بن قيس ين عيلان بن مضر فلما كثر بنو عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن غلبوهم على الطائف بعد قتال شديد وكان بنو عامر يصيفون بالطائف ويشتون بأرض نجد).
ويروي البكري في معجمه وياقوت في معجم البلدان أن ثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن لما رحل عن وادي القرى إلى وج والتي سميت بعد ذلك بالطائف قابل رئيسها عامر بن الظرب العدواني وطلب منه تزويجه من ابنة له فولدت له ثلاثة أولاد هم عوف وجشم ودارس ثم ماتت فتزوج بأختها وتكاثر أولاد قسي (ثقيف) واشتدت شوكتهم بالطائف وكثرت عمارة وج ورمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم من القبائل وغزوهم فاستغاثوا بأبناء عمومتهم بني عامر فلم يغيثوهم فأجمعوا على بناء حائط يكون حصناً لهم ولأرضهم سموه الطائف لإطافته بهم وقد جاء بنو عامر كما تعودوا ليأخذوا نصيبهم من إنتاج الأرض فامتنعت ثقيف عن إعطائهم شيء وجرت بين الطرفين معارك كانت الغلبة فيها لثقيف وتفردوا بالطائف والسيادة عليه وأصبحت ثقيف من أعظم القبائل العربية التي يضربُ بها المثل في قوتها وثرواتها ومنعه أرضها وقد عرف سيد من سادات العرب هذا الكلام فقال عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طالب بن عبد المطلب :.
حمينا بيتنا من كل شرٍ كما احتمت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم فحالت دون ذلكم السيوف
ويقول شاعر ثقيف الكبير [[أُميه بن أبي الصلت بن أبي ربيعه الثقفي]] :
نحن بنينا طائفاً حصيناً يقارع الأبطال عن بنينا
وبذلك يتضح أن بناة الطائف هم ثقيف وهم بنوا السور الذي إشتق منه اسمها.
القريتينلما بلغت الطائف وثقيف هذا القدر من الأهمية أصبح هناك تنافس وتقارب مع مكة وقريش، حيث أصبح هناك ارتباط كبير بين القريتين والقبيلتين لما لهم من مكانة في نفوس العرب، قال تعالى (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) فقد حاء في تفسير ابن كثير وَقَالُوا " أَيْ كَالْمُعْتَرِضِينَ عَلَى الَّذِي أَنْزَلَهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ " لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآن عَلَى رَجُل مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم " أَيْ هَلَّا كَانَ إِنْزَال هَذَا الْقُرْآن عَلَى رَجُل عَظِيم كَبِير فِي أَعْيُنهمْ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ ؟ يَعْنُونَ مَكَّة وَالطَّائِف قَالَهُ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَعِكْرِمَة وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَابْن زَيْد وَقَدْ ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْهُمْ أَنَّهُمْ أَرَادُوا بِذَلِكَ الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة وَعُرْوَة بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ. ويقصد بها أن العرب كانت تقول لو نزل القران على رجل من مكة من قريش وأخر من الطائف من ثقيف لتبعناه.
أهم أحاديث الرسول عليه السلام في ثقيفعن جابر بن عبد الله الانصاري قال في حرب الطائف (قالوا : يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. فقال : (اللهم اهد ثقيف) رواه الترمذي في كتابه سنن الترمذي.
أن أعرابيا أهدى لـ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات فتسخطه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا (ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي )رواه الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال (أهدى رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ناقة من إبله التي كانوا أصابوا بالغابة فعوضه منها بعض العوض فتسخطها فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول( إن رجالا من العرب يهدي أحدهم الهدية فأعوضه منها بقدر ما عندي ثم يتسخطه فيظل يتسخط فيه علي وأيم الله لا أقبل بعد مقامي هذا من رجل من العرب هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي) رواه الترمذي
موقف ثقيف من الإسلامتميز موقف ثقيف قبل فتح مكة بالعداء للدولة الإسلامية وصاحبها صلى الله عليه وسلم فقد كانت ثقيف تقف بجانب قريش ضد الدعوة الإسلامية فرفضت دعوته صلى الله عليه وسلم عندما عرض عليهم عند زيارته الأولى لمدينة الطائف والتي جاءت بعد هجرة أصحابه من المسلمين إلى الحبشة وبعد وفاة زوجته خديجة ا وعمه أبو طالب فرغم هذه الزيارة والمشقة التي عانى منها إلا أنه لم يلق قبولا من ثقيف ولا حول ولا قوة إلا بالله.
معركة حنين بعد أن من الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بفتح مكة كان هذا ضربة شديدة وقاضية للوثنية في الجزيرة فكانت ثقيف أن شعرت بأن الخطر يداهما فحشدت الجموع هي وهوازن في حنين لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم فخرجت ثقيف وهوازن إلى حنين لملاقاة الرسول صلى الله عليه وسلم في شوال سنة 8 هـ فخرجت هوازن وعليهم مالك من عوف وكان خروج ثقيف بقيادة قارب بن الأسود على الأحلاف وذو الخمار سبيع بن الحارث على بني مالك ووقعت المعركة العظيمة وانتصر فيها المسلمون وقتل من بني مالك من ثقيف أكثر من 100 قتيل ولم يقتل من الأحلاف إلا اثنان وفر المنهزمون ودخلوا في حصون الطائف.... وخلاصة القول أن معركة حنين كانت بداية النهاية للمشركين في الحجاز وأن ثقيف اشتركت بفرعيها في المعركة لكن بني مالك استماتت في المعركة ضد المسلمين وهذا واضح من عدد قتلاهم بينما لم يكن اشتراك الأحلاف في المعركة فعليا.
صمم الرسول صلى الله عليه وسلم على ملاحقة ثقيف إلى الطائف وطلب من الطفيل بن عمرو الدوسي أن يستمد قومه ويلحق به بالطائف ونفذ الطفيل ما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم ولحق به مع 400 من قومه دوس وكانوا الوحيدين الذين يجيدون استخدام الدبابات والمنجنيق لقذف جدران الحصون في العرب- وقوم الطفيل بن عمرو الدوسي أول من أستخدم الدبابات والمنجنيق في الإسلام - بدأ حصار الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يفكر في طريقة أخرى فأشار عليه سلمان الفارسي باقتحام جدار المدينة وتهديمه فكان يوم (الشدخة) حيث دخل المسلمون تحت الدبابة وزحفوا بها إلى جدار المدينة فرمتهم ثقيف بالحديد المحمى بالنار فأحرقت الدبابة وخرج المسلمون من تحتها فانصب عليهم رجال ثقيف بالنبل فقتلوا منهم رجالا وأصابوا آخرين ورغم الرمي بالمنجنيق والهجوم بالدبابة إلا أن محاولة المسلمين الهجومية لم تنجح وبعد ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتقطيع أعناب ثقيف وكلف بذلك يعلى بن مرة الثقفي الذي أسلم قبل موته فلما رأت ثقيف مصدر ثروتها بدأ يطاله التدمير بل وأحد مواردهم الاقتصادية الهامة سئلوا الرسول أن يدعها لهم لله وللرحم الذي بينهم فقد كانت إحدى جدات الرسول صلى الله عليه وسلم لأمِّه من ثقيف، وهي الجدة الخامسة للرسول، وكان اسمها هند بنت يربوع الثقفية؛ فتركها صلى الله عليه وسلم لهم بعد كل هذه المحاولات قرر الرسول صلى الله عليه وسلم فك الحصار عن ثقيف والعودة إلى الجعرانة. بعد فك الحصار عن الطائف عاد صلى الله عليه وسلم إلى مكة وطلب منه رجل أن يدعو الله على ثقيف ولكن الرسول الكريم توجه إلى الله تعالى بالدعاء وقال اللهم اهد ثقيفا وات بها...
...الحكمة الإلهية من فك الحصار عن الطائف ....
والحقيقة أننا سعداء بعدم فتح الطائف، وفك الحصار عنها، ومن الممكن أن نستغرب هذا الكلام؛ لأن عدم فتح الطائف له فوائد من عدة أمور:
لو فتحت الطائف في هذه الظروف الصعبة، والقتال الشرس، والمطاردة لثقيف وهوزان ودار القتال في داخل الحصون، لقُتل فيها ما لا نتخيل، ولفقد الإسلام قوة هؤلاء جميعًا؛ لأن كل هؤلاء قد أسلموا بعد ذلك، ولو فتح المسلمون الطائف عَنْوةً لقُتلوا ولفقد الإسلام قوتهم، ولكان عاقبتهم النار، ولكان هذا أسوأ وأشد.
[عدل] إسلام وفد ثقيف رمضان سنة 9 هـكان في ثقيف من قبل قلة مسلمون وهم كانوا بالمدينة المنورة وأما الوفد بالطائف لم يسلموا حتى سنة 9 هــ كانت قصة وفد ثقيف على الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 9هـ، بعد مرجع الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تبوك. قصة إسلامهم: وقصة إسلامهم أن رئيسهم عروة بن مسعود الثقفي جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم ــ بعد مرجعه من غزوة الطائف في ذي العقدة سنة 8هـ قبل أن يصل إلى المدينة، فأسلم عروة، ورجع إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام- وهو يظن أنهم يطيعونه؛ لأنه كان سيداً مطاعاً في قومه، وكان أحب إليهم من أبكارهم- فلما دعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل من كل وجه حتى قتلوه، ثم أقاموا بعد قتله شهراً، ثم ائتمروا بينهم، ورؤوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب- الذين كانوا قد بايعوا وأسلموا- فأجمعوا أن يرسلوا رجلاً إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فكلموا عبد ياليل بن عمرو، وعرضوا عليه ذلك فأبى، وخاف أن يصنعوا به إذا رجع مثل ما صنعوا بعروة، وقال: لست فاعلاً حتى ترسلوا معي رجالاً، فبعثوا معه رجلين من الأحلاف وثلاثة من بني مالك، فصاروا ستة فيهم عثمان بن العاص الثقفي، وكان أحدثهم سناً فلما قدموا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ضرب عليهم قبة في ناحية المسجد، لكي يسمعوا القرآن، ويروا الناس إذ صلوا، ومكثوا يختلفون إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو يدعوهم إلى الإسلام، حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قضية صلح بينه وبين ثقيف، يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمور وأكل الربا، ويترك لهم طاغيتهم اللات، وأن يعفيهم من الصلاة، وألا يكسروا أصنامهم بأيديهم، فأبى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يقبل شيئاً من ذلك، فتشاوروا واستقر الرأي على الإسلام، فأسلموا، واشترطوا أن يتولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هدم اللات، وأن ثقيفاً لا يهدمونه بأيديهم أبداً؛ فقبل ذلك، وكتب لهم كتاباً، وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص الثقفي؛ لأنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم الدين والقرآن؛ وذلك أن الوفد كانوا كل يوم يغدون إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويخلفون عثمان بن أبي العاص في رحالهم، فإذا رجعوا وقالوا بالهاجرة عمد عثمان بن أبي العاص إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاستقرأه القرآن، وسأله عن الدين، وإذا وجده نائماً عمد إلى أبي بكر لنفس الغرض، وكان من أعظم الناس بركة لقومه في زمن الردة، فإن ثقيفاً لما عزمت على الردة قال لهم: يا معشر ثقيف كنتم أخر الناس إسلاماً، فلا تكونوا أول الناس ردة، فامتنعوا على الردة، وثبتوا على الإسلام.ورجع الوفد إلى قومه فكتمهم الحقيقة، وخوفهم بالحرب والقتال، وأظهر الحزن والكآبة، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سألهم الإسلام وترك الزنا والخمر والربا وغيرها وألا يقاتلهم، فأخذت ثقيفاً نخوة الجاهلية، فمكثوا يومين أو ثلاثة يريدون القتال، ثم ألقى الله في قلوبهم الرعب، وقالوا للوفد: ارجعوا إليه فأعطوه ما سأل، وحينئذٍ أبدى الوفد حقيقة الأمر، وأظهروا ما صالحوا عليه، فأسلمت ثقيف. وبعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رجالاً لهدم اللات، وأمر عليهم خالد بن الوليد، فقام المغيرة بن شعبة، فأخذ الكرزين أي الفأس وقال لأصحابه: ولله لأضحكنكم من ثقيف، فضرب الفأس، ثم سقط يركض، فارتج أهل الطائف، وقالوا: أبعد الله المغيرة، قتلته الربة، فوثب المغيرة فقال: قبحكم الله، وإنما هي لكاع حجارة ومدر، ثم ضرب الباب فكسره، ثم علا أعلى أسوارها، وعلا الرجال فهدموها وسووها بالأرض حتى حفروا أساسها، وأخرجوا حليها ولباسها، فبهتت ثقيف، ورجع خالد مع مفرزته إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم سلم بحليها وكسوتها، فقسمه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من يومه، وحمد الله على نصرة نبيه وإعزاز دينه.
[عدل] رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثقيفهذا نص كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف. قال أبو عبيد بن القاسم في كتاب الأموال صفحة 247 ووردت أيضاً هذه الوثيقة في كتاب الطائف (جغرافية وتاريخ) صفحة 53.
" عن عروة ابن الزبير قال هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف : بسم الله الرحمن الرحيم ــ هذا كتاب من محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف، كتب أن لهم ذمة الله الذي لا إله إلا هو، وذمة محمد ابن عبد الله النبي على ما كتب عليهم في هذه الصحيفة أن واديهم حرامٌ محرم لله كله : عضاهه وصيده وظلم فيه، وسرق فيه، أو إساءة. وثقيف أحق الناس به، ولا يعبر طائفهم ولا يدخله عليهم أحد من المسلمين يغلبهم عليه، وما شاءوا أحدثوا في طائفهم من بنيان أو سواه بوايدهم، لا يحشرون ولا يعشرون، ولا يستكرهون بمال ولا نفس، وهم أمة من المسلمين يتولجون ما شاءوا، وأين تولجوا ولجوا، وما كان لهم من أسير فهو لهم، هم أحق الناس به، حتى يفعلوا ما شاءوا وما كان لهم من دين في رهنٍ فبلغ أصله فإنه لواط "ربا" مبرأ من الله، وما كان في دينٍ في رهنٍ وراء عكاظ ــ فإنه يقضي إلى عكاظ برأسه، وما كان لثقيف من دينٍ في صحفهم اليوم الذي أسلموا عليه في الناس، فإنه لهم، وما كان لثقيف من وديعة في الناس, ومال، أو نفس غنمها موعدها، أو أضاعها إلا فإنها مؤداة. وما كان لثقيف من نفس غائبة أو مال فإن له من الأمن لشاهده، وما كان لهم من مال بلية، فإن له من الأمن مالهم بوج. وما كان لثقيف من حليف، أو تاجر فأسلم فإن له مثل قضية أمر ثقيف، وإن طعن طاعنٌ على ثقيف أو ظلمهم ظالم فإنه لا يطاع فيهم في مال ولا نفس وأن الرسول ينصرهم على من ظلمهم، والمؤمنين، ومن كرهوا أن يلج عليهم من الناس فإنه لا يلج عليهم، وأن السوق والبيع بأفنية البيوت، وأنه لا يؤمر عليهم إلا بعضهم على بعض : على بني مالك أميرهم وعلى الأحلاف أميرهم، وما سقت ثقيف من أعناب قريش فإن شطرها لمن سقاها وما كان لهم من دينٍ في رهنٍ لم يلط فإن وجد أهله قضاء قضوا وإن لم يجدوا فإنه إلى جمادى الأولى من كل عام قابل، فمن بلغ أجله فلم يقضه فلم يقضه فإنه فإنه قد لاطه وما كان لهم في الناس من دين فليس عليهم إلا رأسه، وما كان لهم من أسير باعه ربه، فإن له بيعه وما لم يبع فإن فيه ست قلائص
،، كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف ،،
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لثقيف يحفظ لهم مالهم وما هم عليه، ونص الكتاب عند ابن هشام والواقدي : (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي رسول الله إلى المؤمنين أن عضاه وج وصيدة لا يعضد من وجد يفعل شيئا من ذلك فانه يجلد وتنزع ثيابه فان تعدى ذلك يؤخذ فيبلغ به إلى النبي محمد وان هذا أمر النبي محمد رسول الله.)
وكتب خالد بن سعيد بأمر الرسول محمد بن عبد الله فلا يتعداه أحد فيظلم نفسه فيما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا نص آخر لكتاب الرسول صلى الله عليه وسلم لثقيف عن أبي عبيد القاسم بن سلام من كتاب الأموال.
،، كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف ،،
قال أبو عبيد القاسم بن سلام : حدثنا عثمان بن صالح عند عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف : (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لثقيف كتب أن لهم ذمة الله الذي لا إله إلا هو، وذمة محمد بن عبد الله النبي، على ما كتب عليهم في هذه الصحيفة أن واديهم حرام محرم لله، كله عضاهه وصيده وظلم فيه، وسرق فيه، ولا يدخله عليهم أحد من المسلمين يغلبهم عليه، وما شاءوا أحدثوا في طائفهم من بنيان أو سواه بواديهم، لا يحشرون ولا يعشرون، ولا يستكرهون بمال ولا نفس، وهم أمة من المسلمين يتولجون من المسلمين حيث ما شاءوا، واين تولجوا ولجوا، وما كان لهم من أسير فهو لهم هم أحق الناس به، حتى يفعلوا به ما شاءوا وما كان لهم من دين في رهن فبلغ أصله لواط مبرا من الله). وفي حديث يروى عن ابن إسحاق : فإنه لياط مبرأ من الله – وما كان من دين في رهن وراء في رهن وراء عكاظ فانه يقضي إلى عكاظ برأسه، وما كان لثقيف دين في رهن وراء عكاظ فانه يقضي إلى عكاظ برأسه، وما كان لثقيف دين في صفحهم الذي اسلموا عليه في الناس فانه لهم وما كان لثقيف من وديعة في الناس، ومال، أو نفس غنمها موعدها أو اضاعها إلا فإنها مؤداة. وما كان لثقيف من نفس غائبة أو مال فان له من الأمن، الشاهد هم وما كان لهم من مال بلية فان له من الأمن مالهم يوج، وما كان لثقيف من حليف أو تاجر فأسلم فإن له مثل قضية أمر ثقيف، وان طعن طاعن على ثقيف أو ظلمهم ظالم فإنه لا يطاع فيهم في مال ولا نفس وان الرسول ينصرهم على من ظلمهم والمؤمنون ومن كرهوا أن يلج عليهم من الناس فإنه لا يلج عليهم وان السوق والبيعة بأفنية البيوت، وأنه لا يؤمر عليهم إلا بعضهم على بعض : على بني مالك أميرهم وعلى الأحلاف أميرهم، وما سقت ثقيف من أعناب قريش فإن شطرها لمن سقاها وما كان لهم من دين في رهن لم يلط فإن وجد أهله قضوا، وإن لم يجدوا قضاء فإنه إلى جمادى الأولى من عام قابل، فمن بلغ أجله فلم يقضه فإنه قد لاطه وما كان لهم في الناس من دين فليس عليهم إلا على رأسه وما كان لهم من أسير باعه ربه، فإن له بيعة ومالهم يبع فإن فيه ستة قلائص نصفين.
ثم يورد ابن عبيد نصا آخر هو :
بسم الله الرحمن الرحيم (هذا كتاب من محمد النبي رسول الله إلى المؤمنين أن عضاه وج وصيدة لا يعضد ولا يقتل صيده، فمن وجد يفعل شيئا من ذلك فانه يجلد وتنزع ثيابه، ومن تعدى ذلك فإنه يؤخذ فيبلغ محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وان هذا من محمد النبي، وكتب خالد بن سعيد بأمر محمد بن عبد الله رسول الله فلا يتعداه أحد فيظلم نفسه فيما أمر به محمد رسول الله لثقيف، وشهد على نسخة هذه الصحيفة صحيفة رسول الله التي كتبت لثقيف– علي بن أبي طالب، وحسن بن علي، وحسين بن علي، وكتب نسختها لمكان الشهادة).
وجاء عند العجيمي والميورقي أن كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم لثقيف قد نهب في حرب الشريف قتادة بن ادريس لقبيلة الحمده في قرية لقيم التي احرق حصنها حاكم مكة آنذاك وفيه مشائخ ثقيف ومنهم حمدان الثقفي العوفي من عوف الأحلاف وذلك في 13 جمادى عام 613هـ.
مساهمة ثقيف ضد حركات الردةتذكر المصادر في أخبار الردة ومنها ابن الأثير والطبري (أنه لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أبو بكر جيش أسامه ارتدت كل قبيلة عامة وخاصة إلا قريشا وثقيفا). إذا من الثابت أن ثقيف أسلمت ولم ترتد عن الإسلام بل ساهمت واشتركت في حروب الردة بجانب المسلمين وساهمت بالقضاء على هذه الحركة على مستوى الأفراد وعلى مستوى القبيلة ككل ومن أمثلة المساهمة الثقفية في حروب الردة إرسال أبو بكر عثمان بن أبي العاص إلى جموع المرتدين من الأزد وبجيلة وخثعم يقودهم حميضة بن النعمان وعلى أهل الطائف عثمان بن ربيعة الثقفي والتقى الجمعان وبعد قتال هزمت جموع المرتدين كذلك ساهمت ثقيف مساهمة جماعية على مستوى القبيلة ضد ردة اليمن الثانية فاشتركت ثقيف في جيش المهاجربن أبي أمية والذي خرج لمحاربة المرتدين فخرج على أهل الطائف عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي فاستطاع هذا الجيش الإسلامي هزيمة المرتدين وفي ردة حضرموت وكندة ساهمت ثقيف بقائدها المغيرة بن شعبة وفي ردة البحرين استشهد من ثقيف حبيب بن أسيد بن جارية الثقفي في اليمامة وكذلك أخوه حيي بن جارية الثقفي وأبو صفية المهاجر وغيرهم. كذلك ممن ساهم من ثقيف ضد المرتدين مالك بن عمر والثقفي بعثه أبو بكر إلى مسيلمة الكذاب لنصحه وإقناعه ودعوته إلى الإسلام لكنه غضب فأراد قتله ولكنه هرب ولم يمكن فيه.
خلاصة القول إن ثقيف أسلمت متأخرة ولكنها لم ترتد مطلقا لا بل ساهمت مساهمة فعلية في حرب المرتدين وتثبيت دعائم الدولة الإسلامية.