بدأ المصريون في الخارج التصويت في الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى بمصر يوم الاثنين رغم الارتباك حول الإجراءات المعتمدة، في وقت طلب فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة من "المواطنين الشرفاء" الدعم للفصل بين قوات الأمن والمتظاهرين في ميدان التحرير الذي شهد هدوءا اليوم.
وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز إبراهيم إن التصويت بدأ في السفارات المصرية أمس الأربعاء وسيستمر حتى يوم السبت، وأوضح في مؤتمر صحفي بالقاهرة أن اللجنة أضافت بندا جديدا إلى القانون لتمكين المصريين في الخارج من الإدلاء بأصواتهم، وأكد أن العملية ستتم عبر البريد.
وبدأ المصريون في كندا والسعودية الإدلاء بأصواتهم، وقال أحمد الضبع -وهو خبير اقتصادي مصري مقيم في الكويت- إنه لم يعلم أن التصويت بدأ إلا عندما اتصل بالسفارة للسؤال عن إجراءات التصويت، وأشار إلى أن مسؤولا بالسفارة أوضح له أن الإجراءات لا تزال غير واضحة بالنسبة لهم، ولم يصلهم حتى الآن أي شيء عن الاستعدادات اللوجستية أو من سيكون مسؤولا عن استلام أظرفة الناخبين.
وتقول وسائل إعلام مصرية إن نحو ثمانية ملايين مصري يدرسون أو يعملون في الخارج، غالبيتهم يعملون في دول عربية أخرى.
وزارة الصحة أكدت مقتل 38 شخصا
جراء الأحداث الجارية (رويترز)
طلب دعم
من جانب آخر دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة "المواطنين الشرفاء" لتقديم العون في الفصل بين أبناء الشعب المصري الواحد من المتظاهرين وقوات الأمن من وزارة الداخلية.
وحث المجلس في رسالة تحمل الرقم 85 عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك مساء اليوم الخميس، على مشاركة قوات الجيش في تنفيذ مهام تأمين للمواطنين والمنشآت الحيوية وإتاحة الفرصة لإخلاء المصابين إلى المستشفيات للحد من تداعيات وتطورات الموقف.
وأشار إلى أن تطورات الموقف والمواجهة بين المتظاهرين ومن يندس بينهم، وقوات الأمن تهدِّد بتداعيات خطيرة.
وكان المجلس قد أصدر في وقت سابق اليوم رسالة أعرب فيها عن أسفه لسقوط "شهداء في أحداث ميدان التحرير" على مدى الأيام الماضية، والتزامه بالتحقيق السريع والحاسم لمحاكمة كل من تسبب في هذه الأحداث، وتقديم الرعاية المتكاملة لأسر شهداء الأحداث الأخيرة، وإقامة مستشفى عسكري ميداني متكامل بميدان التحرير لعلاج المصابين.
وفي سياق متصل قالت وزارة الصحة المصرية اليوم إن حصيلة القتلى الذين سقطوا خلال خمسة أيام من الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين قد ارتفعت إلى 38 قتيلا، منهم 33 شخصا في القاهرة.
وأضاف أن أربعة أشخاص قتلوا في مدينتي الإسكندرية والإسماعيلية الساحليتين وخامسا بمحافظة مرسى مطروح شمال غرب القاهرة.
دعوات لمليونية جديدة غدا بميدان التحرير (الفرنسية)
هدوء في التحرير
وسادت حالة من الهدوء التام ميدان التحرير صباح اليوم بعدما نجحت الجهود في تثبيت هدنة بين المحتجين الغاضبين وقوات الأمن في شارع محمد محمود قرب مقر وزارة الداخلية منذ ساعات الفجر.
وأقام الجيش المصري اليوم جدارا عازلا من الكتل الخرسانية على بعد نحو 200م من ميدان التحرير في شارع محمد محمود. وأقيم الجدار بارتفاع مترين أمام مكتبة الجامعة الأميركية في القاهرة.
ودعا النشطاء إلى مظاهرات حاشدة جديدة غدا الجمعة أطلقت عليها عدة أسماء منها: مليونية الفرصة الأخيرة، وجمعة الغضب الثانية، وجمعة تنحي المشير، في إشارة إلى رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي.
وكان عضو المجلس العسكري اللواء مختار الملا قد أكد في مؤتمر صحفي اليوم أن مشاورات تجري لتشكيل حكومة جديدة خلفا لوزارة عصام شرف التي قبل المجلس استقالتها الثلاثاء.
وقال "نجري منذ أول أمس الثلاثاء اتصالات ودراسات وتقييمات لاختيار رئيس الحكومة لتنفيذ المهمة الرئيسية وهي الانتخابات".
وأضاف "نأمل أن تشكل هذه الحكومة قبل بدء الانتخابات" التشريعية، مشددا على أنها ستجرى في موعدها المحدد اعتبارا من الاثنين المقبل.