سبب فاجعة حائل حفرة تقاذف المعنيون مسؤولية ردمها.
وإذ عزا مصدر في إدارة الطرق والنقل بالمنطقة التصادم إلى رغبة أحد السائقين
في تفادي حفرة في المسار القادم إلى قرية مريفق،
محاولاً تبرئة إدارته، كشف الرئيس السابق للمجلس البلدي في حائل هتاش الهمزاني أن المجلس أقر قبل 140 يوماً
توصية بتوسعة الطريق وصيانتها "لكن الأمانة لم تتحرك".
إلا أن الأمانة قابلت ذلك بالصمت أمس،
عبر مدير العلاقات العامة فيها بشير السميحان.
هكذا تفعل الطرق السيئة، تقتل ولا تدان.. وعلى أكتافها تتخضب الأرض بالدماء،
وما الطريق الذي سلكه أمس سائق باص قطع 220 كيلومترا برفقة 13 طالبة
متوجها إلى جامعة حائل إلا واحدا من الطرق التي أهملت،
لتتسبب في مقتل 12 طالبة
وسائقين لم يجدا لهما على الطريق المؤدي لقرية مريفق (20 كيلومترا جنوب حائل)
متسعا ليعبرا بسلام حينما التقيا فكان بالكاد يتسع لسيارتيهما،
فوقع ما خشياه وذهبا ومعهما 12 نفسا ضحية طريق ممتلئ بالحفر.
ورغم الاستنفار وإعلان حالة الطوارئ أمس في مستشفى الملك خالد بحائل إلا أن الموت كان حاضرا،
فخطف إحدى المصابات لتحلق بزميلاتها بعد أن أدخلت قسم العناية المركزة،
وبقيت الناجية الوحيدة تصارع جراحها لتحيا في قسم الجراحة
بمستشفى الملك خالد،
فيما نقلت جثث زميلاتها والسائقين إلى مستشفى حائل العام،
وبقيت كتبهن ومذكراتهن حبيسة بين أكوام حديد قضى عليهن،
ودفن في مقبرة صديان بعد أن صلي عليهن في مسجد برزان أمس.
وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي في بيان صحفي أمس،
أنه في الساعة السابعة والربع صباح أمس وقع حادث تصادم بين سيارتين،
الأولى "جيب صالون" بقيادة مواطن في العقد الثالث من العمر والثانية من نوع باص صغير بقيادة مواطن آخر "29 عاما"،
ترافقه 13 طالبة، وذلك جنوب قرية مريفق (10 كيلومترا جنوب حائل).
وأضاف الزنيدي أنه نجم عن الحادث وفاة 12 طالبة والسائقين،
وإصابة واحدة لاتزال بمستشفى الملك خالد،
إضافة إلى تلفيات شديدة بالسيارتين.
[IMG][/IMG]
<<حفر وتشققات في وسط الطريق ودورية أمن تغلق موقع الحادثة
طريق الفاجعة: الطريق الذي سلب أرواح 12 طالبة وسائقين،
لم يكن غائبا عن أعين المسؤولين قبل الحادثة،
وكان موضوع مطالبة تقدم بها أهالي قرية مريفق لترميم شارعهم الرئيس الذي وقع عليه الحادث،
ولكن- حسب تصريح نائب رئيس المجلس البلدي
السابق أحد شيوخ قبيلة الهمزان هتاش الهمزاني-
فقد رفضت البلدية إعادة ترميم الطريق،
واكتفت بوضع مطبات صناعية أمام المنازل في وسط القرية،
مؤكدا أن المكان الذي وقعت فيه حادثة الطالبات تحت نطاق إشراف البلدية.
الطريق الذي سلكه سائق الباص ليختصر المسافة وصولا لجامعة حائل،
يتفرع من طريق المدينة المنورة- حائل السريع،
ويمر بقرى قبيلة الهمزان ثم قرية مريفق.
<<حفرة قال مختصون انها سبب الحادث
ويقول عنه الهمزاني: الطريق أنشئ على نفقة قبيلة الهمزان عام 1420وتوليتُ آنذاك الإشراف عليه وتصميمه،
وتكلف أكثر من 10 ملايين ريال،
وهو متعرج وخطر لأنه يربط بين قرى عدة،
ومن يريد الاختصار في الوصول لمدينة حائل يسلكه رغم خطورته،
ومع أنه أصبح طريقا حيويا إلا أن أجزاء منه لا زالت بدائية ولم تخضع للتطوير،
ولا توجد به العلامات الخاصة بالطرق.
ويضيف الهمزاني: الحادثة مصاب جلل،
ونحن لا نعالج مصائبنا إلا بعد تكرارها،
وفي هذه الحادثة فجعتنا كارثة في يوم واحد.
وختم الهمزاني بالقول: حسبي الله على المتسبب،
ورحم الله المتوفيين والمتوفيات، وألهم ذويهم الصبر والسلوان