والمعركة التي تخوضها كاكون، أو "مريم بنت دينا" كما يسمونها في مدينة مراكش، حيث أبصرت النور قبل 58 سنة، هي الثانية في حياتها، ففي 2007 خاضت الانتخابات عن "حزب الوسط الاجتماعي" الذي يتخذ من النحلة شعارا يرمز للنشاط ووفرة الإنتاج، ولم تفلح.
لكنها حصلت في تلك المعركة على 30 ألف صوت بقيت لها كرصيد شجعها على خوض الانتخابات ثانية هذا العام، وعن الحزب نفسه، آملة الجلوس على مقعد لم تجلس عليه سواها من اليهوديات.
ماغي، التي تحدثت إليها "العربية.نت" عبر الهاتف ليل أمس، هي من الأمازيغ أصلا، لكنها لا تعرف إلا كلمات قليلة من لغتهم، وهي تتعثر بالعربية بعض الشيء، كإنجليزيتها تقريبا.
أما بالفرنسية فهي تجيدها، لأنها درست بسويسرا وعاشت في باريس، وبالفرنسية ألفت 4 كتب، أهمها "المطبخ اليهودي في المغرب: من الأم لابنتها"، والثاني بعنوان "تقاليد وعادات يهود المغرب"، لذلك كان الحديث معها معولما لأنه جرى بالقليل من كل لغة.
والدتها وشقيقتها تقيمان قرب تل أبيب
وملخص الحديث أن ماغي، التي تصنف نفسها بسيدة أعمال تنشط كمستشارة في الشؤون العقارية لشركات عدة بالمغرب، تتصرف دائما كمغربية قبل أي شيء آخر "والباقي هو ديانة" طبقا لما تقول.
وهي تؤكد أنها وزوجها وأولادها الأربعة لا يحملون أي جنسية غير المغربية، لكن والدتها وشقيقتها تعيشان في مدينة "حولون" المجاورة لتل أبيب بإسرائيل التي زارتها 5 مرات، آخرها منذ 3 أعوام.
والاسم الحقيقي لماغي كاكون، هو ماري إيفون غاباي، ابنة دينا وديفيد غاباي، المعروف بأنه كان صناعيا شهيرا وواحدا من أغنى يهود مراكش، والذي انتقل بالعائلة منذ 1971 للعيش في باريس. وحين تزوجت ماغي من آيمي كاكون، الشهير بين المغاربة كواحد من أبرز المهندسين المدنيين، انتقلت للعيش معه في الدار البيضاء، وفيها أبصر النور أولادها الأربعة، بدءا بالابنة الوحيدة، آينا، وهي متزوجة وعمرها 35 سنة وتعمل مديرة لإحدى الكليات.
والذكور من أبنائها هم: وليام، البالغ من العمر 33 عاما، ويعمل كشقيقه ديفيد الذي يصغره بعامين، مستشارا لعدد من البنوك. "وكان ديفيد فاز بالبطولة العربية للغولف التي جرت في 2006 بدمشق" طبقا لقولها. أما صغير العائلة، نيتون، فما زال طالبا بالجامعة وعمره 20 سنة.
أجدادي كانوا هنا قبل أي عربي أو مسلم
اتصلت بالأمين العام لحزب الوسط الاجتماعي، لحسن مديح، فعبر عن تفاؤله بفوزها، ووصفها بأنها وسطية التفكير والميول وديمقراطية المنهج والتطلعات. وقال مديح: "أما عن يهوديتها فلا سلبيات منها على الاطلاق، إنها مواطنة مغربية كسواها، حتى إن نائبي لأمانة الحزب جوزف ليفي، هو أيضا مغربي يهودي الديانة"، كما قال.
ومثله قالت ماغي كاكون، وزادت أنها لا تشعر إلا بالارتباط الوجداني مع المغرب، وانتفضت في إحدى اللحظات حين وصل الحديث إلى العرب والمسلمين واليهود في تاريخ المغرب القديم.
وقالت مع شيء من الحدة: "إسمع، أنا كلي مغربية، ولم أرغب بغير المغرب وطنا، واليهودية هي ديانة، لا جنسية، وكنا هنا قبل العرب وقبل المسلمين بمئات السنين. المغرب لنا قبلكم، وأجدادي كانوا فيه قبل جد أي عربي أو مسلم".
وقالت ماغي إن مشاركتها في الانتخابات النيابية غدا، والتي تتنافس فيها 700 مرشحة ضمن 24 لائحة وطنية نسائية "تغني التنوع المغربي، وتغني المناخ الديمقراطي للملكة، وأنا لو فزت فسأعمل على تجيير منصبي لتوظيف الطاقات من أجل المغاربة، وسأركز على التعليم وتطويره، وسأسعى لتعزيز السلام بين العرب والإسرائيليين، ومهما كانت النتيجة، فإن المغرب هو الرابح بالنهاية" على حد تعبيرها.
وماغي كاكون هي أول يهودية تخوض الانتخابات النيابية بالمغرب، لكنها ليست أول يهودي، ففي 1984 فاز جو حنا بعضوية البرلمان عن حزب الاتحاد الدستوري، وكان أول يهودي مغربي يصل إلى هذا المنصب. كما فاز شمعون ليفي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بانتخابات المجالس البلدية والقروية التي جرت في 1977 عن مدينة الدار البيضاء.